سام برس / متابعات
تفتحل دولة الكويت غدا الأربعاء بالذكرى الـ54 للعيد الوطني هذا اليوم الذي ترتدي فيه البلاد ثوب الفرح والسرور ايذانا ببدء الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة التي تبين مدى حب وانتماء هذا الشعب لوطنه والتأكيد على ولائهم والتفافهم حول قيادتهم.

وتشهد الكويت هذا العام مظاهر احتفالية ، حيث ازدانت البلاد في شتى المناطق والمباني الرسمية والخاصة بصور شتى من الزينة والصور والأشكال بمختلف الألوان والأحجام للتعبير عن فرحة الكويتيين بهذه المناسبات الغالية.

واستطاعت دولة الكويت أن تضع بصمتها في المحافل الدولية المختلفة، وتعتلي مراكز متقدمة ومهمة فيها، وتم التعامل معها كدولة ذات سيادة، وأعلنت في عام 1961 عضويتها في الجامعة العربية، كما انضمت إلى الأمم المتحدة عام 1963.

ففي يوم 19 يونيو عام 1961 استقلت الكويت عن الاحتلال البريطاني حين وقع الأمير عبدالله السالم الصباح الحاكم ال11 للكويت وثيقة الاستقلال مع السير جورج ميدلتن المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي نيابة عن حكومة بلاده وألغى الاتفاقية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا في 23 يناير عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية.

وفي 18 مايو عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم نظرا لكونه يأتي في فصل الصيف الشديد الحرارة وتم دمجه مع يوم 25 فبراير الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل في عيد استقلالها في 25 فبراير كل عام بالعيد الوطني.

وانطلقت الكويت منذ عام 1962 بتدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها.

ومن أبرز ما أنجزه المجلس مشروع الدستور الذي صادق عليه الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح في نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية، حيث جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963.

ونظام الحكم في الكويت ديمقراطي حسب ما نصت عليه المادة السادسة من الدستور والسيادة فيه لمجلس الأمة مصدر السلطات جميعا وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين في الدستور.

ويقوم نظام الحكم في الكويت على أساس فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية مع تعاونها ولا يجوز لأي سلطة منها النزول عن كل أو بعض اختصاصها المنصوص عليه في الدستور.

ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقي الشعوب كافة.

واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك كما كان لها دور مميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي من خلال هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.

كما حرصت الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوي الحاجة حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها وتم منح أمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح البلاد لقب (قائد للعمل الإنساني) في سبتمبر 2014.

ولم يكن فبراير شهرا عاديا في تاريخ الكويت لأن المناسبات الوطنية التي تقام فيه تشكل علامة فارقة في البلاد يجب الوقوف عندها في كل عام والتذكير بأحداثها ودور الرعيل الأول وتضحياته من أجل استقلال الوطن وبنائه فهو تاريخ مشرف لا ينسى رسمه الآباء والأجداد ويواصل مسيرته الأبناء جيلا بعد جيل.

وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة لكل منها خصوصيتها وجمالها ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ مجسدة ذكريات وأياما جميلة محفورة في الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.

ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت الاحتفالات بالعيد الوطني تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون في هذه الاحتفالات إضافة الى الفرق الشعبية كما أن جميع محافظات الكويت النصيب الأكبر من هذه الاحتفالات.

وفي عام 1985 وبمناسبة مرور ربع القرن على الاستقلال تم إعداد ساحة العلم بموقعها المميز والقريب من شاطىء البحر لإقامة احتفالات العيد الوطني وتم رفع أطول سارية لعلم الكويت في هذه الساحة ولهذا سميت بساحة العلم وتقدر مساحة ساحة العلم ب100 ألف متر مربع تقريبا ويصل ارتفاع السارية الى 36 مترا تقريبا.

وتعيش دولة الكويت هذه الأيام احتفالاتها في ظل القيادة الحكيمة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح و الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والتفاف الشعب حول هذه القيادة الحكيمة لتمضي بسفينة هذا البلد نحو شاطىء الأمان والاستقرار والازدهار.

ويحظى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتاريخ الكويت حافل في العمل السياسي والإداري والشأن العام وذلك نتيجة لتقلده منذ عام 1954العديد من المناصب التي أكسبته خبرات عديدة وساهمت في صقل رؤيته لشؤون البلاد.

كما تعمل الكويت على إقامة علاقات مع الدول العربية وتسعى على تطويرها إلى جانب جهودها لتدعيم العمل العربي المشترك وتعزيز التماسك العربي والعمل على نبذ الانقسام وتدعيم وحدة الصف.

كما تتميز دولة الكويت بمبدأ (الدبلوماسية الاقتصادية) الذي أطلقه أمير البلاد لتطويع الاقتصاد في خدمة القضايا والمبادئ العادلة المثلى إذ يؤمن بأن التشابك الاقتصادي يقود إلى مزيد من الاتصال بين الدول والشعوب فأصبحت الدبلوماسية السياسية والاقتصادية للكويت خطين متوازيين.

كما يقوم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من جهود عالمية من خلال مساعدات ومنح وقروض استفاد منها نحو 200 دولة بالإضافة إلى عشرات المؤسسات والصناديق التنموية التي تخطت قيمتها ال 18 مليار دولار منذ نشأته قبل نصف قرن تقريبا.

وتصدرت دولة الكويت دول العالم بحجم التبرعات لدعم الوضع الإنساني في سوريا حين تبرعت بمبلغ 300 مليون دولار في مؤتمر المانحين الأول و500 مليون دولار في المؤتمر الثاني والتبرع لإنشاء قرية للنازحين السوريين في (مخيم الزعتري) بالأردن.


سبأ

حول الموقع

سام برس