بقلم / علي البخيتي
تعيينات هادي في الجنوب وتغيير بعض القيادات العسكرية وآخرها عزل اللواء سيف الضالعي "البقري" تُظهر وبوضوح أن هادي يسعى لترسيخ نفسه كشخص ولو على حساب الجنوب وقضيته وطموح أبنائه.

لا يريد هادي بروز أي قيادات جنوبية، حتى ولو سيطرت على الجنوب تيارات سياسية أخرى، هادي يخاف من أي جنوبي عشرات أضعاف خوفه من اي تيار شمالي.

يريد هادي أن يبقى الممثل الشرعي والوحيد للجنوب حتى ولو ضاع الجنوب أو تم السيطرة عليه من اي جهة، المهم ان يتحدث هو باسمه وباسم مظلوميته حتى من فندق في الرياض.

اختصر هادي الجنوب في نفسه وزمرته، وجعل القضية الجنوبية وسيلة للترزق، وأصبح تمثيله للجنوب هو رهانه الوحيد بعد سقوط كل رهاناته الأخرى، وبالأخص بعد فشله في احداث شرخ داخل حزبه السياسي "المؤتمر الشعبي العام"، وسيحاول ابقاء الوضع هكذا الى ما لا نهاية لتستمر أرصدته وابنه وزمرته في الارتفاع في بنوك دبي وبقية دول الخليج.

هادي -مع الإخوان المسلمين- يخوض حرباً خفية ومن تحت الطاولة مع خيارات الجنوبيين، وتلك الحرب باتت لا تخفى على الكثير من المتابعين الجنوبيين.

لا أسعى لدق اسفين، فقط اريد أن يحدث تمايز بين خيارات الجنوبيين الخاصة، وخيارات الاخوان وهادي، ليسهل التعاطي معها للأطراف التي لا مشكلة لديها مع الجنوب، بل مع هادي والإخوان، فبقاء الجنوب وقضيته في جعبة هادي وزمرته معناه ضياع الجوب وقضيته وبداية لتفتيته، فهادي مُتخصص في تفتيت الأوطان وحتى المناطق والأقاليم......

ذلك التمايز موجود فعلاً، ويحتاج الى أن يظهر الى السطح بوضوح، وعندها فقط سيتم اختبار انصار الله بشكل حقيقي، وهل سيتعاطون مع خيارات ومطالب الجنوب الخاصة المتمايزة عن مطالب ومطامع هادي والإخوان؟.

ذلك التمايز اذا برز الى العلن، ووِجد تيار جنوبي أو تحالف سياسي جنوبي متمايز عن هادي والإخوان، ويحمل القضية الجنوبية لا قضية أشخاص وزمرة وطغمة، سيساعد على اختبار أنصار الله، وايجاد حل للاقتتال الدائر في عدن والضالع وابين ولحج وبقية المناطق في الجنوب، وستساعد اي تسوية محتملة لتلك الأوضاع في ايجاد حل للقضية الجنوبية برمتها كمرحلة ثانية.

هادي يريد جنوباً له، يحمل مشروعه وطموحه في السلطة هو وزمرته، هادي يريد جنوباً من أجله، ولا يريد أن يسخر نفسه من أجل الجنوب.

هكذا ينظر هادي الى الجنوب، وهكذا يفهم قضيته، والمراهنة عليه مراهنة على الفشل المحتم، فهادي عنوان للنكسات والهزائم المتلاحقة، التجربة أثبتت ذلك وليس أنا، ومن لديه ما يناقض ذلك يمكنه أن يقدم مثل واحد على أي نجاح لهادي منذ وصوله الى السلطة وحتى اليوم، سواء على مستوى اليمن أو على مستوى القضية الجنوبية.
albkyty@gmail.com

من مدونته

حول الموقع

سام برس