سام برس / حمدان عيسى
في حلقة نقاشية بعنوان "واقع احزاب اللقاء المشترك بين النشأه وغياب االفعل" والتي نفذها منتدى "واحد من الوطن" اليوم في شبكة التواصل الاجتماعي "الواتساب"، حيث شارك فيها ما يقارب ٥٠٠ عضوا في ست مجموعات، وكان ضيف المنتدى القيادي المهندس علي عبد الملك الشيباني، ومسير الحلقة حمدان عيسى.

وهدفت الحلقة النقاشية إلى استعراض واقع احزاب اللقاء المشترك وخاصة منذ ثورة ١١ فبراير الشبابية وصولاً إلى دورة ومواقفه ازاء الحرب العيثية القائمة التي تدمر الارض والإنسان في اليمن.

وفي الحلقة النقاشية قدمت العديد من الاستفسارات والاسئلة لضيف الخلقة المهندس علي الشيباني من قبل الاعضاء في المجموعات والتي طرقت الى دور ومواقف اللقاء المشترك لما يحصل في اليمن، ودوره في المستقبل وهل مازال يلبي تطلعات منتسبيه وابناء المجتمع ام انه اصبح مغيب بسبب مكوناته السياسية..؟ ومن الناحية العملية هل لا يزال اللقاء المشترك قادراً على تنسيق مواقفه كتكتل في الفعاليات المستقبلية...؟

فهل مازالت هناك ضرورة ببقاء هذا التكتل مادام ان قياداتهم العليا اصبحت مستشاره لدى رئيس الجمهورية واصبحوا كمكونات سياسية شركاء في سلطة الحكم..؟

وهل هناك ضرورة لبقاءه .. وهل يفترض ان يبقى كما هو ام انه يجب تقييم تجربته السابقة والفاشلة والعمل على خلق آليات جديدة تكون مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار ..؟

وقدم ضيف الحلقة المهندس الشيباني اجابات شفافة تحاكي واقع ذلك المكون السياسي. فقد أكد ان المشترك قبل ثورة ١١ فبراير الشبابية استطاع تحقيق الكثير ما كان يجب القيام به كشكل سياسي معارض إلا انه في اعتقادي ان المرحله الانتقالية ارتهنت لموقف اقليمي كغطاء لموقف دولي من قضية الثوره والربيع العربي عموما ولم يكن المشترك بالتالي سوى واحد من ادواته وخاضعا لمعطياته ذلك الموقف الذي لايمكن له ان يسمح لثوراتنا ان تبلغ مداها بتحقيق غاياتها الوطنيه ولذلك فصلوا لكل ثوره مايتفق مع طبيعة المجتمع وواقعه السياسي والاجتماعي والثقافي وبما يتفق في النهايه مع وعيه العام. من هذا المنطلق فصلت لنا المبادره الخليجيه بمضامينها المعروفه ابرزها اجراء حوار هو الاطول على الاطلاق هدف الى امتصاص الشحنه الثورية للشارع وفرملة جموحه الثوري وفي النهاية تشكيل المستقبل العام للبلد في حدود سقفه المرسوم من دول المبادره وهو ماتم بالفعل لايشكل نجاح الثورة ببلوغ غاياتها الوطنية اساسا ومنطلقا لقادم المراحل وتصبح بنتائجها جزءا من الوعي والثقافه الايجابية للمجتمع.

اذا المشترك كان_ وكما اشرت_ واحدا من ادوات المرحله ضمن السقف المشار اليه ولم يكن قادرا على فرض شروطه التي تلبي حركة الشارع وحاجاته الوطنيه.

اما دوره في الاحداث الراهنه فلا يتجاوز الدور السياسي الذي شكله واحدية الموقف من المليشيا الانقلابيه المدعومه بحرس العائله ومشروعها السلالي اللاووطني ولا يتبنى اي دور شعبي فاعل يمكن له ان يؤثر في واقع اليوم المحتكم في مجمله للعلة الرصاص وصوت البندقيه، معتبراً ان السنوات القادمة هي من ستبرأ موقف المشترك باعتبار ان موقفه كان حرصا على مستقبل البلد او ستحمله التقاعس والارتهان لموقف اقليمي متعارض وطموح الناس والمستقبل المفترض للبلد عموما هذا في اعتقادي مرهون بنتائج راهن المرحله وقراءة المشترك لها.

وأوضح المهندس علي عبد الملك الشيباني أن الثورة المضادة كما هو معلوم لم تكن ممثله بحركة سياسيه يسهل الوقوف ضد مشروعها بل حركه مليشاويه مسلحه مدعومة بأمكانيات دوله من جيش وتسليح وماده . ليس هذا فحسب بل ومدعومة اقليميا من حيث كونها ورقه ايرانيه على طاولة الصراع الاقليمي تستخدمها وفقا لاملاءات الحوار مع الغرب اضافه الى كونها حركه سلاليه مذهبية عبرت عن نفسها بشكل واضح على هذا الصعيد من خطابيها الاعلامي والسياسي ومن خلال المناسبات الدينية التي لا نعهدها ولون قياداتها ومقاتليها كجماعه شيعيه اثنى عشريه .

فايران كما هو معلوم لا تستطيع النفاذ الى المجتمعات العربية الا من خلال الصراعات المذهبية وهو ما نشهده في العراق وسوريا ولبنان . وبالتالي ومن هذا المنطلق كان على المشترك ان هذه الجماعة بذات السلاح ولكن هل كان المشترك مستعدا لدور من هذا النوع ؟ بالنظر الى ان السلاح السياسي لاينفع معها لاستعدادها قتل كل من يقف في طريقها. لكن هذا لايعني ان المشترك لم يكن مدركا حجم المشكلة التي تعيق البلد لكنه كان عاجزا عن مجابهتها.

وأشار المهندس الشيباني في اجابته على ان المشتراك هل مازال من الناحية العملية قادراً على تنسيق مواقفه كتكتل في الفعاليات المستقبلية، حيث قال لا اظن بان المشترك قادرا على قيادة معارضه فاعله. هذا مايؤكده اداءه السابق معمدا بغيابه الكامل عن مسح مايجري في البلد من عبث وتمزيق لوحدته الوطنيه وتدمير لبنيته المدنيه والعسكرية وقبل كل شي الشرخ الاجتماعي الذي بات يعبر عن نفسه بوضوح في الحياه العامه، منوهً أن حال المشترك اليوم يمثل نتاجا لمقدمات اداءه السابق.

وفي رده على السؤال: هل ترون استمرار اللقاء المشترك ضروره للاحزاب نفسها من اجل تغطية الفشل السياسى فى2011؟ قال الشيباني ضيف الحلقة النقاشية استطيع القول وبالنظر الى اداء المشترك منذ تأسيسه ، وانطلاقا من تجربتي المحدوده في تمثيل الوحدوي الناصري في الحوارات التي سبقت مؤتمر نقابة المهندسين والانتخابت المحلية ، ان اللقاء المشترك مثل هروبا من الاستحقاقات الوطنية لكل حزب على حده ، عدا الاصلاح .بمعنى كل حزب تعامل مع نشأته من منطلق نقاط ضعفه وقوته . فالاصلاح – في اعتقادي – نظر لتأسيس المشترك من منطلق امكانية استخدام بقية الاحزاب غير الفاعلة وتوظيفها في تعزيز دوره السياسي ، بينما الاستراكي والناصري لم يمثلا الحضور الجماهيري المطلوب وتمثيل طموح منتسبيه . فالاشتراكي ظل ومنذ 94 يعاني من تبايناته الداخلية والتي كادت اكثر من مره ان تعصف بوحدته ، ومن ناحية اخرى تفرغه لحمل مظلومية 94 . فيما الوحدوي الناصري – الذي اتشرف بالانتماء له- ظل يتغذى منذ العام 90 على فترة حكم الحمدي وحركة 15 الكتوبر بقيادة القائد النظيف " عيسى محمد سيف " ، وعلى هذا الاساس مثل المشترك للحزبين هروبا من من استحقاقات وطنية لم يستطيعا ان يكونا في مستواها ، ويستطيعون الان تحميل فشلهم على رقبة هذا الشكل الجماعي، مضيفاً اما حزبي الحق والاتحاد فهي احزاب صغيره ، ويقتصر وجودها على مناطق بعينه كتوجهات غير وطنية، وبالتالي مثل المشترك لها نافذه للاطلال منها وتقديم نفسها.

وأكد المهندس علي الشيباني بأنه يمكن تعريف المشترك بشكل اخر انه لم يكن اكثر من تحريك للمياه السياسية الراكده في بركة العمل الوطني العام في البلد ، وتسويقا لوهم جديد يمكن له ان يمتص نقمة اعضاء الاحزاب المشكله له ولو الى حين ، والهروب من السؤلية المباشرة الى المسؤلية الجماعية. وبالتالي لانرى له حاجه اذا ماستمر على هذا النحو ، مالم يكن هناك اعادة غربله لمنتسبيه من الاحزاب وبعيدا عن تلك التي ذهبت للاصطفاف والقتال مع الحوثي ، وعبرت عن مشاريعها اللاوطنية بشكل واضح ، مع ضرورة ان يكون هنك تقييم جدي للتجربة والبحث عن اليات جديده وخوض عمل وطني شامل يتجاوز الوقوف عند الانتخابات البرلماني .

وفيما يخص مشاركة المشترك في المقاومة أكد الشيباني ان الناصري والاصلاح ومعهم الاشتراكي ، هم جزء رئيسي للمقاومة بل ومتصدرا لها .لكن المؤسف تلك الاتهامات والاساءات المتبادلة بين الاصلاح والناصري ، والتي بدءها الاول وعلى النحو الذي نقراءه في المواقع والواتس وحتى المقايل . يبدو ان صار جزء من ثقافتنا اذا ماتذكرنا احداث اغسطس وغيرها من الانتكاسات التي تسببنا بها في مراحل تاريخية مختلفة، وكان ادمغتنا الفت الهزيمة ولا تقبل او تستوعب الانتصارات وواحدية المواقف المشرفة .

ومن جهته قدم حمدان عيسى ميسر الحلقة النقاشية في منتدى "واحد من الوطن" تعقيباً عن واقع احزاب المشتراك، حيث قال تكتل احزاب اللقاء المشترك ومنذ تأسيسه اصبح مشروع وطني معارض بمواقفه الوطنية والتي كان لها الاثر الكبير وخاصة عندما اطلق مبادرته للاصلاح السياسي والوطني الشامل وما بعدها والتي اثبت حينها بأنه معبر عن قضايا منتسببه والمجتمع اليمني ككل إلا انه وبعد انطلاق شراره ثورة ١١ فبراير ٢٠١١ واعلانه الانضمام لها تحولت مواقفه الوطنية الى مشاريع لا تخدم اهدافه بمشاركته باحتواه الثورة والزج بها في حوارات سياسية لخدمه مصالح اطراف في المشترك ..

تلك الاحداث والمواقف المتسارعة كانت لا تلبي طموح وتطلعات ومطالب اعضاء تلك الاحزاب في المشترك، حيث اقتصر الاتفاق بين قيادات تلك الاحزاب ومعارضة اعضائها للمواقف التي يتخذها المشترك .. مما اصبح في حالة موت سريري منذ التوقيع على المبادرة الخليجية ودخول الاحزاب بشكل فردي في مؤتمر الحوار الوطني ..

وأكد عيسى أن المشترك في المرحلة الانتقالية لعب دوراً سلبياً باعتباره شريك في الحكم حيث اصبح كل مكون يبحث عن مصالحه البعيدة كل البعد عن مصالح الوطن العليا حيث ظل وهو شريك في الحكومة يمارس نفس الادوات والآليات التي كان يطالب في تغييرها .. وركضوا وراء التعينات وفق معايير المحسوبية والوساطة لا معايير الكفاءة والقدرات وتناسوا انهم تكتل وطني شريك في التغيير واصلاح ما افسده نظام صالح..

والمؤسف او اكبر غلطة قام بها المشترك هي عدم بناء وهيكلة الوزرات التي كان يديرها وصولا الى مكافحة الفساد وتغيير الفاسدين والعابثين فيها وتعيين من هم الاجدر والانسب .. مما اصبحت تلك الوزارات تمارس العبث والفساد وبنفس الآليات القديمة - الجديدة، واصبح ايضا بقايا عفاش هم المسيطرين والمهيمنين على كافة المؤسسات الحكومية ما نسبته تفريبا ٩٢٪ والباقي ٨٪ حصل عليه مكونات المشترك والمجلس الوطني.. مما اصبح المشترك شريك وبامتياز بالعبث والتدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ... الخ .. في البلاد، وذلك بسبب غياب اداءه الوطني الذي تحول الى مواقف تخدم اشخاص بعينهم، حيث اتضح ذلك في مواقفه إن وجدت من خلال بياناته، والتي تحولت الى قيام كل مكون سياسي في المشترك باصدار بياناته والإعلان عن مواقفه بحسب توجهاته السياسية والوطنية..

وقال منسق الحلقة في منتدى "واحد من الوطن" فيما يخص موقف المشترك من الحرب العبثية القائمة بأنه للاسف لا يوجد موقف موحد فلم يصدر بيان يحدد تأييده او رفضه للتدخل العسكري الخارجي أو يرفض العدوان الداخلي وانما اقتصرت المواقف بشكل فردي من مكونات المشترك وكلاً بحسب توجهاته ، مضيفاً أنه وخلال الحرب المستمرة منذ اكثر ما يقارب ١٠ اشهر لم يصدر المجلس الاعلى لقيادة المشترك بيان واحد ما عدا فروع المشترك وتحديداً في تعز الذي مازال يصدر بياناته ما يؤكد ان هذا التكتل اصبح في الواقع غير موجود او انه اصبح يلفظ انفاسه الاخيرة..

حول الموقع

سام برس