بقلم حميد منصور القطواني .
الكل يعرف ان الشعب اليمني بقيادته الثورية يمتلك خيارات ردع متعددة ومتاحةو بالإمكانات المتوفرة او التي يتم توفيرها طيلة الاشهر الماضية و كل ما طال امد العدوان على اليمن بدون حسم ميداني او كسر ارادة قيادة الثورة او حتى تحقيق تجاوز بسيط في رفع مستوى الخطر ميدانيا و اخراج الوضع عن سيطرة الجيش واللجان الشعبية من قبل العدوان وادواته كان ذلك الوقت لصالح الجيش واللجان الشعبيةالذي مكن القيادة من الاعداد والتجهيز والتأهيل النوعي والكمي بوتيرة عالية على مسارات عسكرية وامنية متعددة تحسبا لسيناريوهات دفاعية متصاعدة سواء لمواجهة الادوات المحلية او تدخل جيوش عربية و اجنبية و تكتيكات تتناسب مع كل الظروف والمتغيرات والاحتمالات بما يفاجئ قيادة تحالف العدوان ويركب حساباتها على الارض بعد ان ترمي بكل ثقلها في كل مرحلة تصعيدية.

وما يحصل في مناطق مختلفة من عدن ولحج خير برهان على سرعة وسلاسة الانتقال من تكتيك الى اخر وادخال وحدات عسكرية متخصصة وسلاح جديد ومتطور لاحتواء الوضع والانتقال الى المبادرة في الوقت المناسب وفق ظروف وخطط و رؤية القيادة العسكرية للجيش واللجان الشعبية والمفاجئات النوعية والكمية بغض النظر عن سير المعارك ونتائجها قادمة وقد بدأت بالفعل.

وهذا ليس الا احد المسارات العسكرية وبالتوازي مع ذلك وبشكل منفصل ومستقل تم ويتم الاعداد والتجهيز و التأهيل لخيار الردع داخل ديمغرافيا العدو وفق سيناريوهات تضمن ردم الهوة في موازين القوى بل وترجيح الكفة لصالح الجيش واللجان الشعبية و الوحدات الشعبية من ابناء القبائل بما يحقق السيطرة الميدانية على كل المحاور .

و من يراقب العمليات العسكرية على الحدود من اليوم
الاربعين للعدوان على اليمن والذي بدأت وحدات عسكرية مشتركة من الجيش واللجان الشعبية والمجاميع القبلية بتطبيق سيناريوهات متعددة وبشكل مصغر على شكل مناورات بداية من تنفيذ عمليات التسلل الى المدن التي يسيطر عليها العدو او الى مواقعه الخلفية والسيطرة عليها بعد تجاوز خطوط دفاعه لمرات عديدة ثم الانتقال الى تنفيذ عمليات اقتحام نوعية لمواقع العسكريةالامامية للعدو وتدمير وقصف واقتحام قواعد الاسناد ومعسكرات العدو وكسر خطوط دفاعه المتقدمة على عدة محاور لمرات عديدة في اوقات متفرقة ومتزامنة.

هذه العمليات والانشطة المحدودة والمركزة وفق خطط متوسطة المدى وذات الطابع التكتيكي الرامي الى تحقيق اهداف ونتائج تأسس وتمهد وتهيئ لتنفيذ خيارات ردع استراتيجية تبدا بنقل المعركة الى ارض العدو وتنتهي بتغيير الخارطة السياسية والميدانية للعدو وتتلخص نتائج و اثار و تداعيات تلك العمليات والاهداف الاساسية والمركزية التي تحققت منها في ما يلي:

اولا_ تنفيذ عمليات اقتحام وتسلل اشبه بمناورات مشتركة شاركت فيها قوات من نخبة في القوات المسلحة ونخبة كتائب انصار الله ومجاميع قبلية والخبراء العسكريين يعرفوا مدى اهميتها في تطوير الاداء القتالي في مختلف التخصصات والمهام القتالية المختلفة تحت ظروف متعددة والتفوق التكتيكي على الاسلحة المتطورة للعدو وتحقيق مستويات السيطرة الميدانية الخ .

ثانيا_ خلقت العمليات الناجحة والمتكررة لدى الجيش واللجان الشعبية الشعور بالثقة بالنفس والانتصار وعززت قوة و فاعلية ردع العقيدة العسكرية المتبعة في مقابل سيطرة الهزيمة والخوف والردع في نفوس ومعنويات جنود وضباط العدو فيما سيطر الفشل والاحباط و التخبط و الشعور بالخيبة والتورط على قيادة جيش العدو في كل وحداته المشاركة في الميدان.

ثالثا_ انتصارات الجيش اليمني ولجانه الشعبية المتوالية و هزائم الجيش السعودي وفشله وعجزه عن حماية مواقعه ومعسكراته وعجزه من صد هجمات الجيش اليمن على الاراضي الواقعة تحت سيطرة العدو السعودي هذا الواقع افقد المواطن والشعب السعودي الثقة في جيشه الفاشل والمهزوم رغم فارق التسليح الهائل وهذا بدوره اسس لمرحلة جديدة بداء يفكر ويبحث فيها عن تحالفات جدية لحماية مصالحة في حرب شنها جيشه على جاره ظلما وعدواناً وليس لحماية المواطن والشعب السعودي ومصالحه فهو في معركة ليست ولم تكن معركته ليضحي من اجلها مع يقينه بالهزيمة المسبقة للجيش السعودي و انتصار القوات اليمنية المشتركة وفق قراءته الميدانية وهذا الامر يأسس لخلق ارضية مهئية للانتصار القادم وفق الخيارات الاستراتيجية القادمة.


رابعا_ الجانب الاخر في ما يخص النتائج التكتيكية و العسكرية فان الضربات المتوالية والمركزة للمواقع العسكرية ومعسكرات وقواعد الاسناد في خطوط الدفاع الأمامية والخلفية وخطوط الامداد والاسناد للعدو اخرج معظمها عن الفاعلية وجعل البقية تحت مستوى ضعيف الفاعلية ومحدود الفاعلية بل وغير قادر على تحقيق المهام الرئيسة او الصمود امام أي هجوم قادم وهذا يعزز من قدرة القوات اليمنية على الحسم السريع وجعل أي عملية اسناد جوى للعدو لتلك المواقع عديم الجدو وغير ذي فائدة في المواجهة .
خامسا_مرونة الاهداف السياسية للخيارات العسكرية الاستراتيجية المتمثلة في ردع المعتدي السعودي و وقف العدوان على الشعب اليمني وانصافه يجعل قيادة العدو السياسية تحت ضغط كبير جدا من الشعب السعودي افراد ونخب وكذا تضعف عزائم جنود وضباط العدو كنتيجة طبيعة للبحث عن اقرب الحلول لوقف الحرب ونزيف الدم وهذا سوف ينعكس تلقائيا بالضغط غير المباشر بالنتائج السلبية في الميدان و الضغط المباشر من قيادات وضباط الوحدات بوقف الحرب والذي يزداد بزيادة السرعة في عداد التضحيات والايام حبلى بالمفاجئات .

ما يعزز انتصار الخيارات العسكرية الاستراتيجية هو انفصالها واستقلاليتها اعداد وتجهيز و تمويل وبناء في مختلف وحداتها عن الجبهة الداخلية التي تمتلك من عوامل الصمود والحسم الميداني والسياسي والامني والاقتصادي بفضل الله وتلاحم المجتمع بتركيبته القبلية و المدنية و نخبة الفعالة والمستمدة فاعليتها من اتصالها بشعبها و اهتمامها بقضاياه وهمومه.

وما استطيع قوله واختم به ان حسم الصراع مع العدو التاريخي للشعب اليمني منذ الستينات استحقاق طبيعي حتى وان اختلفت العناوين و تجددت الوجوه فالعدوان مستمر على الشعب اليمني من قبل ال سعود وان كان بشكل اوسع وابناء اليمن في مواجهة ال سعود وفق معادلة جديدة وظروف مختلفة ولكنها يقينن انها لصالح الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية و وحداته القبلية المقاتلة .

وبالنسبة للجبهة الداخلية فالأمر محسوم ودخول قوات اجنبية عزز من ظروف وعوامل الحسم والمسألة مرتبطة بردع العدوان داخل ارضية لننتقل من قواعد اشتباك مع العدو وادواته الخسارة والربح على اراضينا الى مرحلة تصبح فيها قواعد الربح والخسار على اراضيه وتلقائيا سوف يتخلى عن ادواته وفق تسوية قواعد الاشتباك الاخيرة ،حتمي وتلقائي ان ادواته مصيرها النفي او التصفية من قبل المجتمع اليمني او تسوية مع المغرر بهم ام القوات الاجنبية فخطاب السيد بالأمس واضح مصيرها في كلمة انهم في منزلق وغرق في مستنقع الموت فيه اقرب اليهم من الهرب على ظهور القوارب .

حول الموقع

سام برس