بقلم/ أحمد عبدالله الشاوش
ادلى الرئس المصري عبدالفتاح السيسي بتصريح مثير للدهشة والابتذال السياسي أثناء حضور ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حفل تخرح الدفع العسكرية المصرية واصفٱ مصر والسعودية بأنهما " أساس الامن القومي العربي وجناحيه" ، ليس على مستوى الشعبين وانما كافة المنطقة ، وأنهما سيظلان في مواجهة التحديات " !! ، زغردي ياتفيده ، وعلى حد قول الرئيس الاسبق المرحوم انور السادات للقذافي ، خذ نَفس.

التصريح مثل صدمة كبيرة للمواطن المصري وزلزالا للمواطن العربي ، وسقوطٱ أخلاقيٱ لسيادة الرئيس " القدوة " ، وصورة من صور التظليل والتطبيل والمراوغة والابتزاز والمجاملة الخارجة عن العقل والمنطق بعد أن أضحى البيت العربي أكثر تصدعٱ ، وصارت شبابيكه ونوفذه وابوابه وغرفه آيلة للسقوط .

وسرعان ما أقتنصت وسائل الاعلام السعودية تصريح سيادته بسرعة البرق لتوثيق لحظة تاريخية " مزورة" انتظرها طويلا حكام " الرياض" ، كانوا في امس الحاجة لمجرد " مجاملة" او تصريح تعتقد انه ينزع عنها تهمة " التآمر " على الامن القومي العربي ، وتغذية الحماعات المتطرفة وبؤر الارهاب الاتي اسقطت العديد من الانظمة وادخلت المنطقة العربية في الجحيم ، كما في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.

ويستغرب المواطن العربي حالة " النفاق" السياسي والى اي مدى سيواصل القادة والقدوة مسلسل الابتذال واللهث وراء الملذات المشبوهه وصناعة التدليس وتزييف الوعي والاستخفاف بالشعوب العربية وحالة انبطاح الكبار للجيل الجديد من " مراهقي" الرياض والدوحة وغيرهم؟.

ومازال الحديث عن مصر بلد المتناقضات ، فإن المشير السيسي بتصريحه، جسد مشهدٱ من مشاهد " رامز واكل جو" وصورة من مقالب " غوار الطوشه" التي اضحكت وابكت الملايين من الخليج الى المحيط خلال دقائق ، ومع ان شر البلية مايضحك ، إلا ان ولاة الامر يتقنون حالات " التكيف " دون خجل كالحرباء ويضحون بالقيم النبيلة في سبيل تحقيق المصالح المشبوهه التي تزيد من ضرب ماتبقى من البيت العربي الذي يأن من المجازر والقتل والدمار والتشريد والحصار والجوع والعطش ، لا بمعاول " اسرائيل" وانما بمؤامرات حكام الرياض والدوحة واسطنبول وغيرها ، وماتهميش وتغييب الدور الرائد لمصر الكنانة واثارة القلاقل ومحاولة احتوائها والسيطرة عليها ، واساليب الترهيب والترغيب والمشاريع والاستثمارات والضغوط وشراء الذمم ، إلا محاولة اخيرة لتركيعها عن طريق الطمع وتشويه سمعتها لدى الامة العربية والتسويق لفقدان الثقة فيها وقادتها والانغماس في مشاريع التٱمر ومن ثم الاجهاز عليها بعد تورطها وارتفاع " ترمومتر" العداء والحقد والكراهية والغضب الشعبي والعربي ، نتيجة للالتفاف على القيم الفاضلة والمجاملات الزائفة وعدم الشعور بالمسؤولية.

وبأستقراء الواقع السياسي فإن زيارة ولي ولي العهد السعودي تأتي في اطار تفعيل العلاقات ، وامتصاص غضب النظام المصري الذي تعرض لحملة شرسة في وسائل الاعلام السعودية على خلفية مقابلة اجرتها جريدة لبنانية مع الصحافي الكبير محم حسنين هيكل انتقد فيها حكام الرياض بصورة متزنة وعقلانية ووصف فيها رعونة وحماقة النظام السعودي وعدوانه على اليمن والذي قال عنه انه نظام غير قابل للبقاء، كما كانت الزيارة لوقف الحملات الاعلامية ومحاولة التأثير على الموقف المصري بأرسال قوات برية وبحرية لمشاركة العدوان السعودي والتورط في المستنقع اليمني ، عبر تقديم بعض المغريات المتمثلة في حل ازمة المشتقات النفطية والعديد من الاستثمارات في مجال الصناعة والاقتصاد والطاقة وتطوير قناة السويس والتعاون في المجالات العسكرية والامنية بعد فشلها الذريع في حسم المعركة مع اليمن ورهانها الخاسر والاحراج الكبير الذي وقعت فيه السعودية امام المجتمع الدولي ومنضماته وفي طليعتها هيومن رايتس التي ادانتها بالابادة لليمنيين في المخا وقبلها مناطق عطان ونقم وصعدة،، .

واغرب مافي تصريح الرئيس السيسي هو مواجهة " التحديات" التي تمثل اكثر من علامة تعجب واستفهام غير بريئة خاصة وان صوت المواطن العربي يصرخ قليل من الحياء و" كفى" تشدق وتسويف بالامن القومي العربي.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس