سام برس ــ وكالات
خيم الهدوء الحذر على محيط كاتدرائية العباسية في العاصمة المصرية القاهرة، ومدينة الخصوص في محافظة القليوبية، غداة أعمال عنف طائفية استمرت حتى وقت مبكر أمس، وانتهت حصيلتها الإجمالية إلى 18 قتيلاً، اثنان منهم في القاهرة، في وقت وجه الرئيس محمد مرسي بإجراء تحقيق «فوري» في أحداث العباسية.

وعاد الهدوء صباح أمس، إلى محيط كاتدرائية العباسية في العاصمة المصرية القاهرة، في حين انتشرت قوات الشرطة والأمن بكثافة حول الكاتدرائية، فيما تمكنت قوات الأمن من إعادة فتح شارع رمسيس في الاتجاهين أمام الكاتدرائية، وتسيير الحركة المرورية، على الرغم من وقوع اشتباكات طائفية متقطعة. وتوفي شخص مجهول الهوية متأثراً بجروح أُصيب بها في الاشتباكات، لترتفع الحصيلة إلى قتيلين و89 مصاباً.

وقال رئيس إدارة الرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية خالد الخطيب في تصريح صحافي: إن «عدد المصابين بالاشتباكات التي وقعت في محيط كنيسة الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية ارتفع إلى 89 مصاباً، بالإضافة إلى وقوع حالتي وفاة»، موضحاً أن المتوفى الأول هو محروس حنا إبراهيم تادرس (30 عاماً)، فيما لم يتم التعرف إلى هوية المتوفي الثاني. وكانت الاشتباكات المتقطعة تجدَّدت بمحيط الكاتدرائية المرقسية، حيث قام بضع مئات من الشباب الموجودين داخل الكاتدرائية بالخروج دفاعاً عنها ضد الذين هاجموها، ليتبادل الجانبان التراشق بالحجارة والاشتباك بالهراوات بالشوارع المحيطة بمبنى الكاتدرائية امتداداً إلى منطقة غمرة بشارع رمسيس الرئيسي. وقامت عناصر من الأمن المركزي بملاحقة الطرفين وأطلقت الغاز المسيل للدموع لوقف الصدامات، في وقت أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على 11 شخصاً من المتهمين في الأحداث، نافية إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على مبنى الكاتدرائية، وإنما على المهاجمين.

وضع الخصوص
وفي العنف الطائفي أيضاً، شهدت مدينة الخصوص حالة من الهدوء، إثر توقف الاشتباكات فجر أمس، بالمنطقة وأمام كنيسة مار جرجس بعد تدخلات من وجهاء وقيادات في المدينة. وخرجت تظاهرة تضامنية من مسجد القدس للتأكيد، بحسب منظميها، على «التلاحم بين قطبي الأمة». وكانت اشتباكات اندلعت في المنطقة الليلة قبل الماضية وسط حالة من الكر والفر بين عدد من المسلمين والأقباط، وإطلاق أعيرة نارية من قبل الطرفين على الرغم من وجود قوات الشرطة بأعداد كبيرة، ما أسفر عن مصرع شخص وإصابة 15 من أفراد الشرطة والمدنيين، لترتفع حصيلة الصدامات إلى 16 قتيلاً.

موقف مرسي
في هذه الأجواء، أكد الرئيس المصري محمد مرسي في اتصال هاتفي أجراه مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، أن «أي اعتداء على الكاتدرائية اعتداء شخصي عليه، وأن الحفاظ على المصريين مسيحيين ومسلمين مسؤولية الدولة». وطالب مرسي جميع المصريين بـ«عدم الانسياق وراء أمور تضر بسلامة واستقرار البلاد، وتُهدد الوحدة الوطنية»، مُشدداً على أن «الكُل شركاء في الوطن». كما وجه بإجراء تحقيق «فوري» في أحداث العباسية، وبـ«إعلان نتائج التحقيق على الرأي العام فور اكتماله»، مؤكداً أنه «سيتم تطبيق القانون بكل حزم على من يثبت تورطه في هذه الأحداث».

موقف قنديل
بدوره، عقد رئيس الوزراء هشام قنديل اجتماعاً مع المجموعة السياسية الوزارية، حيث تم التأكيد على «ضرورة توجيه وزارة الداخلية بسرعة ضبط الجناة، سواء في أحداث الخصوص أو كاتدرائية العباسية، وتقديمهم إلى العدالة». وطالب رئيس الوزراء خلال الاجتماع بـ«تفعيل الحملات الشرطية لضبط الأسلحة غير المرخصة وحامليها»، مؤكداً أن الحكومة «ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمن مصر والحفاظ على سلامة المواطنين بكل أطيافهم، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات العبث باستقرار البلاد ودفعها إلى الوقوع في فخ الفتن».

اعتصام «الشورى»
بدأ عدد من نواب مجلس الشورى من الأقباط ومن المنتمين للتيارات المدنية اعتصاماً مفتوحاً في بهو المجلس، أمس، احتجاجاً على الأحداث التي شهدتها مدينة الخصوص وكاتدرائية العباسية. وعقد النواب المعتصمون مؤتمراً صحافياً نددوا خلاله بهذه الأحداث، مؤكدين في بيان أن الكاتدرائية «تواجه هذا العنف لأول مرة في تاريخ مصر»، كما انتقدوا محاولات اقتحامها برغم قدسيتها. وطالب النواب بإقالة النائب العام ووزير الداخلية وتشكيل لجنة تقصي حقائق «تتوصل إلى نتائج ملموسة، يتم عرضها على الرأي العام في أقرب وقت». البيان

اعتكاف البابا
وصل بابا الأقباط تواضروس الثاني مدينة وادي النطرون النائية بالصحراء الغربية، وسط تكهنات باعتكافه احتجاجاً على الاشتباكات الطائفية. وأوضح مصدر مرافق لتواضروس أن الأخير اتجه إلى دير الأنبا بيشوي، وهو ما أثار التكهنات باعتكافه، غير أن مصدراً آخر في الكنيسة القبطية قال: إن «البابا لم يقرر الاعتكاف بعد».

المصدر: القاهرة ــ وكالات

حول الموقع

سام برس