سام برس
نيويورك.. قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم، بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، إن المعاقين باتوا يواجهون مشاكل أكبر تتعلق بالهجر والإهمال وعدم المساواة في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية أثناء النزاعات والنزوح.

رغم أن الحكومات والجهات المانحة ووكالات الإغاثة مثقلة بأولويات متناقضة أثناء الطوارئ، إلا أن عليها الاستجابة لحاجات ومشاغل ذوي الإعاقة في إطار جهودها الإنسانية.

بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2015، قابلت هيومن رايتس ووتش أكثر من 100 معاق وعائلاتهم، وحللت احتياجاتهم في إطار النزاعات التي يشهدها اليمن ودولة أفريقيا الوسطى، وكذلك أزمة اللاجئين في أوروبا.

قالت شانثا راو باريغا، مديرة برنامج المعاقين في هيومن رايتس ووتش: "كما تتأثر النساء والأطفال بشكل خاص أثناء النزاعات والنزوح، فإن المعاقين يواجهون أيضا تحديات خاصة عندما تصير حياتهم مهددة بسبب الحرب. رغم أن المانحين ووكالات الإغاثة يتحدثون عن مشاغل مختلفة أثناء النزاعات، إلا أن عليهم ضمان توفير المساعدة التي يحتاج إليها المعاقون".

وثّقت هيومن رايتس ووتش حالة شاب على كرسي متحرك عالق في مركز لاحتجاز المهاجرين في المجر بسبب عبور الحدود مع صربيا. يحمل أيمن (28 عاما) إعاقة جسدية ناتجة عن إصابته بصاروخ سقط على منزله في دمشق. لما قابلته هيومن رايتس ووتش في أكتوبر/تشرين الأول، كان محتجزا لأكثر من 40 يوما. قال لنا إن كرسيه المتحرك تكسّر على الحدود فقضى 23 يوما مستلقيا على سرير حتى تمكن محاميه من الحصول على كرسي متحرك قُدم كتبرع. قال أيمن: "بعد كل يومين أو 3، كان الجميع يخرجون إلى ساحة للحصول على بعض الهواء النقي لمدة 15 أو 20 دقيقة، ولكنني لم أتمكن من الخروج لفترة بلغت 42 يوما بسبب الدرج. حتى الحيوانات تلقى معاملة أفضل. لم نقترف أي ذنب، فما الذي جاء بنا إلى هنا؟"

رغم أن أي شخص يتأثر بأزمة ما يحتاج إلى مساعدة، إلا أن المخاطر التي يواجهها المعاقون دائما أكبر. فالصعوبات التي تخلقها الحرب والكوارث الطبيعية وغيرها من المخاطر الأخرى تزيد من الحواجز الجسدية وصعوبات التواصل وغيرها من الصعوبات التي يعانون منها.

على سبيل المثال، كثيرا ما يواجه المعاقون صعوبات في الحصول على مساعدات لأن المنشآت غير مهيئة بشكل يسمح لفاقدي البصر أو مستعملي الكراسي المتحركة بالتنقل دون مساعدة، فضلا على أن المعلومات ليست في متناول الجميع، وغير متوفرة في أشكال سهلة الفهم.

قال جان، معاق قابلته هيومن رايتس ووتش في مخيم مبوكو للنازحين في جمهورية أفريقيا الوسطى: "لا أستطيع الدخول إلى الحمام على دراجتي ذات الثلاث دواليب، ولذلك أضطر إلى الحبو على أطرافي الأربعة. في البداية كانت عندي قفازات تحمي يدي من البراز، أما اليوم فصرت أضطر إلى استخدام أوراق الأشجار". يوجد 110 معاقين مازالوا يعيشون في مخيم مبوكو.

يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم، أي حوالي 15 بالمائة من سكان الأرض، من إعاقات. استنادا إلى "مفوضية اللاجئين النسائية"، تعرض 6.7 مليون معاق إلى التهجير القسري بسبب الاضطهاد وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى والنزاعات والعنف المعمم. يواجه الأطفال المعاقون بشكل خاص مخاطر الهجر والعنف أثناء الطوارئ، وفي غالب الأحيان لا تؤخذ احتياجاتهم الخاصة بعين الاعتبار في جهود الإغاثة.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومات والجهات المانحة ووكالات الإغاثة الإنسانية ضمان معالجة احتياجات المعاقين واعتبارها أولوية أثناء النزاعات والنزوح. وعلى مقدمي المساعدات استشارة المعاقين والمنظمات التي تمثلهم حتى تكون استجابتهم أكثر فعالية وشمولية.

قالت هيومن رايتس ووتش إن القمة العالمية للعمل الإنساني التي ستعقد في إسطنبول في مايو/أيار 2016 ستكون فرصة كبرى ليكون صوت المعاقين مسموعا أثناء النقاش. كما قالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومات ووكالات الأمم المتحدة إقرار معايير دولية ومبادئ توجيهية بشأن ادماج المعاقين في العمل الإنساني، والعمل مع منظمة "بلايند كريستيان ميشن"، و"المنظمة الدولية للمعاقين ـ هانديكاب انترناشيونل"، و"التحالف الدولي للإعاقة"، ومفوضية اللاجئين النسائية، وغيرها من الشركاء الآخرين. يجب أن تعالج المعايير والمبادئ التوجيهية أعمال التنسيق والتنفيذ والمراقبة والتمويل، ودعم مزيد من ممارسات الإدماج في جميع جهود وبرامج المساعدات.

حتى اليوم، صادقت 160 دولة على اتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة، منها اليمن وسوريا وأغلب الدول الأوروبية. إضافة إلى الحق في تسهيل الدخول والرعاية الصحية والتعليم، تتضمن الاتفاقية حكما خاصا يدعو الحكومات إلى ضمان سلامة المعاقين وحمايتهم في حالات الخطر والطوارئ.

قالت باريغا: "تبرز النزاعات المسلحة التي تتصدر عناوين الأخبار ضرورة ألا ننسى آلاف الأشخاص ذوي الإعاقة. إنه في غاية الأهمية أن تقدم الحكومات ووكالات الإغاثة خدمات شاملة في حالات الطوارئ".

حول الموقع

سام برس