بقلم/ أحمد عبدالله الشاوش
أحدثت التفجيرات الارهابية الاخيرة التي تبناها التنظيم اللقيط " داعش " مستهدفاً مسجد الامام الصادق بدولة الكويت ، صدمة شديدة للمجتمع الكويتي المحب للسلام والحرية ، هزت الوجدان العربي وأيقظه غفلة وضمائر المسلمين من الخطر القادم المتوحش بعد ان ضربت في سوريا والعراق وعين العرب واليمن وتونس وغيرها من الدول الامنة ، وتأتي المجازر والمذابح الدموية التي حصدت أرواح 27 من الشهداء و227 مصابا في قمة الارهاب والفجور ، لا لجرم ارتكبوه هؤلاء الضحايا سوى أنهم فتية " آمنوا " بربهم وخنعوا لبارئهم راكعين ساجدين كأن على رؤوسهم الطير في مساجد الله الامنة.

ويأبى طغاة الشر وشراذمة العصر الحديث إلا أن يحولوا مساجد الله الى جحيم وعباد الرحمن الى أجزاء متناثرة ، وكتل متفحمة ، ودماء زكية متدفقة ، ومشاهد مأساوية ومروعة تزيغ لها الابصار ، ويتلذذ لمناظرها البشعة والموحشة " شواذ " الامة وقرون الشيطان الذين رفعوا راية الاسلام زوراً ودنسوا ماتبقى من القيم ودلالات المحبة وسمو التعايش الانساني وحرفوا وشوهوا كل مايمت الى التعاليم الانسانية الفاضلة للشريعة الاسلامية السمحاء التي فاقت سماحتها ورحمتها ووسطيتها عنان السماء ، حتى وصلت في سموها الى الرفق بالحيوان فضلاً عن الانسان.

ورغم ذلك الحقد والهستيريا والاجرام كان ومازال وسيظل الكويت قيادة وحكومة وشعباً " عصياً " مهما كانت لغة التآمر والانتقام وأياً كان مصدر ومُصدر الفتنة ورغم مرور ومرارة الايام والشهور والسنين والمعاناة والمآسي التي عانها الكويت بكل مشاربة واتجاهاته السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية أثناء الغزو العراقي من الصدمات العنيفة والتشريد والقتل والنهب والدماء ، نتيجة للسياسات الخاطئة وحماقات ذوي القربى وتجار الحروب الدوليين ، إلا أن هذه الجريمة الارهابية لن تهز الكويت بل ستزيده صلابة وقوة ومواجهة وتماسكاً وتلاحماً وتأزرا للشعب الكويتي الذي صار كالجسد الواحد ، لا يمانه بلغة التعايش والتسامح وعشقه للسلام والحرية ، وان هذا الجرح أضعف من بيوت العنكبوت وان " داعش " وأخواتها رغم صناعتها الامريكية ونكهاتها الغربية وتناسلها في السعودية والكويت وتركيا ودول النفط ودعمها اللامحدود بالمال والسلاح ولوجستياً عبر الجمعيات المشبوهة والمارقة ، لن ولم تفلح أجهزة المخابرات المشبوهة التي تحركها عن بُعد أياً كانت أدواتها القذرة على مستوى مرتزقة الداخل او الدول الاقليمية والدولية التي تحاول استنساخ المشروع العراقي اوالسوري لابتزاز الكويت أو الضغط عليها لتمرير سيناريوهات خبيثة تضر بالكويت وتحويله الى ساحة حرب تحت زيف الصراعات الطائفية والمذهبية الزائفة واستكمالا لتطويق وتدمير ماتبقى من الامن القومي العربي الذي أصبح قاب قوسين أوأدنى من السقوط بعد احداث الربيع العربي المؤلم .

ولذلك فان جريمة مسجد الامام الصادق النكراء تدق ناقوس الخطر وتوجب على الكويت سرعة اعادة النظر في مناهجها التي شغلت حيزاً كبيراً من الكراهية والنظرة الدونية على مستوى المذاهب الاسلامية وان تستفيد من التجربة العمانية الفريدة التي ستجعلها أكثر استقرار وقبولاً وتجسيداً لاستعادة حكمتها وصوتها المتزن وسياستها الرشيدة في المحافل الدولية والدور الانساني ذو الايادي البيضاء الغير مشروط في اسيا وافريقيا وغيرها.

كما ان اليقظة والعيون الساهرة لابد لها ان تكون قد المسؤولية الوطنية بحزم تجاه هذه الخلايا السرطانية الخبيثة ، وعلى الشعب ان يكون على درجة كبيرة من الوعي في محاربة هذه الافكار الضالة والمتطرفة والهدامة للشريعة الاسلامية وعدم الاستماع الى الشائعات والدعايات المغرضة الرامية لهتك النسيج الاجتماعي ، وعلى القيادة أخذ الدروس والاستفادة من العبر كطوق نجاة ، كما ان حُب الوطن يفرض على الجميع اجتثاث هذا الخطر الداهم ووسائلة الاعلامية وقنواته الفضائية ومدارسه ومنتدياته الحزبية والالكترونية التي تحاول اصطياد الشباب المراهق وتجفيف منابع وموارد الارهاب المالية السرية العلنية على مستوى الداخل والخارج وإصدار القوانين واللوائح المشددة ضد هذا الخبث القادم لزلزلة الكويت وأبتزازها وارهاب منطقة الشرق الاوسط ، مالم فالطوفان قادم .

وأخيراً اللهم أحفظ الكويت وسائر البلدان العربية والاسلامية ، ولانامت اعين الجبناء .

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس