بقلم / عبدالرحمن بجاش
هل يكون السؤال عبثا في مثل هذا الظرف ؟ سؤال من نوع : أين القوى السياسية ؟ بالأصح ماذا لو سألنا : هل تتحمل القوى السياسية مجتمعة ما آلت إليه الأمور ؟ سألت أحد من لهم علاقة بالسياسة وله في كنفها أعواما طويلة يسبح ولم يصل إلى أي شاطئ , أين السياسة في هذه اللحظة ؟ قال : بل قل أين السياسيين ؟ قلت : وهل في هذه البلاد سياسيين من أصله ؟ إذ لو هم موجودون , ما وصلنا إلى ما نحن فيه , الآن يصبح البكاء على اللبن المسكوب غير ذي جدوى , فقد سكبنا اللبن , ورمينا بالإناء , ومطننين , ننتظر ما لا يُنتظر , فأساسه لم يعد في أيدينا , بفضل قصر النظر , ما نراه بوضوح معاناة قل نظيرها في أعين الناس وملامح وجوههم , فجولة سريعة تبدأ من وجه عمار المزارع الدؤوب والنشط والمجتهد وقد احضر لي شظايا جمعها في طريقه , يريني : أليس هذا ظلما ؟؟ الآن أقولها بكل الأمانة , فليس السياسة أن تظل تتلقى الصفعات وتدعي بأنك شجاع ولديك الاستعداد لأن تظل هكذا إلى يوم يبعثون , وليس من الشجاعة هذا إذا اعتبرناها شجاعة أن تظل تتلقى الصفعات , وأنت تقوم بصفع صاحبك, فإما أن تعيد الصفعة لمن صفعك أو تتوقف وتبحث عن مدخل آخر يوصلك إلى هدفك , والسياسة ليست جبنا , هي الوجه الآخر للحرب , فحين تمارسها فأنت تحارب بأسلوب آخر , الحرب والسياسة وجهان لعملة واحدة, وحين تصل إلى طريق مسدود فتقرح البنادق , وحين تعجز البنادق عن أن توصلك إلى أهدافك فتعود إلى الطاولة , الناس في الشارع الآن وبالذات من بعد يوم أمس الأول تسأل : طيب إلى أين ؟ وفي ظل غياب للقوى التي رضينا بها أو لم نرض , فعلينا أن نقبل بها , بل هي المسئولة عن أخراج الناس من المأزق , علي أن أقول وكل ما هو الآن لا يقدم أي طرف على انه كائن شرعي , فلنقل : يا أهل الحل والعقد في مجلسي النواب والشورى , وكل الأحزاب , والشخصيات , والفعاليات , لا بد أن تتنادوا , وتتدابروا , وتقولوا ما يجب أن يُقال , لا بد أن تتحملوا المسؤولية بالخروج عن هذا الصمت المريب , فإذا كان بادعاء أن هنا أمر واقع وصاحبه يريد هذا , أقول باسم عمَار المزارع الرائع : هذه البلاد حقنا كلنا , وليس وقفا على أي قوه مهما بلغت قوتها , إذا فعلى الجميع أن يقول أو يجيب عن السؤال : إلى أين ؟ ماذا بعد ؟؟ , أقولها للتاريخ أن عليكم أن تجتمعوا سريعا وعلى الطاولة سؤال الناس : إلى أين نحن سائرون ؟ , لا يعني هذا انهزاما , لكنه ليس بالشجاعة أن تظل تتفرج فقط وبلدك بكل إمكاناته يدمر أمام عينيك ولا تفعل شيئا , قليل من السياسة أيها القوم , قليل من الحركة , ففيها البركة , الناس لا يقتلها الرصاص فقط , بل تقتلها اللقمة , يقتلها أسئلة أولادها , طوابير البترول , أكداس القمامة , ألف سؤال على أفواه النساء , الضياع الذي يلاحق الآلاف الذين ذهبوا إلى قراهم , معظمهم لا يجد في جيبه مصروف اليوم التالي , نحن بالتأكيد لا ندعو إلى الانهزام هذا إذا هناك ثمة حرب متكافئة , العبث أننا نحترب , ومن يقتلنا بطائراته يسرح ويمرح مبتسما من فوق رؤوسنا , من اجل اليمن ماذا أنتم فاعلون ؟ أو لتتحملوا المسؤولية التاريخية في أنكم عجزتم , وظننتم أنكم تنتصرون بالعجز ..أو أن العجز شجاعة أو سياسة ................لا .

حول الموقع

سام برس