حمزة القاضي
فقدان الضمير الانساني وغياب الضمير السياسي لدى الاحزاب يخلق حاله من انعدام الثقه والارتهان في احضان القوى الخارجيه ويجعل كل حزب يسعى بانفراده في كسب وتحقيق مصالحه الشخصية ويفكر بطريقة فرديه بعيدا عن أحتواء مصالح الوطن والمواطن والانفراد بالرأي المستوحى من الإدارات الخارجية للاحزاب والذي يكشف حقيقة الضعف في السعى نحو الاتفاق بين الاحزاب,

عندما يغيب الضمير الانساني لدى الفرد بشكل خاص والجماعة بشكل عام لايكون القادم مبشرا بخير ولا له أي قبول لدى الشعب انما ستكون نتائجه تخدم المحاور الدولية والاقليمة التي تعمل على إدارة ودعم هذه الاحزاب ,
عندما يمتلك الانسان ضميرا يقظا يراجعه في كل مواقف الحياة يستطيع من خلاله أن يحلل مختلف الاحتمالات للموقف الواحد ويؤمن بنفسه مايرتكب من حماقات وهوامر لانستطع التسليم بوجوده الا من خلال ايقاظ الضمائر الميته ليكون وجود وتحرك مثالي وايجابي في الحياة سواء من الفرد او الجماعة .

قد تكون فطره تكونت في الاحزاب غياب الضمير الانساني والسياسي واصبح خارج حدود الانظار واصبحت الاحزاب بعيدة عن الشفافية والوضوح والانسجام مع الذات .
الضمير السياسي بمايحتويه من أخلاق في مواجهه الخصوم السياسيين او الاحزاب السياسيه تكون له إيجابيات تتمثل ان تبقى جذور الايمان حيه في النفوس لكي يجدون وينعمون بالخير والمحبه ويعكس بذلك نظره جيدة حول المفهوم السياسي.

ليس مانعيشه اليوم هو افضل من الامس وليست الاحزاب السياسيه اقدر في رسم حاضر جديد وبروح أيمانيه للتحرك بها انما تعانيه الاحزاب اليوم هو فقدان الضمير السياسي وماكان الحزب يحرمه بالامس ليس باستطاعته ان يحله اليوم .وليس باستطاعه وضع خطط جديده تخدم الشعب كما كانت تروج له سابقا وتحشد قواها وتخرج في مظاهرات والضجيج الاعلامي التابع لها .كل هذا ليس بغريب عنا وليس بجديد عليهم ,

ولذلك فأن مايجرى في المشهد السياسي اليمني يندرج تحت ثلاثه محاور ، متمثلة في
محور دولي التحركات الامريكيه والاداره للبلد ،محور أقليمي عربي بإادراة السعوديه، محور محلي الاحزاب السياسيه في البلد.

تدور هذه المحاور حول الجغرافيه السياسيه لليمن وهذه المحاور التي تتجاذب جميعها في أداره المشهد السياسي في ظل أزمة ضمير وضمور أخلاقي من خلال إعتمادها على تشويش وارباك وتصوير الاحداث عكس ماتحدث من أجل خداع وتضليل عقلية المواطن لرؤية المشهد السياسي بشكل ضبابي وفي زاويه محصورة من الواقع ,

لا يمكن لهذه الاحزاب والقوى السياسية أن تعمل بروح وطنية وبكفاءه عاليه وان تضع مصلحة الوطن والمواطن نصب اعينها وبمعايير حقيقيه وواضحه تتحرى المصداقية والسبب في هذا هو الافتقار الى ابسط القيم الاخلاقيه وغياب الوطنية واهداف مقومات بناء هذا الوطن بمفاهيم ومبادى صحيحة وواضحة ,. في الوقت الذي تبدي تلك القوى عجزها عن التصدي للتدخلات الخارجية، بل البعض يجعل هناك صعوبات من اجل الابتعاد عن الاتفاق السياسي بشروط مرهونة لدى المحور الدولي والاقليمي انما هذا ناتج عن ازمة ضمير وفقدان الثقة ,عندما يكون الحزب مرتهن ويتلقى الدعم واصبح تحركه مضاد للشعب ويتحرك نحو مصالحه الشخصية لا أقول ان مصيره الفشل فقط بل مصيره الانتهاء والتلاشي .

لايمكن ان يعيش الشعب في حالة من تجاهل المشهد السياسي ,في الوقت الذي اتضح للمواطن ان القوى السياسية تراهن على القوى الاقليمية والدولية والذي يتمثل في الداعم الاساسي والمراقب للتحرك الذي يجرى في البلد وهيمنتهم السياسيه والاحزاب اضهرت يوما بعد يوم الهدف من المشروع الذي تحذوا باتجاهه وما هو حاصل الان يخدم هؤلاء السياسيين ومشروعهم المتطرف ,قاده الاحزاب يضحون ولكن بحياتنا ويقال عنهم ان فيهم شجاعه وتضحية ,من المؤسف والمخزي ان ينالوا بالاعجاب .عن أي قاده تعجبون اتعجبون في القائد الذي يأمر جنوده ان يقاتلوا حتى يقتل اخر رجل منهم هذا الامر لايحتاج الى شجاعة ولكن يعكس الاحساس الذي يتبلد فيه القائد حتى يبلغ قسوتة اقصاها فلايرحم احد من رجاله ,

لابد من السعي نحو المشاركة السياسية والمصالحة والابتعاد عن الإدارة الدولية والاقليمة وذلك من اجل ترسيخ مبدا التحرر والحرية والثقه واحياء الضمائر الميته تجاه هذه المصالحة والعمل من اجل الاستقرار الامني والاجتماعية والمحافظة على جميع مؤسسات الدولة وان يتم معالجة القضايا السياسية والاقتصاديه والاجتماعيه بعقلانيه وبأخلاص في العمل لبناء وطن ينعم فيه الجميع بالعيش الكريم,

حول الموقع

سام برس