سام برس
لم تكتف اسرائيل بآلة الدمار الاعلامية للتعتيم على جرائم الابادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابشع أنواع المجازر والمذابح وحرق الاطفال والنساء والرجال والبيوت وغيرها في القدس والضفة الغربية وغيرها من المدن الفلسطينية الصامدة، امام مرآ ومسمع المجتمع الدولي ، بل تجاوز ذلك بتوظيف الالة الاعلامية الالكترونية بجيش جرار على مستوى جميع المحاور والاتجاهات

ومما زاد من أجرامها هو قمة الامعان والمحاولة تلو الاخرى لمجرمي تل أبيب لتطويق "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة " وتفريغها من مضمونها وأهدافها، عبر التعتيم الاعلامي وتسويق المغالطات والاباطيل للرأي العام الدولي وعقد الصفقات المشبوهة مع المواقع الإلكترونية العالمية لقمع تلك الانتفاضة والهبة الشعبية التي لم تستطع ان توقفها قوى التآمر في الداخل الفلسطيني أو اسرائيل .
ورغم الخطوات التآمرية على الشعب الفلسطيني من اطلاق الرصاص والضرب والاختطاف والاعتقالات وهدم المنازل والحصار الاعلامي الذي يتعرض له الفلسطينيين ، والسياسي والقانوني في محاولة لاحباط شعب الجبارين ورغم حالة التعتيم ومصادرة الكاميرات والترصد للاعلاميين وحذف اللقطات والصور والفديوهات التي تدين اسرائيل ، الا ان الفلسطينيين أستطاعوا بأيمانهم وثقتهم وثباتهم وصمودهم قهر المحتل الاسرائيلي وايصال رسالتهم ومظلوميتهم الى الرأي العام الانساني رغم آلة الدمار الاعلامية.

وما اعتراف الخارجية الإسرائيلية بأنها "تمكنت من إقناع واخضاع موقع يوتيوب بإزالة تسجيلات فيديو فلسطينية تدين جرائم الجيش الاسرائيلي ومجازرة خلال هذا الاسبوع تحت ذريعة التحريض على القتل، والضغط على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للهدف نفسه". دليل واضح على محاولة العدوان الاسرائيلي السيطرة على ماتبقى من وسائل التواصل الاجتماعي التي ترى فيها الخطر الحقيقي لكشف مذابح وجرائم اسرائيل ضد اطفال ونساء فلسطين عبر أعمال الحجب والتغرير والتدليس على الرأي العام العالمي

ومن المؤسف حقاً أن تقلب السلطات الإسرائيلية الحقائق وترى أن صور الضحايا من الأطفال والنساء الفلسطينيين، "تحريضا على القتل"، وأن ممارسة وسائل الإعلام لدورها المهني والأخلاقي والإنساني مخالفة للقوانين والشرائع الإسرائيلية.

غير أن الخطير هنا هو تواطؤ مواقع التواصل الاجتماعي مع الدعوات الإسرائيلية وضغوط حكومة تل أبيب. فقام "يوتيوب" بحذف مقطع يظهر طفلا فلسطينيا تعرض لإطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، ثم ترك ينزف على الأرض، بينما ينهال عليه الجنود والمستوطنون بالشتائم.

حول الموقع

سام برس