بقلم / احمد الشاوش
متى سيصحو ضمير المجتمع الدولي ، والى متى سيظل هذا المجتمع الماجن والبشع الغارق في جبروته ومطامعه وتقاسمه المصالح الغير مشروعة والانتهاء من النفاق والتدليس واستعباده للشعوب ونهب ثرواتها وسكوته على مذابح ومجازر الأسرة الحاكمة في السعودية على اليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها من البلدان التي مازالت تأن من الإرهاب العالمي الذي صدّره نظام الرياض الى أرجاء المعمورة بتشجيع واشنطن؟

والى أي مدى ستظل تتلاعب صقور واشنطن الجارحة بعواطف الشعوب وأساليب التظليل والتهديد والترغيب في دعم وزرع الأنظمة الملكية الديكتاتورية المستبدة الناهبة لثروات شعوبها وتبنيها للإرهاب الدولي ؟.

ومتى سينتفض الشعب الأمريكي المحب للسلام ضد طغيان قيادته التي عرضته وأمنه القومي للخطر والكراهية بتفريخ المنظمات الإرهابية وفي طليعتها داعش والقاعدة والنصرة وبوكو حرام وبعض المرتزقة الذين لايؤمنوا بقيم الحرية والديمقراطية والسلام ؟ وهل آن الأوان للأمريكيين تقويم مسار قادتهم السياسيين وكبار قادة الجيش والمخابرات والضغط على المتسلطين منهم وتجار الحروب الذين ورطوا الشعب الأمريكي وجيوشه في الكثير من الحروب العبثية خارج أطار الدستور والقانون ، وحولت ولاياتها الى جابي ضرائب لدعم الخزينة الأمريكية والإثراء الشخصي على حساب ثروات الشعوب وسفك الدماء وتشريد الأمم ، بعيداً عن قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان التي تزايد بها وتجعل منها عصاء غليظة لترويع وجلد الشعوب وقياداتها والتباهي بحقوق لم نجدها الا في الدستور الأمريكي فقط ؟.

لقد عمد السواد الأعظم من قادة أمريكا المتوحشين والمقامرين بأمنها على صناعة رأي عام عالمي غاضب وناقم يحمل من الحقد والكراهية مالم تحمله الجبال في كافة أنحاء المعمورة في حين ظللت شعبها والشعوب الأوربية عما يجري في دهاليزها وعملياتها القذرة وسلوكها المشين الذي تبنى عقلية وثقافة الغاب الذي نهش بمخالبه دول الشرق والغرب عبر الهيمنة المطلقة في كافة مجالات الحياة ، والإفراط في استخدام القوة العسكرية وجيوشها من المرتزقة في الجزيرة العربية وغيرها.

ورغم ذلك الطغيان والسقوط الأخلاقي الى متى ستظل صقور واشنطن الجارحة والملطخة بالدماء في كل شبر من المعمورة في قلب الأنظمة من الداخل وتغذية الصراعات واثارة الفوضى والأعراق والمذاهب والطوائف وشن العدوان وأحكام الحصار على أنظمة وشعوب بعينها تصارع في الحياة من أجل لقمة العيش وتسارع للضغط على مجلس الأمن ضمن سياسة أحكام السيطرة على منابع النفط وسرقت ثروات المنطقة واستعمار الأماكن الاستراتيجية وصنع الديكتاتوريات ذات القناعين الجمهوري والملكي في الدول العربية وحمايتها وتفريخ الجماعات التكفيرية والأنظمة المستبدة والتدليس على المجتمع الأمريكي والغر بي الغارق في الأزمات المادية والأخلاقية؟ .

أما آن الأوان للشعب الأمريكي والشعوب الأوربية والعربية والمنظمات الدولية التي لم يتم تفريخها أو استنساخها وصناعتها أو تحريكها عن بُعد أن تواصل دورها الإنساني الخلاق وان تنتصر لقيم العدالة الإنسانية والمبادئ الديمقراطية بكبح جماح تجار الحروب من أبنائها وقاداتها المتهورين والمقامرين بدماء الشعوب من أجل قيم التعايش وتجسيد الأمن والاستقرار ، وأن تواصل دربها في كشف تجاوزات وحُوشَها من عسكريين وسياسيين ورجال مخابرات وتجار مخدرات وغيرهم للرأي العام العالمي على نهج ويكيليكس وغيره في جميع المنتديات والمؤتمرات والتظاهرات لوقفها عند حدها ومحاسبتها في المحاكم الوطنية والدولية وإدارة العالم بنزاهة واقتدار وصولاً لإرساء السلام العالمي ؟.

ألم يأن لرعاة البقر الأمريكيين وعصابة واشنطن أن ترفع آلة الدمار المتمثلة في أساطيلها وصواريخها وقنابلها النووية والانشطارية وجحافلها المدمرة للكون من منطقة الشرق الأوسط الجاثم على برميل من النفط والبارود القابل للانفجار في أي لحظة والدخول في علاقات عقلانية ومتوازنة تحترم شعوب المنطقة وسيادتها لاستمرار عجلة الحياة بدلا من التآمر وكراهية الشعوب المضادة ؟

ألم يحن الوقت للشعب الأمريكي ان يخرج من غيبوبته وعماه ليبصر ويشاهد ويسمع ويقرأ رجالة الشرفاء ومفكريه من ذوي الضمائر الحية والقلوب النابضة حجم الدمار والمأساة الإنسانية والمجازر البشعة والتفجيرات الانتحارية التي اتقنها قادته بالتنسيق مع " إسرائيل " وتبناها مرتزقة داعش والقاعدة في دول الشرق وبعض دول الغرب وأفريقيا واسيا ومشارف روسيا التي تحمل بصمات مخابراتهم وطابع أمراء " " الرياض وقطر " الإجرامي وبعض مخابرات " أوروبا " و" تركيا " التي بدأ ت سموم أفاعيها اللدغ و صارت قاب قوسين او أدنى من دفع " ثمن " تربية داعش وأخواتها لاسيما بعد تفجير المركز الثقافي في مدينة " سرو " بين تركيا وعين العرب وخروج داعش عن الترويض والسيطرة رغم حديث الافك الذي تتشدق به الإدارة الأمريكية وتركيا والرياض في محاربة الإرهاب والإعلان في وسائل الإعلام ضرب قواعدة والقبض على بعض خلاياه زوراً وبهتاناً لذر الرماد وتتويه الرأي العام العالمي عن الجاني والداعم الرئيس ، في حين يتم دعها بالمال السلاح والإحداثيات والتكنولوجيا وبيع وشراء النفط والنساء والأطفال منها لإسقاط دول وأنظمة بعينها ؟.

هل حان تفعيل ضمير ويقظة وصحوة العالم لإنقاذ نفسة من غول الإرهاب و إيقاف عربدة صقور الإدارة الأمريكية وزبانيتها في جميع الدول الذين يمارسون الإرهاب تحت ذريعة إيقاعات خطر الأمن القومي الأمريكي ومحاكمة أنظمة السعودية وإسرائيل وقطر وتركيا وبقية الأقزام التي تعتبر الداعم الرئيس للإرهاب الدولي الطامحين الى قيادة المنطقة العربية على جثث وأشلاء الأبرياء ؟.

ورغم تلك الدماء الزكية والدمار الكبير وملايين الشهداء والجرحى والمشردين من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ، سنظل نراهن على تواصل وتلاحم الشرفاء من شعوب العالم من الداخل والخارج في الانتصار لقضايا الإنسانية وملاحقة المجرمين واللصوص والمرتزقة لكبح جماح الطغاة ووقف مجونهم ونزواتهم السياسية القذرة وجرجرتهم الى المحاكم الوطنية والدولية والجنائية للمثول أمامها وفقاً لقيم العدالة ، طالما استغل أولئك المجرمون مناصبهم ومسؤولياتهم في قتل وتشريد البشرية من اجل الإثراء غير المشروع من دول النفط وغيرها ودعمهم اللامحدود في حماية وتثبيت الأنظمة المستبدة والأكثر ديكتاتورية التي عرضت السلم و الأمن الدوليين للخطر وسوقت لكراهية الشعوب ..

مع العلم أن هذه الكلمات هي نتاج للرصد واستقراء للواقع السياسي والمشاهد اليومية المروعة لا تحمل الكراهية لأمريكا أو غيرها من الدول والشعوب بقدر ما هي رؤية صادقة للممارسات المنحرفة للكثير من السياسيين والعسكريين ورجال المخابرات في واشنطن وغيرها من العواصم الملغمة بالوحوش البشرية ، فالزمن دوار والعدل أساس الحكم ولنا في سقوط الرومان والفرس والخلافة الإسلامية والعثمانية وبريطانيا التي لاتغيب عنها الشمس والاتحاد السوفيتي عبرة وإن غداً لناظره قريب .. وإن ربك لبا لمرصاد.
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس