سام برس
هل تحضّر السعودية رياض حجاب رئيسا قادما للحكومة الانتقالية ام لكل سورية؟ وكيف ستتم تسوية معضلة تشكيلة وفد المعارضة الذي سيتفاوض مع النظام؟

تشكل تركيبة وفد المعارضة السورية المقترح للمشاركة في مفاوضات جنيف التي ستعقد تحت اشراف الامم المتحدة، وبحضور وفد يمثل الحكومة السورية، محور الحراك الدبلوماسي الدائر حاليا في اكثر من عاصمة اوروبية، ابتداء من لندن التي استضافت لقاء بين جون كيري وزير الخارجية الامريكي، ونظيره السعودي عادل الجبير، ومرورا بجنيف التي اجتمع في احد فنادقها مجموعة من المعارضين السوريين من بينهم غير الممثلين في مؤتمر الرياض مع مسؤولين امريكان وروس، وانتهاء باللقاء المنتظر بين سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، مع نظيره الامريكي كيري يوم 20 من الشهر الجاري.

ربما يكون من المبكر التكهن بالنتائح التي يمكن ان يتمخض عنها هذا الحراك، لكن اللافت ان نجم المعارض السوري رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق، بدأ يسطع بقوة هذه الايام، مما يوحي بأن هناك عملية اعادة تأهيل واعداد له ليتولى منصب هام في سورية المستقبل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، اذا سارت الرياح بما تشتهي سفنها.

الشخصيات السورية المعارضة التي شاركت في اجتماع الرياض قبل شهر وزاد عددها عن 125 شخصا يمثلون فصائل واحزاب سياسية وعسكرية، فوجئوا باختيار المضيف السعودي للسيد حجاب، رئيسا للهيئة العليا المشرفة على المفاوضات مع النظام، مثلما فوجئوا ايضا بتشكيل هذه الهيئة التي لم تكن مدرجة على جدول الاعمال، لان الهدف من اجتماع الرياض، ومثلما نص عليه مجلس الامن، ولقاء نيويورك، هو اختيار الوفد المفاوض.
انقسمت الآراء حول السيد حجاب وتصدره المفاجيء للمعارضة السورية بين مؤيد ومعارض ومشكك، وكل له وجهة نظره التي يدعمها بالادلة والبراهين.
فالمؤيدون لزعامته، وعلى رأسهم الحكومة السعودية يرون في الرجل كفاءة ادارية وقيادية عالية، فقد عمل وزيرا للزراعة ثم رئيسا للوزراء قبل انشقاقه، مما يعني انه يعرف دهاليز الحكم، وكيفية ادارة شؤون الدولة.
المعارضون للسيد حجاب، يقولون ان الرجل يعتبر من رجالات النظام، وكان خادما مطيعا له، وشريك في قراراته وممارساته، ولذلك لا يجب ان يتبوأ هذا المنصب القيادي، وتزعمه للوفد المفاوض، او هيئة المفاوضات المظلة التي ستشرف على توجيهه، يعني ان النظام يفاوض نفسه.

وجهة النظر السعودية الرسمية هي التي سادت في نهاية المطاف، ومن الطبيعي ان يؤيدها كثيرون ايضا في اوساط المعارضة، فهي صاحبة الكلمة الفصل باعتبارها باتت الحاضنة الرئيسية للمعارضة السورية، وبتفويض دولي.

السيد حجاب، وبدعم من الدبلوماسية والنفوذ السعودي والامريكي، بات يحظى باستقبال الرؤساء في عواصم غربية، ومن تابع زيارته لفرنسا، والاستقبال الحار الذي حظي به في قصر الاليزية مع الرئيس فرانسوا هولاند، وبعد ذلك مع وزير خارجيته لوران فابيوس يدرك معنى ما نقول.
الهيئة العليا للمفاوضات التي يتزعمها السيد حجاب تحظى بمقر “فاره” في الرياض، كما انه، اي السيد حجاب، يعامل معاملة الزعماء، وربما على الدرجة نفسها التي يعامل بها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عندما لجأ الى الرياض بعد مغادرته صنعاء، او اقل قليلا، حسب ما افادت مصادر مقربة من المعارضة السورية.

ومن تابع تصريحات السيد حجاب شديدة اللهجة في انتقاد الرئيس الامريكي باراك اوباما، واتهامه له بالتراجع عن مواقف بلاده بشأن سورية بما في ذلك الموقف من الرئيس السوري بشار الاسد، وتعاطي وكالات الانباء، ومحطات التلفزة الامريكية والاوروبية، ناهيك عن العربية منها، يجد نفسه امام ظاهرة جديدة، وزعيم للمعارضة السورية مختلف عن جميع من سبقوه.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو عما اذا كان السيد حجاب سيكون المرشح كرئيس حكومة المرحلة الانتقالية المقترحة في اطار خريطة الطريق التي وضعها قرار مجلس الامن الدولي 2254، او هل يتم اعداده امريكيا على الاقل، لكي يكون خلفا للرئيس بشار الاسد؟
ليس من السهل علينا تقديم اي اجابات، ولكن ربما يفيد التذكير ان الدكتور برهان غليون حظي بمعاملة مماثلة، بعض الشيء، عندما ترأس المجلس الوطني السوري، واعطي السيد معاذ الخطيب مقعد سورية في مؤتمر قمة الدوحة العربية عام 2013، واعتلى منبرها خطيبا ملقيا كلمة بلاده، وامامه علم المعارضة السورية، وعومل السيد احمد الجربا رئيس هيئة التنسيق السورية المعارضة بمعاملة رئاسية لا بأس بها، فهل يكون وضع السيد حجاب مختلفا عن كل هؤلاء؟ ثم اين اصبح هؤلاء الآن؟ نترك الاجابة للاسابيع والاشهر المقبلة، وان كان لدينا الكثير من الشكوك.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس