بقلم أسماء يحيى الجاكي
كم يلزمنا أن ندفع من سنوات عمرنا لتصبح الأشيآء غير العادية .....عادية !!!

وكم من الأحاسيس علينا أن نفقد !!!

حين كنت أرى مخيمات الفلسطينيين وأسمع مصطلح"الأمم المتحدة" يتردد في أكثر من نقاشاتهم أعتقدت أن المخيم والأمم المتحدة شؤون فلسطينية بحت!!!!

وعندما سمعت إحدى كبار السن من الفلسطين بإنهم لآيزالون محتفظين بمفاتيح بيوتهم !!!!!

"كنت وقتها في سن السادسة عشر من عمري في حديقة ابن رشد في دمشق".

حدثتني تلك المسنه"ستي" عن الغارات التي تشنها إسرائيل على بلاد المقدس

كنت أشعر بالدهشة!!!

وذات مره أخبرتني صديقتي الفلسطينية أنها لاتستطيع السفر بحرية لأنها فلسطينية، وأن قيوداً كثيرة تجعلهم كسجناء في بلاد العالم !!!!

كنت بدهشتي ،خارج إطار كل ذلك غير العادي !!!

ثم وعيت المشهد العراقي أكثر ....

"في نفس المكان إلا إن هنا كنت مع والدتي،وقتها كان عندي حب الفضول ومازلت ".

حين حدثنا أحد العراقيين الفارين من الحرب إلى دمشق عن أهوال حربهم وعن الرصاص الخارق المتفجر ، الذي حالماً يدخل الجسد يتفجر داخله ممزقاً إياه إلى أشلاء!!!

حدثنا ذلك الغريب بعيني دهشته اللتان ما كانت تنظرانا أبددداً ،،في حين كنت أتعمق فيهما علني أرى ما رآه هو !!!!

كانت عيناه هناك حيث رأى أشلاء أهله !!!!

وأنا كنت أقف خارج الإطار بدهشتي وخوفي !!!!!

ثم تلاه الموقف الليبي الذي وعيت عليه أكثر عندما التقيتهم في عمان بالإردن كنت أتألم لمنظرهم!!!! كنت خارج الإطار....

إلى أن أتوا السوريين الكرام إلى بلادي ،،كان أكبر وأقوى مشهد وعيت بهِ،،كان حديثهم يمزقني،،وعند مجرد رؤيتي لطفل سوري يتشتت ذهني وأحس بألم فوق اللاعادي .!!!!!

ثم أتى اليوم الذي أدخل فيه الإطار وبلادي معاً من أكبر أضلاعه

إطار الدهشة واللاعـــــــادية!!

أدركت أن المخيمات والأمم المتحدة ليست شأناً فلسطينياً فحسب !!!!

وإن الغارات الإسرائيليه ليست خاصة بفلسطين !!!!!

وإن المفاتيح في جيوب الفلسطينيين هي ذاتها في جيب العراقي والليبي والسوري واليمني وقد يصبح أثرياً على مقاعد الإنتظآااااار!!!!

وقد لايفتح أي باب!!!!

دخلت في معمعة التناقض بين أن أرى الأمور عادية لأحافظ على عقلي ،أو أبقى أراها خارقة للعـــــــــــادة ،لأحافظ على إنسانيتي!!!!

نظرات ذهول العراقي الغريب رأيتها في عيون كل اليمنيين مؤخراً!!!!

لم أعتد على كلمة لاجئ ولازلت أرفضها ككلمة فوق العــــــادة !!!!

وأنا أكتب الآن لم أستطع أن أختزل علامـــــات التعجب،،والتي بودي لو أضعها بعد كل كلمة !!!!

ربما هي أصدق تعبيراً من كل الكلمـــــات!!!!

وحتماً تعني أنني لم أعتد بعد أن أرى مايحدث اعتيادياً !!!!!

أعتذر ....لا أستطيع التوقف عن التعجب!



* من حائط رئيس مبادرة حياة/ الشاعر محسن الميدان
النائب الاداري لرئيس مبادرة حياة للتوعية ودراسة حقوق الانسان بقسم العلوم السياسية جامعة صنعاء

حول الموقع

سام برس