سام برس
عمليتا اغتيال لشخصيتين قياديتين في يوم واحد في عدن تبدد الآمال بعودة وشيكة لحكومة بحاح.. وتحالف “القاعدة” والحراك الجنوبي يتوحد ضد “الرئيس الشرعي” مثلما توحد ضد الحوثيين.. من المبكر جدا احتفال التحالف السعودي بنصر وشيك

قبل 45 يوما دخلت قوات تابعة للتحالف السعودي وموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مدينة عدن، واعلن العميد احمد عسيري المتحدث باسم “عاصفة الحزم” تحريرها، واخراج قوات التحالف “الصالحي الحوثي” منها مهزومة، وسارع السيد خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الى زيارة قصيرة للعاصمة اليمنية الجديدة، مؤكدا ان الوزراء سيعودون قريبا جدا من اجل ممارسة مهامهم في ادارة شؤونها والبلاد عامة.

السيد بحاح لم يعد الى عدن، ولا مجلس الوزراء، لان الامن لم يعد الى المدينة بعد، بل ازداد تدهورا، وتبخرت كل الآمال في اختصار الازمة اليمنية، وتحقيق الهدف الاساسي من “عاصفة الحزم” السعودية، اي عودة الرئيس الشرعي الى البلاد.

امس الاحد بلغ التدهور الامني في العاصمة الثانية، او المؤقتة، ذورته عندما اقدم مسلحون “مجهولون” على تنفيذ عمليتي اغتيال استهدفتا شخصيتين مهمتين في المشهد اليمني الموالي للرئيس هادي، الاول، هو العقيد عبد الحكيم السنيدي، مدير عمليات امن عدن اثناء مغادرته منزله في طريقه لترؤس اجتماع يهدف الى اصلاح قوات الشرطة، واجهزة الامن الاخرى في المقر الجديد لوزارة الداخلية، اما الثاني الذي اغتيل، فكان السيد حمدي زين نصر الشطيري القيادي في المقاومة الشعبية، واحد القادة البارزين في الحراك الجنوبي، واليوم (الاثنين) نجا السيد احمد سالم ربيع وكيل محافظة عدن من محاولة اغتيال ثالثة، بينما اصيب اثنان من مرافقيه.

من الذي يقف خلف مسلسل الاغتيالات هذا؟ الاجابة ما زالت صعبة، والجهة، او الجهات المنفذة والمخططة (بضم الميم) غير معروفة، لكن هناك تكهنات تشير بأصابع الاتهام الى تنظيم “القاعدة” لان طريقة التنفيذ، اي استخدام المهاجمين لدراجات بخارية، هي من الاساليب المفضلة لهذا التنظيم في تصفية خصومه.

في الماضي القريب، وقبل ظهور “انصار الله” الحوثيين على الساحة السياسية والعسكرية اليمنية وسيطرتهم على صنعاء، وبعد ذلك عدن، ومحافظات اخرى، كان الصراع واضحا بين تحالف غير معلن يضم الحراك الجنوبي وتنظيم “القاعدة” من جهة، وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الاول، اي الحراك، يريد الانفصال واعادة احياء جمهورية اليمن الجنوبي، مثلما كان عليه الحال قبل الوحدة، اما الطرف الثاني، اي تنظيم “القاعدة” فكان يحارب النظام في اليمن من خلال الجيش اليمني وطائرات بدون طيار “درونز″، تنطلق من قاعدة سرية قرب خميس مشيط السعودية.

الآن خرجت قوات الحوثيين التي كانت توحد الحراك و”القاعدة” على ارضية العداء لها، وعادت الحرب التي يخوضها الطرفات ضد الرئيس هادي وحلفائه الى وضعها السابق، وبدأت تتخذ نهج الاغتيالات والتفجيرات وحرب العصابات.

عودة السيد بحاح وحكومته الى العاصمة المؤقتة عدن قد تطول، ناهيك عن عودة الرئيس هادي، التي قد لا تتم مطلقا، فالمدينة لسيت آمنة، بل اليمن كله ليس كذلك، ولن يكون غير ذلك في المستقبل المنظور، او هكذا نعتقد، والايام بيننا.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس