سام برس
الحرب الكلامية الروسية التركية تتجاوز الاعراف وتطال اردوغان وعائلته والتهمة هي الاتجار بنفط “الدولة الاسلامية” .. فهل يطوق اللقاء المنتظر بين لافروف ونظيره التركي هذه الازمة؟.. وهل تقدم الدوحة الغاز والسياحة والاستثمارات البديلة لانقرة؟

تتواصل الحرب الكلامية بين الطرفين الروسي والتركي، وبدأت تدخل مناطق محرمة مثل اتهام اناتولي انتونوف نائب وزير الدفاع الروسي الرئيس رجب طيب اردوغان واسرته بـ”الضلوع″ مباشرة في شراء النفط من تنظيم “الدولة الاسلامية” الامر الذي اغضب الرئيس التركي كثيرا، وطالب روسيا بتقديم ادلة على هذه الاتهامات وتعهد بالاستقالة من منصبه اذا جرى اثباتها.
انتونوف قال في مؤتمر صحافي “يتبين ان المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين (سوريا والعراق) هو تركيا، وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها ان الطبقة السياسية الحاكمة، ومن ضمنها الرئيس اردوغان واسرته ضالعة في هذه التجارة غير الشرعية”، واضاف نائب وزير الدفاع قائلا “الا تطرحون هذه التساؤلات حول كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة واحدة من ابرز شركات النفط، وان زوج ابنته عين وزيرا للطاقة يا لها من شركة عائلية رائعة”.
هذه الحرب الكلامية التي اجتازت كل الخطوط الحمر المعهودة، وتطرقت الى اتهامات شخصية وعائلية، خاصة من الجانب الروسي، جاءت على ارضية اسقاط مقاتلات تركية لطائرة سوخوي روسية قبل عشرة ايام.
التوتر في العلاقات ما زال متصاعدا والرئيس التركي اردوغان طار الى حليفته قطر امس، ووقع اكثر من 15 اتفاقية تجارية وسياحية مع حكومتها، من بينها اتفاقية لتخزين الغاز القطري وزيادة امداداته لتركيا لتعويض الغاز الروسي الذي يشكل 60 بالمئة من احتياجات تركيا، وهناك من الخبراء من يقدر خسائر تركيا من العقوبات الاقتصادية التي فرضها الروس عليها بحوالي 50 مليار دولار سنويا في المستقبل المنظور، وتشمل السياحة (5 مليون سائح روسي سنويا) والصادرات الزراعية والصناعية، حيث يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 35 مليار دولار سنويا.

الجدل الدائر حول الاتهامات بشراء تركيا لنفط “الدولة الاسلامية” سيستمر، ومن المؤكد انه سيكون على قمة اللقاء المتوقع بين سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو، على هامش قمة منظمة الامن والتعاون في بلغراد بعد يومين، وقال لافروف في مؤتمر صحافي “ان الطرف التركي يصر على تنظيم لقاء على انفراد مع وزير الخارجية الروسي (لافروف شخصيا).

لافروف رفض محاولات سابقة للقاء نظيره التركي في بداية الازمة، مثلما رفض رئيسه فلاديمير بوتين طلبا مماثلا مع نظره التركي اردوغان على هامش قمة المناخ في باريس قبل يومين، فما الذي ادى الى تغيير لافروف رأيه السابق والقبول بلقاء نظيره التركي؟

روسيا اشترطت ان تعتذر تركيا عن اسقاط طائرتها الحربية ومقتل احد طياريها، وان تقدم تعويضات، وهو ما رفضته تركيا، وقالت انها التي تستحق الاعتذار لان الطائرة الروسية اخترقت اجواءها، ومن غير المستبعد ان وزير الخارجية التركي يحمل مقترحات يريد طرحها في اجتماع مغلق مع نظيره الروسي لحل هذه الازمة، او تطويقها في الحدود الدنيا.
ذهاب اردوغان الى الدوحة بحثا عن سياح وغاز ونفط يوحي بأن الحل ليس وشيكا، ولكن الامر المؤكد ان استمرار هذه الازمة وتصاعد الحرب الكلامية قد يتطور الى مواجهات مباشرة او غير مباشرة، وما علينا الا الانتظار.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس