سام برس / يحي البعيثي
العشوائية وغياب الرقابة شجع التجار على الجشع والاحتكار
* في محطة غاز مسلحين يعتدون على مواطنيين ويطلقون الرصاص
* احد التجار في شارع المطار يبيع الغاز بــ8 أضعاف السعر الرسمي
* الادول بحارة الفجر ينجح في توفير احتياجات السكان لمادة الغاز
تحقيق وتصوير /يحيى البعيثي

مالفرق بين القوى الظالمة والمعتدية على اليمن..وبين قوى الفساد في الداخل التي تتلاعب وتحتكر المواد الاساسية ومنها مادة الغاز..فطائرات العدوان السعودي الامريكي تقصف البلد وتدمره وتقتل البشر..وفي ذات الوقت هناك آناس يعملون على أحتكار وأستغلال أحتياجات المواطنيين وبالتالي هم يساعدون العدوان في مضاعفة ألآم ومعاناة الناس في كل مديريات ومدن الوطن..

وفي تصوري لقد حان الوقت للعمل على أيجاد آليات وضوابط تضمن وصول متطلبات الناس من المواد الاساسية وبأسعار مناسبة..والعمل أيضاً على أيقاف العابثون والمتلاعبون والمتورطون في عمليات الاحتكار والجشع والارتفاعات السعرية التي شهدتها اليمن خلال الايام الماضية وخاصةً منذ بداية العدوان.وهي أسعار جنونية للغاية ولم يسبق أن حدثت مثل هكذا حالة أرتفاع في أي أزمنة ماضية.


عشوائية التوزيع

*ورغم أن مادة الغاز قد توفرت بكميات كبيرة منذ مايقارب الــ20يوماً ..الا أن آلية توزيعها ماتزال عشوائية وغير منظمة مما يتسبب في انعدام هذه المادة في بعض الاحيان وأحتكارها من قبل التجار والمسئولين والمتعهدين وأصحاب المحطات..وممارسة أبتزاز ضد المواطن وأجباره على أقتنائها بسعر خيالي دون وازع من ضمير عند أولائك الاستغلاليين..الذين لايقلون بشاعة عن الاعداء الحاقدون على اليمن واليمنيين.

أسعار جنونية

*يوم أمس الاول شاهدت سيارة دينة محملة باسطوانات الغاز كانت واقفة أمام سوق العاصمة التجاري بمنطقة دارس شارع المطار..وقد تفاجئ الناس بأن سعر اسطوانة الغاز(تعبئة10ك)بمبلغ4000ريال..البعض أصُيب بحالة أحباط فعاد الى منزله بدون غاز ..والبعض الآخر كان مضطراً لاقتنائها رغم الارتفاع الجنوني الذي يتجاوز الــ 8 أضعاف السعر الرسمي.

الادول نموذج

*وماحدث في حارة الفجر أمراً يبعث كثير من التفائل لدى الناس من أن الدنيا مازالت في خير وأن هناك الخيرين والمخلصين يعملون على توفير أحتياجات المواطنيين دون عائد مادي أو حتى معنوي.الشيخ/صالح محمد الادول عاقل حارة الفجر هو نموذج رائع من الوفاء والاخلاص وخدمة الناس..فقد بذل جهد ووقت في سبيل أيجاد كمية غاز ماتغطي أحتياجا ت السكان.رغم الصعوبات التي وأجهت الادول بسبب عدم تجاوب المسئولين في شركة الغاز واللجان التابعة لانصار الله لسرعة توفير الغاز في وقت مبكر.

12ساعة في الطابور

*لقد كان المشهد في اليوم الاول لوصول قاطرات الغاز وهي محملة بهذه المادة المهمة ورغم أستمرار القصف العدواني على اليمن كان الالاف من الناس يتوافدون الى المحطات للحصول على مادة الغاز بعد غياب دام قرابة الــ50يوماً..كنت واحداً من الناس واقفاً في الطابور بمحطة ثافت بشارع المطار..وقبل البدأ بتعبئة أسطوانات الغاز قام المشرفون الامنيون بترقيم الاسطوانات الفارغة وكان العدد650 أي أن عدد المواطنيين في الطابور650شخصاً وجميعهم ظلوا في الطابور من الــ2ظهراً وحتى الــ2ليلاً ..لم يحالف الحظ سوى 240شخص فقط حصلوا على غاز والبقية عادوا الى منازلهم دون غاز وأنا واحداً منهم.

تخويف الناس

*المؤسف جداً أن كل أفراد الامن المتواجدون في محطة ثافت منحوا أنفسهم الحق في الحصول على مادة الغاز بحجة أنهم لجنة أمن وتنظيم..بل أنهم قاموا باطلاق أعيرة نارية لتخويف الناس وأبعادهم عن ما يحدث من تجاوزات تمثلت في تعبئة عشرات الاسطوانات كانت تاتي من خلف المحطة وهي لاشخاص وقيادات نافذة بعظهم ينتمون الى أنصار الله كما أكد أحدهم الذي أطلق الرصاص وصاح في وجوه الناس وبصوت عالي(نحنوا من أنصار الله..أفهموا)..وتبين فيما بعد أنهم لاينتمون مطلقاً الى جماعة أنصار الله..حتى وأن كانوا يحملون السلاح وفيه شعارات وصور السيد/عبدالملك الحوثي.

سنحاسب أي مسيئ

* كان متواجداً في المحطة لحظة حدوث مشاددات وأحتجاجات من قبل الناس الزميل /جمال الظاهري وقد أعترض بصوت خافت على تجاوزات افراد الامن وأذا باحدهم يشهر السلاح في وجه جمال مادفع الناس حينئذ الى الالتفاف حوله وحتى لايتعرض للايذاء من قبل المسلحين..وبعد نحو 10دقائق وصل الى المحطة قيادي بارز من جماعة أنصار الله وقد أكد على أن مادة الغاز متوفرة بكميات كبيرة وستغطي أحتياجات مايزيد عن 3 أشهر..

أستمع الى شكاوى الناس وأعتذر للجميع وقال بالحرف الواحد(ليس منا من يهين أو يعتدي على أي مواطن..وسنحاسب أي مسيئ أو مدعي أنتماء لانصار الله ويرتكب أخطاء أوتجاوزات).وبالفعل كان كلاماً رائعاً وفيه كثير من الصدق..حيث كان المشهد في اليوم التالي مختلفاً تماماً.ولم تحدث أي تجاوزات.

حول الموقع

سام برس