سام برس
تصريحات المرشح ترامب العنصرية ضد العرب والمسلمين لم تفاجئنا.. ولا نفهم الضجة المثارة حولها.. والرد عليها لا يجب ان يأتي من الامير الوليد بن طلال وانما من جميع العرب والمسلمين.. ونستطيع ان نعيش دون دخول امريكا

“راي اليوم”

نستغرب هذه الضجة الكبرى التي تثار على مواقع للتواصل الاجتماعي، وصحف، ومحطات تلفزة عربية، كرد غاضب على تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب التي طالب فيها بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الامريكية، فالرجل يخوض سباقا رئاسيا في دولة عظمى دمرت العديد من الدول الاسلامية، وقتلت الملايين من المسلمين، وما زالت تعبر عن مواقفها العنصرية ضد المسلمين بقتل المزيد منهم، تحت ذرائع متعددة خاصة في سورية والعراق وافغانستان.

الادارة الامريكية الحالية تبحث حاليا منع مسلمين زاروا دول شرق اوسطية، مثل اليمن وسورية وايران من دخول اراضيها، مثلما تعامل معظم المسلمين الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات دخول سواء للزيارة، او القاء محاضرات، او لاعتبارات تجارية واقتصادية، كإرهابيين.

وزراء وسفراء عرب تعرضوا للتفتيش الذاتي والاهانات في المطارات الامريكية، ونحن نعرف شخصيا ان السيد عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي السابق، وسفير بلاده في الامم المتحدة في حينها، قد اهين في مطار جون كنيدي في نيويورك، وجرى تجريده من ملابسه، واحتجازه لفترة طويلة، رغم انه يحمل بطاقة دبلوماسية، وعلى رأس عمله في الامم المتحدة، كما تعرض وزير فرنسي من اصول جزائرية للمعاملة نفسها، والامثلة عديدة لا يتسع هذا المكان لذكرها.

دونالد ترامب هذا، كان صادقا في التعبير عن المشاعر الحقيقة للمجموعة الحاكمة في امريكا تجاه العرب والمسلمين، والفرق بينه والآخرين انه اكثر صراحة ووضوحا، وتجرأ على قول ما يرفض قوله الكثيرون الذين يفرش لهم السجاد الاحمر في عواصم عربية واسلامية.

الرد عليه ووقاحته لا يجب ان يأتي من الامير الوليد بن طلال الذي اتهمه، اي ترامب، بأنه يريد السيطرة على امريكا من خلال اموال والده، وانما من الحكومات الاسلامية التي تقيم شركته مشاريع ضخمة فيها مثل الامارات العربية المتحدة، واندونيسيا، واذربيجان ايضا، حتى لو كان تأثير اي خطوات ضد شركاته محدودا، فالمسألة تتعلق بالمبدأ، والكرامة بالدرجة الاولى.

لا نعرف ما اذا كانت مواقف ترامب العنصرية البغيضة هذه تعرضه لمساءلة قانونية لانها تحرض على العنف والارهاب، مثلما تحرض على الكراهية ضد الاديان، واذا كانت تشكل مخالفات قانونية فعلا، فإننا نطالب نقابات المحامين العرب برفع دعاوى ضده امام المحاكم الاوروبية والامريكية، فمثل هذه المواقف العنصرية ضد اكثر من مليار ونصف المليار مسلم هي الارهاب بعينه، بل انها اخطر من رسام الكاريكاتير الهولندي الذي اساء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

لا نريد الذهاب الى امريكا، ليس لان ترامب هذا يريد منعنا، وانما لاننا نعتبر حكومتها تمارس ارهاب الدولة ضدنا كعرب ومسلمين بدعمها للعدوان الاسرائيلي على مدى اكثر من ستين عاما، وكل حروبه في دول الجوار الفلسطيني نفسها، او بغزوها للعراق واحتلاله وقتلها اكثر من مليون عربي ومسلم، وتيتيم اكثر من اربعة ملايين طفل.

ندرك جيدا ان الحكومات العربية، سواء المتواطئة مع امريكا في حروبها ضد العرب والمسلمين، او المعادية لها، ستبلع تصريحات ترامب العنصرية هذه، وستدير وجهها الى الناحية الاخرى، تماما مثلما فعلت في كل مرة اهانت الحكومات الامريكية العرب والمسلمين ودمرت دولهم.

حول الموقع

سام برس