سام برس
اللواء الطيراوي يقول ان التحقيقات تمكنت من تحديد هوية من دس السم للشهيد عرفات.. كلام جميل ولكنه عمومي ويضيف المزيد من الغموض.. من حق الشعب الفلسطيني ان يعرف من هو؟ وهل هو من المقربين للشهيد؟ وهل هو معتقل ام حر طليق؟ وكيف جندته مخابرات اسرائيل؟

ان يعلن اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ظروف استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الذكرى السنوية الحادية عشرة لاغتياله ان “لجنته توصلت الى الشخص الذي نفذ العملية”، فهذا خبر مطمئن، ولكنه يظل عموميا وناقصا، ولا يساهم الا بقدر ضئيل في فك حالة الغموض والتعتيم القضائي والجنائي الذي يحيط بهذه القضية وملابساتها.

فمن غير المقبول ان تأتي الينا اللجنة، وبعد 11 عاما من تنفيذ جريمة الاغتيال، لتقول انها توصلت الى هوية الشخص المنفذ “ولم يبق غير لغز صغير فقط يحتاج الى وقت لكشف بقية تفاصيل العملية”.

التحقيقات المخبرية التي اجريت في معمل سويسري محترم وحيادي، ويعمل فيه خبراء متبحرون في ابحاثهم العلمية، استشارتهم السيدة سهى عرفات زوجة الشهيد، اكدت ان عملية الاغتيال تمت من خلال التسميم بمادة البلوتونيوم المشعة، وان كمية السموم كانت موجودة بنسبة عالية في جثمانه وملابسه، وتوصلت الى هذه النتيجة الحاسمة بعد فتح القبر، وفحص عينات من الجثمان.

هناك ثلاث دول تملك مثل هذه المادة، وهي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا واسرائيل، وتشير اصابع الاتهام الى الاخيرة، التي حاصرت الرئيس عرفات في مكتبه، وهدد ارييل شارون رئيس وزرائها في حينه بقتله لوقوفه، اي الرئيس الشهيد عرفات، خلف الانتفاضة المسلحة الثانية.

صحيح ان الخبراء المكلفين من قبل القضاء الفرنسي بالتحقيق في نظرية القتل بالسم استبعدوا فرضية التسميم، وقال ان موت الرئيس الفلسطيني جاء نتيجة طبيعية، ولكن الصحيح ايضا ان هناك من يشكك بحيادية هؤلاء الخبراء، ويرى تلاعبا سياسيا ادى الى تقديم هذه الفرضية، واصابت ارملة الرئيس عرفات عندما طعنت في حكم القضاء الفرنسي، وقررت الاستئناف والمضي في القضية.

هناك العديد من التكهنات التي تؤكد ان من اوصل سم البلوتونيوم الى الرئيس الراحل احد حراسه من الفلسطينيين الذي كان مخترقا من الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية، ويعمل في صفوفها، وتردد اسم هذا الشخص كثيرا في الاوساط الفلسطينية، وعلى لسان المحققين خاصة.

هناك الكثير من الاسئلة التي تطرح نفسها هنا، من هو هذا الشخص؟، ومن هي الجهة التي كلفته؟، وكيف تمت عملية التكليف، وهل هو جزء من شبكة، ام كان يتصرف بطريقة فردية؟ واين جرت معه التحقيقات؟ وهل هو معتقل في سجون السلطة ام هارب من العدالة، ويعيش في الخارج؟ واذا كان الحال كذلك، لماذا لم تطالب السلطة بتسليمه من خلال البوليس الدولي (الانتربول)؟
نطرح هذه الاسئلة على اللواء الطيراوي الذي كان من اقرب المقربين الى الرئيس الشهيد عرفات الذي رفض بشدة تسليمه للاسرائيليين، ووفر له الحماية داخل المقاطعة لسنوات، ومطلوب من اللواء الطيراوي تقديم اجابات دقيقة عنها جميعا، مدعوما بالادلة والبراهين للشعب الفلسطيني قبل ان يقدمها للمجتمع الدولي، والمحاكم الفرنسية التي تنظر في هذه القضية، واذا كانت هذه المحاكم لا تريد النظر فيها بحيادية، فماذا يمنع من الذهاب الى المحاكم الدولية على غرار محكمة رفيق الحريري.. الم تنضم السلطة الفلسطينية الى هذه المحاكم، والجنائية الدولية منها على وجه الخصوص من اجل هذا الغرض؟ وهل هناك قضية اهم بالنسبة اليها من قضية اغتيال الشهيد الرمز ياسر عرفات؟

ننتظر الاجابات من اللواء الطيراوي على جميع هذه الاسئلة، وفي اسرع وقت ممكن.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس