سام برس
اصابت الحكومة الاردنية برفض تواجد نتنياهو على ارض الاردن الطاهر وهي مطالبة بالارتقاء الى مستوى شعبها الاصيل ومطالبه المشروعه في اغلاق السفارة الاسرائيلية

اذا صحت الانباء التي ترددت طوال يوم امس عن رفض العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ضغوط امريكية بعقد لقاء رباعي بحضور بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، وجون كيري وزير الخارجية الامريكي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهي تبدو صحيحة، فإن هذه الخطوة تتسم بالحكمة والتعقل واحترام مشاعر الشعبين الفلسطيني والاردني في الضفتين، لان هذا اللقاء لو انعقد سيشعل فتيل الغضب في الشارع الاردني، بالنظر الى الهبة الجماهيرية المشرفة التي عمت معظم انحاء الاردن تضامنا مع الشباب المنتفضين في الارض المحتلة، دفاعا عن كرامة الارض والمقدسات العربية والاسلامية.

نتنياهو مجرم حرب يمارس القتل المتعمد ضد شبان الانتفاضة، بهدف ترهيب هؤلاء، وبث الذعر في قلوبهم، ولا يستحق ان تطأ قدماه ارض الاردن الطاهر، لان حضوره لو تم، سيشكل استفزازا، بل واهانة، للشعب الاردني بمختلف منابته وانتماءاته واصوله، وهو الشعب العربي الاصيل الذي توحد في الوقوف الى جانب الشهداء والجرحى وذويهم، واكد انه العمق العربي الاسلامي لكل الثوار والمجاهدين.

الانتفاضة هزت الاسرائيليين شعبا وحكومة، واربكت قوات الامن الاسرائيلية، حتى انها من شدة رعبها من هؤلاء الابطال لم تتورع عن قتل اسرائيلي، وآخر مهاجر اريتري اعتقادا بأنهم من رجال الانتفاضة، وهذا الارتباك، واستمرار المواجهات مع الاحتلال هو الرد على كل الذين يشككون بالانتفاضة وجدواها، سواء داخل فلسطين المحتلة او خارجها.

نتنياهو اصيب بحالة من الهيستيريا من جراء هذه الانتفاضة، وظهر بمظهر المهرج امام العالم بأسره، عندما قوبل بكل الازدراء والاستهجان بعدما خرج بفتوى كاذبة، تقول بأن المجاهد الكبير المفتي امين الحسيني هو الذي حرض ادولف هيتلر على حرق اليهود في افران الغاز، فهبوط نتنياهو الى هذا الدرك الاسفل يكشف عن ازمته النفسية الناجمة عن عجزة وفشله في اخماد لهيب هذه الانتفاضة، رغم اعداماته الميدانية للمنتفضين، مشاريع الشهادة، وهجمات مستوطنيه الوحشية النازية.

الحكومة الاردنية مطالبة بما هو اكثر من منع وجود نتنياهو على ارضها، فهي مطالبة بالرد على الاهانة التي وجهها لها نتنياهو ومستوطنيه بالاعتداء على الحراس الاردنيين للمسجد الاقصى، والاستماع الى صوت الشارع الاردني الهادر الذي لا يطالب فقط بإغلاق السفارة الاسرائيلية، وطرد السفير الاسرائيلي، وانما الغاء معاهدة وادي عربة ايضا، لان الاسرائيليين انتهكوا باعتدائهم على الولاية الاردنية للاماكن المقدسة، ولم يحترموا مطلقا بنود هذه المعاهدة، علاوة على كونهم لا يستحقونها.

التصعيد الاردني الشعبي الرسمي في مواجهة الاحتلال وتآزرا مع الشرفاء المنتفضين في الارض المحتلة يجب ان لا يتوقف مطلقا، بل يجب ان يتزايد، فهذا ما عهدناه بالاردن، وهذا ما نتوقعه من شعبه العربي الاصيل المخلص ابدا لعروبته وعقيدته الاسلامية.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس