بقلم / واثق شاذلي
سنحاول اليوم استكمال ما بدأناه في العمودين السابقين حول المؤسسات الإعلامية ...قياداتها ونقاباتها.
كثير من قيادات ونقابات المؤسسات الإعلامية لا تريد فهم الواقع القائم في مؤسساتها وتريد أن تدير شؤونها وشؤون من ينتسبون إليها بالكيفية التي تراها هي .
بالرغم من أن تاريخ العمل الصحفي الحديث كما سبق لنا القول يعود إلى حوالي ثلاثة أرباع القرن(75) عاما وكذلك العمل النقابي فإن كثيراً من العاملين في الحقل النقابي وخاصة قياداته لم تستفد من تجارب وخبرات العمل النقابي, ومنهم من تجده وكأنه يبدأ السلم من أول درجة فيه,ومنهم من اتحد أو اختط لنفسه أساليب لا صلة لها أصلا بالعمل النقابي وأساليبه المتبعة في مختلف نواحيه ومنهم من ذهب ليقول ويحاول أن يجعل من العمل النقابي قائدا ومحركا للعمل داخل المؤسسة ومسيطرا عليه, أي على كافة أشكاله إداريا, ماليا, فنيا وتحريريا الخ.

ما زال هناك وللأسف سوء فهم من قبل كثير من قيادات العمل النقابي في فهم دور ومهام النقابات في مختلف العهود التي مرت وتمر بها البلاد, ففي العهد الاستعماري مثلا يكون دور النقابات في موقف العداء التام من السلطة الاستعمارية وتجاهد النقابات بكل قواها للحفاظ على حقوق العاملين وتسهم في الوقت نفسه في مختلف أشكال الكفاح إلى جانب القوى السياسية لدحر المستعمر وإخراجه. أما في مرحله التحرر ( الوطني) ووضعنا كلمة الوطني بين قوسين ذلك أن بعض هذه السلطات تقمع العمل النقابي أو تحاول جعله تحت سيطرتها وتابعا لما تريد هي تنفيذه وسريانه بعيدا بالطبع عن مصلحة العاملين, أما سلطة التحرر الوطنية الديمقراطية حيث تجد النقابات حريتها في العمل فأنها هنا تكون شريكا ومشاركا في العمل والجهود ومساهما في إنجاح الخطط ومضاعفة التنمية.

هذا الوضع الذي لم يستوعبه عدد من قيادات النقابات يقابله في الوقت نفسه عدم فهم من قبل قيادات العمل في المؤسسات الإعلامية( مجالس الإدارة) وخاصة رؤساء المجالس أو بعض نوابهم, وتجد اللاوائح الداخلية لهذه المجالس لا تتضمن أي بند أو نص بإشراك قياده النقابة في عضويتها في الوقت الذي نجد فيه أعضاء في المجالس من خارج المؤسسات الإعلامية لكن نقابات المؤسسات لا تمثيل لها داخل المجالس.
في مجالس الإدارة نفسها هناك من يرى خاصة رؤساء المجالس أن رئيس المجلس هو ( الكل في الكل ) وان المجلس بكامل أعضائه مجرد تابع له ولأوامره وقراراته التي يتخذها دون الرجوع إلى المجلس وكثير من هؤلاء يعمد إلى تجميد إعمال المجلس... عدم عقد جلساته حسب اللوائح, هذا النوع المتسلط إذا كان هذا هو موقفه من أعضاء مجلس إدارته فموقفه من النقابة أشد وأقسى, وهؤلاء يلجأون إلى تكوين الشلل التابعة لهم وإرباك عمل القيادات والعاملين الجادة والمجتهدة لكي يظهروا أن العمل لا يسير بدونهم.

هذا الأمر يتطلب إعادة قراءة لمعظم لوائح العمل في المؤسسات الإعلامية والعمل الدؤوب في توضيح دور ومهام النقابات, وهنا قد تظهر مشكلة أخرى وهي أن النقابة في المؤسسة الإعلامية ليست بواحدة بل ثلاث نقابات هي
- نقابة الصحفيين
- نقابة الإعلاميين وتضم الصحفيين الذين لم تقبل نقابة الصحفيين عضويتهم لديها حسب نظامها الداخلي
- نقابة العمال وتضم أفراد القوى العاملة في المؤسسة من غير الصحفيين( إدارة, مالية,فنيين ) الخ.

هذا الأمر يحتاج إلى بضعة أعمدة لنوضح للقارئ الكريم حقائقه وتفاصيله,إلا أن هذه هي مهمة النقابات نفسها,وهناك مخارج عديدة لقيام نقابة واحدة بدلا من تشرذم العمل النقابي داخل مؤسسات الإعلام خاصة إذا ما أمعنت نقابة الصحفيين النظر في الوقع القائم وابتعدت عن المشورات الخاطئة لبعض الصحفيين العرب التي لم ينفعوا بها نقاباتهم نفسها.
واثق شاذلي
Wams2013@ hotmail.com
نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس