سام برس
أستراليا ونيوزيلندا أول من ودع 2015 واستقبل العام الجديد بالألعاب النارية. تأتي احتفالات نهاية السنة هذا العام في عدة دول وسط تشديدات أمنية ومخاوف بسبب التهديدات الإرهابية.

أطلقت سيدني ونيوزيلندا الخميس احتفالات رأس السنة، فيما تستعد البلدان الأخرى لاستقبال العام 2016 وسط تدابير أمنية مشددة نتيجة المخاوف من تهديدات إرهابية لا سيما في أوروبا.

وفي آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا والأمريكيتين، يتهيأ الناس للخروج للشوارع لتوديع عام واستقبال آخر في منتصف الليل بألعاب نارية وحفلات موسيقية وعروض ضوئية.

وعبرت سيدني إلى سنة 2016 بعرض ضخم للألعاب النارية فوق الأوبرا وجسر هاربر. وتواصل العرض 12 دقيقة واستخدمت فيه سبعة أطنان من المفرقعات وخصصت له سبعة ملايين دولار أسترالي (4,6 ملايين يورو).

في بروكسل حيث ألغيت الاحتفالات تحسبا لحصول عمليات إرهابية، تم توقيف ستة أشخاص في إطار التحقيقات في اعتداءات باريس التي خلفت في تشرين الثاني/نوفمبر 130 قتيلا.

ولن تطلق الألعاب النارية في العاصمة الفرنسية التي لا تفق بعد تماما من صدمة هذه الهجمات الأعنف في تاريخ البلاد.

أكثر من 100 ألف شرطي فرنسي لحماية احتفالات رأس السنة

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الخميس أن "أكثر من مئة ألف شرطي ودركي سينتشرون في البلاد من أجل ضمان الأمن خلال احتفالات رأس السنة"، بينهم أحد عشر ألفا في باريس ومحيطها.

وتابع "ليس هناك تهديد محدد"، لكن "هناك خطرا عاما في مجمل العواصم الأوروبية مع رسائل يبعث بها تنظيم "الدولة الإسلامية".

وذكر كازنوف أن أربعين ألفا من رجال الإطفاء سيكونون جاهزين أيضا للتدخل في حال حصول أي طارىء خلال احتفالات رأس السنة.

وأبقي على الاحتفالات في جادة الشانزلزيه، لكن وسط تدابير أمنية مشددة. وسيتولى في محيط الشانزليزيه 1600 شرطي ودركي الأمن لحماية أكبر تجمع يسمح به في فرنسا منذ فرض حالة الطوارئ على إثر الاعتداءات الأخيرة.

وبررت رئيسة بلدية المدينة في مقابلة مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" ذلك بالقول "لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي (...) بعد الذي عاشته مدينتنا علينا أن نرسل إشارة تقول أن +باريس صامدة+".

ويتوقع أن يقدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء تهانيه لمناسبة العام الجديد، مشددا على أهمية "التجمع والتوحد والتوافق في مواجهة الأخطار التي تهدد فرنسا"، وفق مصادر قريبة منه.

هاجس الأمن

في أماكن أخرى من العالم، يترافق الانتقال إلى 2016 مع إجراءات أمنية مشددة. وينطبق ذلك في آسيا على جاكرتا حيث سيبقى مستوى الإنذار الأمني مرتفعا جدا بعدما أحبطت السلطات مشروع اعتداء انتحاري ليلة رأس السنة.

ووضعت قوات الشرطة في حالة تأهب قصوى في دول عديدة مثل تركيا حيث أحبطت السلطات هجوما انتحاريا.

في موسكو، ستغلق للمرة الأولى الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات أيضا.

في نيويورك التي ستكون بين آخر المناطق في العالم التي تعبر إلى السنة الجديدة، يتوقع أن ينزل مليون شخص إلى ساحة تايمز سكوير. كما يتوقع أن ينزل عدد مماثل إلى الشارع في براندبورغ في برلين.

في مدريد، حددت الشرطة بـ25 ألفا عدد الذين سيسمح لهم بالتوجه إلى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس بالإسبانية).

في لندن، أفادت الشرطة بأنه نشر حوالى ثلاثة آلاف عنصر امني في وسط المدينة حيث سيحصل عرض الالعاب النارية التقليدي. وقالت سكوتلانديارد ان التدبير اتخذ "احتياطا" من دون وجود "تهديد محدد".

كما زادت الشرطة الإيطالية عناصرها في الخدمة لهذه الليلة بنسبة 30 في المئة.

في القاهرة التي تبذل جهودا شاقة لإعادة السياح، ستنظم احتفالات كبيرة أمام الأهرامات يحضرها عدد كبير من الفنانين.

في قطاع غزة في الأراضي الفلسطينية، منعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتفالات برأس السنة في الأماكن العامة، مشيرة إلى مخالفتها "القيم والتقاليد الدينية".

وإذا كانت هونغ كونغ وبكين وسنغافورة وغيرها من المدن الكبرى في آسيا قررت تنظيم عروض ألعاب نارية بمستوى عال، فدإن الليلة ستكون باهتة جدا في بروناي، السلطنة الصغيرة في جزيرة بورنيو التي منعت احتفالات نهاية السنة الميلادية في إطار تطبيق الشريعة الإسلامية، حسب إعلانها.

وستسعى فريتاون عاصمة سيراليون، إحدى دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا نتيجة وباء إيبولا، لتستعيد مكانتها كواحدة من أحسن المدن في المنطقة للاحتفال. وكانت هذه المدينة قبل 12 شهرا مقفرة تماما بسبب انتشار الفيروس.
نقلا عن الفرنسية

حول الموقع

سام برس