سام برس
الحوثيون يحشدون استعدادا للهجوم على عدن ويستعيدون اكبر مدن الضالع واخرى في مدخل باب المندب.. لماذا هذا التغيير المفاجيء في موازين القوى العسكرية.. وهل تؤدي زيارة الجبير لمسقط الى احياء فرص الحل السياسي؟


قليلة هي الاخبار التي تأتي عن سير المعارك في اليمن بين قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبين التحالف “الحوثي الصالحي”، واذا جاءت هذه الاخبار، فانها غالبا ما تكون على لسان العميد احمد عسيري المتحدث باسم “عاصفة الحزم”، وتبثها القنوات التابعة لها، ولذلك فوجئنا في هذه الصحيفة “راي اليوم”، بتقرير اخباري بثته وكالة الصحافة الفرنسية من مدينة عدن العاصمة الجنوبية المؤقتة للرئيس عبد ربه منصور هادي، اعطى صورة وتفاصيل متناقضة كليا، تؤكد تقدم قوات التحالف “الحوثي الصالحي” في الجنوب، ونجاحها في استعادة بعض المواقع التي خسرتها.

تقرير الوكالة الفرنسية اكد ان قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح تتمركز حاليا في جبل اليأس المطل على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج المجاورة لعدن، وحيث ترابط قوات سودانية، الامر الذي يشكل خطرا كبيرا على قوات التحالف العربي وتلك الموالية لرئيس هادي، كما سيطرت ايضا على مدينة دمت، ثاني اكبر مدينة في محافظة الضالع بعد ساعات من حصارها، مثلما سيطرت ايضا على مدينة ذباب، مقر اللواء 117 القريبة من باب المندب، التي سقطت في يد التحالف السعودي قبل شهر فقط.

اذا صحت هذه المعلومات، وهي تبدو صحيحة، في ظل عدم نجاح قوات التحالف السعودي، والمدعومة من قبل قوات تابعة للرئيس هادي في استعادة تعز ومأرب والعاصمة صنعاء، رغم الاستعدادات والتعزيزات الضخمة، فإن هذا يشكل تغييرا في موازين القوى على الارض لصالح التحالف “الحوثي الصالحي”، ولو بشكل مؤقت.

هناك انباء تحدثت عن سحب الحكومة الروسية لدبلوماسيها في صنعاء، وهي خطوة فسرها مراقبون بأنها مؤشر على قرب هجوم قوات التحالف السعودي لاستعادة العاصمة، ولكن كل التقارير تؤكد ان هذا الهجوم سيكون محفوفا بالمخاطر، ولان جغرافية العاصمة جبلية وعرة، علاوة على كون الطرف المدافع عنها استعد بشكل جيد، واعد نفسه لحرب عصابات طويلة المدى، مثلما يقول خبراء في الشأن العسكري اليمني.

اللافت ان هذه التطورات العسكرية المفاجئة تأتي في وقت تتعثر فيه العملية السلمية للوصول الى حل سياسي، فأعضاء الوفدين الحوثي والمؤتمر غادرا العاصمة العمانية مسقط، بعد ان انتظرا طويلا دون ان يصل وفد الرئيس هادي للمشاركة في المفاوضات، واتجه التيار الحوثي للتصعيد العسكري والحديث عن الحسم العسكري.

السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي زار مسقط قبل يومين، والتقى نظيره العماني يوسف بن علوي في زيارة هي الاولى من نوعها، بعد تسرب انباء عن خلاف سعودي عماني، راجع الى غضب السعودية من حيادية مسقط في الملف اليمني، وتحدث السيد الجبير عن تطابق في وجهتي النظر العمانية والسعودية في هذا الملف.

هل يؤدي هذا التغيير في موازين القوى العسكرية، ولو جزئيا في ميادين القتال، علاوة على زيارة السيد الجبير المفاجئة لمسقط، ووصول السيد ابو بكر العطاس، مستشار الرئيس هادي بعدها، اي الزيارة، الى العاصمة العمانية الى بث دماء الحياة في عروق العملية السياسية “المتيبسة”، وتمهد لزيادة فرص الحل السياسي؟
نأمل ذلك.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس