سام برس
مؤتمر فيينا لم يتفق على مصير الاسد لكنه تمخض عن اتفاق بوضع “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” على قائمة الارهاب في نجاح واضح للمثلث السعودي التركي القطري.. لكن كيف ستحل مسألة التمثيل في وفد المعارضة؟ وهل سيتم ارسال قوات برية؟

غطت تفجيرات باريس على مجريات اجتماع فيينا الموسع لايجاد حل سياسي للازمة السورية، لكنها زادت في الوقت نفسه من اصرار الاطراف المشاركة للوصول الى هذا الحل من خلال ابرازها للخطر الذي تشكله “الدولة الاسلامية” وامتداده، اي الخطر الى عواصم اوروبية، ولم يعد محصورا في منطقة الشرق الاوسط.

الخلافات التي سادت كل اللقاءات السابقة ما زالت على حالها، خاصة تلك المتعلقة بمصير الرئيس السوري التي جرى التوصل اليها مبدئيا على صعيد وضع قائمة “اولية” تحدد الجماعات الارهابية تضم كل من الدولة الاسلامية و”جبهة النصرة”، وعدم اضافة تنظيم “احرار الشام” الى القائمة حتى الآن، مما يوحي بأن ضغوط المثلث السعودي التركي القطري نجحت في هذا الاطار، حيث يصر هذا المثلث على انها ليست تنظيما ارهابيا، وانما تنظيم معتدل يجب ان يعامل مثل الجيش “السوري الحر”.

البيان الختامي للاجتماع اكد على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في سورية بعد 18 شهرا، وهو ما اقترحته المبادرة الروسية في طبعتها الاصلية، ولكن دون اي اشارة لمشاركة الرئيس السوري فيها بالنفي او الايجاب.

التحدي الاكبر لمنظومة جنيف تتمثل في امرين اساسيين: الاول هو الوصول الى وقف اطلاق النار في غضون ستة اشهر، واستثناء “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” من هذا الوقف، والثاني بدء مفاوضات بين وفد النظام السوري ووفد المعارضة للاتفاق على حكومة انتقالية قبل نهاية العام الحالي.

استثناء “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية” من اي اتفاق لوقف اطلاق النار يعني ان المجتمعين اتفقوا على اعلان الحرب للقضاء عليهما كليا، مع احتمال انخراط حركة “احرار الشام” و”جيش الفتح” في هذه الحرب، الى جانب التحالف الامريكي الروسي الجديد، فهل ستقوم هذه الحركة التي ولدت من رحم تنظيم “القاعدة” بهذه المهمة، وتكون نواة صحوات امريكية روسية جديدة؟
تشكيل وفد المعارضة السورية لن يكون بالامر السهل، وقد يستغرق اكثر من المدة المقررة للتوصل الى اتفاق حول الحكومة الانتقالية، اي 45 يوما، فالوفد السوري معروف، ولكن هناك خلافات كبيرة حول وفد المعارضة، فكم سيكون عدده، وكم سيضم من معارضة الداخل، ومعارضة الخارج، وعلى اي اساس ستتم عملية الاختيار، ثم من سيكون رئيسه؟

اجتماعات منظومة فيينا بدأت بالانعقاد كل اسبوع وبأربعة وزراء (روسيا امريكا وتركيا والسعودية)، ثم اصبحت تعقد كل اسبوعين وبحضور 17 وزير خارجية، والآن تقرر ان يكون الاجتماع المقبل بعد شهر، فماذا يعني كل هذا؟ الا يذكرنا ببدايات ونهايات مجموعة اصدقاء سورية؟

التطور الاهم ربما يتبلور في ما اشار اليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تلميحا، وهو ارسال قوات برية الى سورية والعراق لقتال “الدولة الاسلامية”، فاذا تمت ترجمة هذه التلميحات على الارض، فهنا يمكن القول بأن الحرب على “الدولة الاسلامية” وباقي الجماعات الاسلامية المتشددة الاخرى قد تدخل مرحلة اكثر شراسة وجدية.

ارسال قوات برية مدعومة بغطاء جوي قد تعني مواجهات مباشرة وخسائر بشرية، فمن هي الحكومات التي سترسل جنودها للقتال، وتكرر تجربتي العراق وافغانستان؟

الايام المقبلة ستجيب عن هذا السؤال وغيرة من الاسئلة العديدة، خاصة ان اعلان الحرب على “الدولة الاسلامية” صدر من فوق جثث ودماء ضحايا تفجيرات باريس الارهابية.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس