بقلم/ يحيى محمد القحطاني
الشعب اليمني كله منذ 1280عام، وحتى نهاية حكم أئمة بني حميد الدين، والذي أستمر أكثر من 70 عاما، كانوا يعيشون ثم يموتون، وهم مظلومين ومنهوبين ومقهورين، ومكتوب عليهم فقر وجهل ومرض وقلة الراحة، حكام كان همهم اﻷول واﻷخير، إستﻻم زكاه المال والفطرة، وإجرة المثمرين والمطوفين وحق إبن هادي، ونحن في مديرية القفر محافظة إب، نتذكر مقولة نائب اﻹمام في إب الحسن إبن يحي حميد الدين، لمأمورالزكاة في ناحية القفر، (وادي سكا يدي زكاة من عين أبوة ولو شكا ولو بكا) رغم عدم وجود المحصول الزراعي، بسبب جفاف المطر في ذلك العام .

ورغم ضخامة تلك اﻷتوات والجبايات، والتي كان يدفعها أبناء الشعب اليمني، سنوياً من زكاة وخراج وجزية على اصحاب الذمة، ورغم كل ذلك فالشعب، ظل محروم من الخدمات الضرورية، مثل الطرقات للسيارات، والمطارات للطائرات، والمدارس والجامعات للدراسة، والمستشفيات و اﻷطباء للعﻻج، فقد كان حجاج اليمن يسافرون للحج، مشي على الاقدام لمدة شهرين ونصف ذهاباً ومثلها أيابا، والدراسة كانت للقراءة والكتابة فقط، في كتاتيب أو معﻻمة في بعض المناطق المحظوظة، والعﻻج للمرضى كان يتم، إما الكي بالنار أو الدهان بالقطران، وفي أحسن اﻷحوال الرقية بالقرآن .

وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م، تم بناء المدارس والمعاهد والجامعات، وبناء المستشفيات والمستوصفات، وشقت وسفلتت الطرقات، و تم إنشاء المطارات والموانئ، ووجدت قاعدة صناعية وزراعية، وتحسنت الحياة المعيشية للشعب اليمني، ولكن نتيجة للتأمر على الثورة والجمهورية، من الداخل والخارج خﻻل 11 عام، عادة حليمة لعادتها القديمة، ووجد المواطن اليمني نفسه ضحية تاريخية من جديد، ﻷنظمة عسكرية وقبلية ودينية فاسدة، ثقافتها الفوضى والحرب والصراع على السلطة، وإنجازاتها فساد ومفسدين، قاموا بسرقة الشعب معيشياً وصحياً وتعليميا،ً تلك أﻷموال التي تم سرقتها و تهريبها وإستثمارها، في دول الخليج ومصروتركيا وكندا وأمريكا والصين، وأخذ جنسيات تلك الدول لهم ولنسائهم وأولادهم .

حتى أعضاء مجلس النواب والشورى، والذين يمثلون الشعب المنكوب، تحولوا إلى خدمة النظام ضد الشعب، حيث كانت وﻻ زالت مهامهم مقتصرة في الموافقة، على رفع الضرائب والجمارك، ورفع أسعار المواد الغذائية والدوائية والبترولية، والتي أثقلت كاهل الشعب اليمني، وتدهورت المقدرة الشرائيّة، وانقرضت الطّبقة الوسطى، وتضاعف أعداد الفقراء والمرضى، والباحثين عن الطعام من براميل القمامة، وأخيراً قاموا بإقرار ومباركة مدونة السلوك الوظيفي، وإلزام جميع الموظفين بالتوقيع عليها، والتعهد بحفظ مقدمتها وكل بنودها عن ظهر قلب، بدﻻ من إلزام الحكومة، بصرف المرتبات المقطوعة منذ ستة أعوام، ورفع المرتبات وإطﻻق العﻻوات والتسويات السنوية المتوقفة منذ عشرسنوات .

وأخيراً اقول أيها الحكام، اليمن يتسع للجميع، والشعب يريد السﻻم واﻷمن واﻹستقرار، يكفينا ثمان سنوات حرب وموت وخوف، فقد تعبنا من الحروب والصراعات واﻷزمات، فﻻ نريد هدنه مؤقته ﻻ تسمن وﻻ تغني الشعب من جوع، نريد نظام ديمقراطي عادل وتبادل سلمي للسلطة، نريد حكام يبنوا اليمن أرض وإنسان، ﻻ أن يهدموا اﻷرض ويقتلوا اﻹنسان، نريد حكام مهمتهم بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون، دولة الحرية والعدالة والبناء، وخدمة الشعب قوﻻ وعمﻻ، اليمن ﻻ ينقصها شيئ، حتى تكون دولة قوية وغنية كبقية دول الجوار، وﻻ يحتاج مساعدة من أي دولة، سواء عربية أو إسلامية أو اجنبية، فهو بلد التنوُّع الجغرافي والمناخي، بلد السياحة والزراعة، والمخزون السمكي المتنوع، وفيه من الثروات والخيرات والكفاءات ما يكفي، والله من وراء القصد .

حول الموقع

سام برس