سام برس
مهمة كيري في توحيد المعارضة السورية وتشكيل وفد موحد شبه مستحيلة.. ولماذا زار ابو ظبي والتقى نظيريه السعودي والاماراتي واستثنى القطري؟


يبذل جون كيري وزير الخارجية الامريكي جهودا كبيرة لتطبيق قرارات مؤتمر فيينا الموسع، وابرزها وقف اطلاق النار، وبدء المفاوضات بين وفد المعارضة السورية مع النظام في دمشق، وبما يؤدي الى تشكيل جبهة موحدة من الجانبين، النظام والمعارضة، لقتال “الدولة الاسلامية” تمهيدا للقضاء عليها.

وزير الخارجية الامريكي حط الرحال يوم امس في ابو ظبي، والتقى الشيخ محمد بن زايد ولي عهدها الى جانب نظيريه الاماراتي عبد الله بن زايد، والسعودي عادل الجبير، من اجل اقناع حكومتي بلديهما لاطلاق المسار السياسي في سورية، وخروج مؤتمر الرياض الشهر المقبل بتوحيد فصائل المعارضة السورية.
مهمة الوزير كيري تبدو صعبة للغاية، ان لم تكن مستحيلة، لان قرار معظم فصائل المعارضة السورية ليس مستقلا، ويتركز في ايدي دول اقليمية ودولية تتولى الدعمين المالي والعسكري لمعظم هذه الفصائل.

ولعل النقطة الاهم التي يجب التوقف عندها بالنظر الى مؤتمر الرياض المقبل، هي كيفية تشكيل وفد يمثل مختلف فصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج، يحظى بقبول الدول الراعية للعملية السياسية مثل روسيا وامريكا ودول اقليمية مثل ايران والمملكة العربية السعودية وتركيا.

الوزير كيري ركز في محادثاته على ضرورة وقف اطلاق النار كخطوة اساسية قبل بدء المفاوضات بين النظام والمعارضة للوصول الى هيئة الحكم الانتقالية، ولكن كيف يمكن تحقيق هذا الهدف، ورئيس وزراء الائتلاف السوري احمد طعمه لم يستطع ووزراؤه الدخول عبر معبر السلامة على الحدود التركية السورية الى مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، وتمت اعادته من حيث اتى بطريقة مهينة من قبل “الجبهة الشامية” العضو في الائتلاف، الامر الذي دفعه الى تقديم استقالته يوم امس احتجاجا.

اختيار كيري ابو ظبي، لدعم العملية السياسية في سورية يوحي بالكثير، فاستبعاد قطر ووزير خارجيتها من هذه المباحثات، حتى كتابة هذه السطور، ربما يأتي لتهميش دورها، وتلميحا لدعمها فصائل سورية “غير معتدلة”، قد لا توجه اليها الدعوة، اي هذه الفصائل، للمشاركة في مؤتمر المعارضة في الرياض، مثل حركة “احرار الشام”، و”جيش الفتح”، والامر بحاجة الى توضيح.

جولة كيري هذه جولة “ملغومة” وقد تؤدي الى خلق مشاكل عديدة، ودون ان تحل المشكلة الاساسية، اي توحيد المعارضة السورية في وفد موحد، واذا تحقق هذا الهدف، ونجح في مهمته الصعبة هذه، فإنه يكون قطع نصف المسافة الى الحل السياسي، او هكذا نعتقد.
“راي اليوم”
Print

حول الموقع

سام برس