بقلم / احمد الشاوش
تثار العديد من التساؤلات البريئة والمشروعة حول غياب دور " المثقفين " اليمنيين وتواريهم خلف الأحداث رغم العواصف والزوابع والتحديات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب اليمني على مستوى الصراع الداخلي للتفرد بالسلطة ، والعدوان الخارجي الذي يمارس " الإبادة " الجماعية بقيادة حكام " الرياض " على مدار الساعة .

ويستغرب المواطن اليمني الذي أصبح عرضة لصواريخ وقنابل العدوان السعو- أمريكي المتوحش المدعم بغطاء مجلس الأمن الدولي ، ورصاص ومجازر فرقاء العمل السياسي والغياب المذهل والتغييب المتعمد للدور الوطني لهذه الكوكبة من رجال الحكمة والمعرفة وإعلان موقف مشرف يعيد جسور الثقة بينها والعامة من خلال القيام بدورها الريادي في صناعة الأحداث الوطنية والدفع نحو السلام والأمن والاستقرار من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي توجب هذه الشريحة المثقفة سرعة دق " نفير " القيم والخروج من حالة " الغيبوبة " والوقوف صفاً واحداً أمام التحديات الخارجية والإخطار الداخلية المحدقة باليمن أرضاً وإنساناً من خلال مناصرة القضايا الوطنية والتلاحم وتوحيد الجبهة الثقافية بالكلمة الصادقة والمشورة الصائبة وتكوين رأي عام ضاغط بإقامة الندوات والفعاليات والاجتماعات والاتصال والتواصل مع مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتسليط الضؤ على حالة القتل والدمار والتشريد وكشف جرائم العدوان وإصدار البيانات المنددة والرافضة للجرائم البشعة ، ورفع الدعاوى أمام المنظمات والمحكم الدولية والتواصل والاتصال مع المؤسسات الثقافية والإبداعية وحقوق الإنسان ، خدمة للإنسانية وعملاً بالمسؤولية وليس بمجرد الاكتفاء ببيانات الاستنكار أو السير عرض الحيط او مجرد ندوة على قارعة الطريق لتسجيل الحضور .

البلد في حاجة ماسة إلى صوت الحق ووخز الضمير الإنساني نتيجة للعدوان السعودي الجائر واختلاف الأخوة الأعداء ، والمواطن اليمني صار حلمة " قنينة " ماء باردة تبقيه على قيد الحياة ، وقطعة " خبز" تُمد " في عمره لأمل السلام ، و" سقف " يقيه من حر الشمس وبرد الشتاء وهطول الأمطار بعد أن دمر العدوان مساكن الآمنين وهدم مقدرات البلد ، ووسيلة توصل صوته ومعاناته الأمة وأحزانه ومخاوفه وخسائره في الأرواح والأموال والأعراض إلى المجتمع الدولي الغارق في تجارة الشعوب ، لعل وعسى و أن تحرك هذه الجرائم والطغيان ضمائر البعض ممن فيه خير للإنسانية .

مازال المواطن اليمني وسيظل ينتظر من المثقف اليمني والعربي والعالمي الأمل في الانتصار لقضيته بعد أن فقد " الثقة " والأمل في رجال السياسة والدين وغيرهم ، وفي أمس الحاجة إلى من يطرق قضاياه المصيرية في المحافل الدولية كأقل واجب تفرضه " المواطنة " والوفاء للوطن وان لا يفكر بعقلية الربح والخسارة والمصالح الضيقة والسفريات المغرية وفنادق الخمسة نجوم التي تقدمها دول النفط أو أمريكا وأخواتها لتجميد الضمير ، بل من الواجب عليه ان يستحضر ضميره وإنسانيته وإيثاره مهما كانت المغريات أو الظروف الصعبة التي يعانيها وأياً كانت المخاطر ، حتى يعيد لنا " الثقة " الكبيرة والأمل في رفع راية القيم الوطنية النبيلة " للرعيل " الأول من رجال المعرفة من المثقفين الشرفاء أمثال "عمر الجاوي ، , محمد الربادي ويوسف الشحاري ، ودماج وآخرين الذين صمدوا في جبهات المعرفة ومحاربة الديكتاتوريات وناضلوا من اجل توحيد اليمن وركلوا بنعالهم براميل " الشريجة " التشطيرية وغيرها التي جزأت اليمن أرضاً وإنساناً ، مجسدين قمة الوطنية والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية ، رغم وجود نظامين شموليين في الجنوب والشمال مارسا القمع والتسلط والقتل والاغتيال لخدمة مشاريع خارجية ، ورغم تلك الوحشية إلا أن المثقفين كانوا بمثابة الرصاصة الأولى ضد الطغاة وإسقاط المؤامرات ، والصوت المحرك والموجه والناقد للكثير من الاختلالات ومثلوا ضمير الامة وعقلها وقلبها النابض في حالتي السلم والحرب وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الريادة ، وماذا انتم فاعلون ؟
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس