بقلم/ علي البخيتي
نختلف أو نتفق حول ممارسات الرئيس هادي أثناء فترة رئاسته، لكن علينا الإقرار أنه لا يزال الرئيس الشرعي وفقاً للدستور والتعديل الذي ادخلته عليه المبادرة الخليجية، إضافة الى التمديد الإضافي لعام آخر الذي توافقت عليه المكونات في مؤتمر الحوار، وبما أن البرلمان لم يقبل استقالة الرئيس، وبما أن أوضاع البلد وصراعاته لم تسمح بإجراء انتخابات رئاسية، فانه ووفقاً لكل الأنظمة الدستورية المعمول بها في كل بلدان العالم من واجب الرئيس الاستمرار في منصبه لحين تنصيب رئيس جديد، هذا على المستوى القانوني والدستوري.

لكن على المستوى السياسي فان اعلان الرئيس الأخير يحتاج الى قراءة أخرى، لأنه طالب بعودة الأوضاع الى ما قبل 21 سبتمبر الماضي، متجاوزاً اتفاق السلم والشراكة وحكومة بحاح، وقائمة طويلة من القرارات والتوافقات، وكأنه يطالب بعودة علي محسن الأحمر وباسندوة ومدير مكتبه سالم بن طالب، وهذه المطالب لم تكن أبداً في يوم من الأيام مطالب الرئيس هادي أو أي من القوى السياسية الأخرى عدى الإخوان المسلمين.

تواترت الأنباء حول دور للإخواني راجح بادي المتحدث باسم الحكومة المستقيلة ورئيس تحرير صحيفة الصحوة الإخوانية في صياغة ذلك البيان، وقد عززت مضامين البيان ذلك الاحتمال، إضافة الى تواجد راجح في عدن وعلاقته الوثيقة بعلي محسن وحميد الأحمر.

وبما أننا وقفنا مع الرئيس ضد الانقلاب وهاجمنا أنصار الله "الحوثيين" على تراجعهم وانقلابهم على كل التوافقات السياسية فإننا نقول وبمنتهى الوضوح للرئيس هادي أن استمرار ارتباطك بنظام ما قبل 21 سبتمبر وانقلابك على اتفاق السلم والشراكة يبيح لأنصار الله الانقلاب عليك أيضاً، ولا يمكن القول أنك كنت مجبراً على توقيع ورعاية اتفاق السلم والشراكة الذي تم اعتماده أيضاً من الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص في اليمن جمال بن عمر، أما اذا كان البيان مناورة سياسية تم فيها رفع السقف فهذا شأن آخر مع أني اعتبره خطأ فادح، لأنك رئيس جمهورية ولا يصح ان تناور وتتنصل عن اتفاق السلم والشراكة وما بعده ابداً وتحت أي مبررات أخرى، فأنت لست حزب سياسي يراوغ أثناء مفاوضات، انت رئيس جمهورية وحامي الدستور والقانون وراعي التوافقات السياسية.

كما أن محاولة إعادة علي محسن الى الأذهان عبر ذلك البيان سيعيد الى الجنوبيين ذكرى تحالف 7 / 7 الذي دخل عدن على ظهر الدبابات، وسيذكرهم بكل المآسي التي وقعت في صيف 94م عندما تم استباحة الجنوب أرضاً وانساناً، وهذا ليس في صالحك أبداً وبالأخص أنك في عدن الآن وتحتاج الى تسوية الأوضاع فيها والتقرب من مواطنيها، ولا يمكن أن يكون ذلك التقرب بإعادة علي محسن الى أذهانهم.

فخامة الرئيس: عليك أن تكون على مسافة واحدة من كل القوى السياسية إذا أردت أن تكون مفتاحاً لحل الأزمة، أما إذا أحاط بك من جديد طرف سياسي معروف فان بقية الأطراف السياسية والكثير من الشخصيات المستقلة ستقف ضدك وسنكون نحن في الصدارة.

لا أريد أن يفهم من كلامي أني متحامل على الاخوان كحزب أو على علي محسن وحميد كأشخاص، أنا متحامل على ممارساتهم وأخطائهم عندما كانوا السلطة، كما تحاملت على أنصار الله "الحوثيين" وبنفس القوة عندما أصبحوا السلطة، وجل ما نطلبه منك أن تقف على مسافة واحدة من الجميع لنستمر في دعمك والوقوف معك، فلا تخضع لشروط واملاءات الحوثيين ولا تخضع لابتزاز وشروط الإخوان ولا لشروط أي قوة سياسية أخرى، فوقوفك مع أي قوة يسقط شرعيتك لأن أساس بقائك هو التوافق بعد انتهاء شرعية الاستفتاء عليك بعد مرور عامين من وصولك الى كرسي الرئاسة.

"صحيفة الأولى"

حول الموقع

سام برس