سام برس
شكلت الرعاية السعودية لتوحيد المعارضة السورية كارثة للعملية السلمية بنسف ما تم التوصل إليه في فيينا وإعادة العملية السياسية إلى نقطة البدء باشتراط التفاوض برحيل الرئيس بشار الأسد، بحسب روسيا اليوم.

استطاعت السعودية القضاء على "فيينا-2"، وكان اتفاق فيينا وضع خريطة طريق للتسوية السياسية السورية تؤجل بحث مسألة الرئاسة وتعيد قرارها إلى الشعب السوري، مع آلية جيدة للتسوية عبر حكومة موسعة ووقف لإطلاق النار وتعديلات دستورية وانتخابات حرة تحت رقابة دولية في عملية تمتد 18 شهرا.

وقد استصدرت الرياض بيانا ختاميا باسم المعارضة السورية تظهر فيه اللهجة القديمة للائتلاف الوطني زمن "جنيف" حين كان ممثلوه يتسابقون في طرح شروط تعجيزية حتى قبل بدء المفاوضات، فجاء في ختام الختامي "أن يغادر بشار الأسد وأركان رموز حكمه سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية".

كان الأمريكيون يعدون لمؤتمر نيويورك حول سوريا، لكن حضور روسيا بات غير منطقي في ظل تجاوز الرياض التفويض المقدم لها بتنظيم مشاورات المعارضة، فالمطلوب من السعوديين كان توحيد المعارضة لتشكيل وفدها إلى المفاوضات لا تقويض ما تم التوصل إليه في فيينا.

المعارضة فشلت في تشكيل وفد التفاوض، أما الهيئة العليا لإدارة المفاوضات فتعكس هيمنة المحور السعودي القطري التركي عبر تفويض عشرة من ممثلي الفصائل التي يمولها ويسلحها المحور.

ونص البيان الختامي للمؤتمر على أن الرياض هي مقر ومرجعية الهيئة، ما يشكل رسالة واضحة بأن الشروط السعودية ستفرض في أي مفاوضات، الأمر الذي يشي ببقاء الأوهام لدى الرياض حول إمكانية الحل العسكري.

ومن الواضح أن دول المحور والسعودية خاصة تبذل المستحيل لـ"تبييض" حركة "أحرار الشام" المتهمة بالإرهاب، والتي خرج قادتها من رحم "القاعدة"، وهي من أكبر الفصائل المقاتلة تشكل ذراعا لتركيا في سوريا وتكون مع "جبهة النصرة" العمود الفقري لـ"جيش الفتح" الذي كوّن الجبهة الأولى ضد الجيش السوري، وتسعى دول المحور لتقديمها كفصيل معتدل.

سبق أن أعلنت الخارجية الروسية أن تحقيق تقدم في العملية السياسية مستحيل بدون تحديد قائمتين: قائمة المعارضين المفاوضين، وقائمة الإرهابيين، وبقاء الخلافات يعني التداخل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة المكلفة بالتفاوض ومحاربة الإرهاب.

وكانت أنباء ظهرت حول احتمال لقاء بين المعارضة والحكومة الشهر المقبل، لكن يبدو الأمر مستبعدا بعد قنبلة الرياض التي تعد باستمرار الحريق السوري.

حول الموقع

سام برس