سام برس
كشف المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية د. دوري غولد النقاب عن أنّ الدولة العبريّة باتت قادرةً على الاتصال، تقريبًا، بكل الدول العربية، لكنّه ربط نجاح هذه الاتصالات بشرط عدم وضع أخبارها على الصفحات الأولى للصحف.

ومهّد غولد لذلك بالقول إنّ كل من يتحدث عن أنّ إسرائيل دولة معزولة لا يعرف عمّا يتكلم، مؤكداً وجود تغيير دراماتيكيّ في العالم العربيّ. وأشار إلى أنّه ليس سرًا وجود مشكلة في العلاقات بين إسرائيل وأوروبا.

ورأى غولد، خلال كلمة له أمام مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي، أنّ ما هو جيّد في تواصل كهذا، مع الدول العربيّة، الشعور أنّه مع الكثير من العمل نستطيع أنْ ننتج إجماعًا على الاستقرار الإقليمي.

وأضاف: ينبغي أنْ يكون هناك توافق شامل على من هو موجود في خيمة المساهمين بالاستقرار الإقليمي، ومن هو موجود خارج هذه الخيمة.

وتابع غولد قائلاً: إذا استطعنا التوصل إلى تفاهمات أولية في هذه المجالات، نستطيع أنْ ننتج منطقة بصورة غير التي نعرفها بها حاليًا، على حدّ تعبيره. ونقلت وسائل إعلام إسرائيليّة عن غولد خلال قوله إنّ هناك اختلافات بالرأي مع دول مختلفة في العالم، ومؤخرًا لدينا مشاكل مع أوروبا وهذا ليس سرًا، وهناك دول كثيرة تفتح أبوابها اليوم أمام إسرائيل، من يقول إننا معزولون لا يعرف ما يقوله، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّ ما تملكه إسرائيل بشكل رئيس، وهذا ربمّا التغيير الدراماتيكيّ، هو انفتاح العالم العربيّ نحو العلاقات السرية مع إسرائيل، وأضاف: يمكننا الاتصال اليوم تقريبًا مع كل دولة عربية. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن زيارة سرية قام بها مؤخرًا وزير الاقتصاد الإسرائيلي يوفال شطاينتس لدولة الإمارات العربية وسط حماية مشددة.
وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون العبريّ أنّ الوزير الإسرائيليّ التقى مجموعة من الجهات، مضيفة أنّ أبو ظبي وعددًا من الدول العربية المعتدلة تجمعهما مصالح مع إسرائيل مقابل إيران، وإسرائيل تريد الشراكة مع هذه الدول، على حد تعبيرها. وأشارت إلى أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية تحاول الدفع نحو فتح ممثلية بأبو ظبي وعلاقات مع دول عربية معتدلة أخرى، في الخليج وأماكن أخرى. وكان لقاء غولد منذ أشهر بالمسؤول السعودي العسكري السابق أنور عشقي في الولايات المتحدة أثار ردود فعل واسعة، علمًا أنّ غولد مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.
ورأى د. دوري غولد، الذي شغل أيضًا في السابق منصب سفير تل أبيب في الأمم المتحدة أنّ لإيران مصالح إستراتيجيّة واقتصاديّة ودينيّة بدأت دفعها قُدمًا في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، لافتًا إلى أنّ هدفها الرئيسي سيكون التأكّد من ألا يعود العراق أبدًا ليصبح قويًّا بقدر يكفي لتهديدها، كما حدث في عهد صدام حسين، وبالتالي، زاد د. غولد، ستُحاول طهران لتحقيق هذا الهدف أنْ تجعل العراق قزًما إلى درجة أنْ يُصبح دولة تابعة لإيران تؤيد مطامح الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط. يجب على الولايات المتحدة في هذا الواقع إن تعزز قدرات الأردن لتمكينه من مجابهة هذه التحديات الجديدة.
وقد تمت خطوات في هذا الاتجاه من قبل دول الخليج التي اقترحت ضم الأردن عضوا في مجلس التعاون الخليجي، ولكنها عادت وتراجعت، وإلى ذلك فان خروج القوات الأمريكية من العراق يعزز المنطق الاستراتيجيّ في الحفاظ على غور الأردن باعتباره خط الدفاع الأمامي لإسرائيل، وينفي أساس الطلب الدولي لانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية كلها إلى خطوط 1967، على حد تعبيره. على صلةٍ بما سلف، قالت مُحللة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سمدار بيري، إنّ اللقاء الذي جمع الجنرال عشقي بغولد في واشنطن، ليس الأول بل هو الخامس.
وتابعت إن عشقي أخذ على نفسه تحديًّا غير بسيط فهو متفانٍ لخدمة مبادرة السلام السعودية. ولفتت إلى أنّه ليس مؤكًّدا أنه نجح في إقناع غولد ونتنياهو بأنّها حانت لحظة الحقيقة. فهما متمسكان بالموضوع الإيراني، لكن في المقابل، فإن أحدًا في الرياض لم يذكر لقاء عشقي بالصحافة الإسرائيلية. وأضافت: يبدو أن الأمير تركي الفيصل حين التقى عاموس يدلين سابقًا، والجنرال عشقي، كانا قد اجتازا اختبار نار مسبق كونهما مسؤولي استخبارات، وحتى وإن جاءا من دول لا تقيم علاقات مفتوحة، فمن السهل إيجاد لغة مشتركة. فهم يعرفون الآخرين من الأوراق ويحددون من هو العدو الذكي ومن العدو حامي الرأس والجنرال يعرف أنّ غولد قريب من أذن نتنياهو، على حدّ وصفها.

ولفتت بيري إلى أنّها أجرت مقابلة صحافية مع عشقي. وكانت هذه مقابلة أولى لمسؤول سعودي مع صحيفة إسرائيلية، والحقيقة أّنه لم يكن صعبًا إقناعه، فقد أصر عشقي على أنْ ينقل رسالة واضحة إلى نتنياهو مفادها أنّه حان الوقت لأنْ تعترف إسرائيل بمبادرة السلام السعودية التي بدأت تصدأ منذ 13 سنة، ورؤساء الوزراء في تل أبيب يتجاهلونها أوْ يفرون منها، على حدّ قولها. وشدّدّت على أنّه يصعب الشك باستقلالية تحركات عشقي الذي يحمل الكثير من ألقاب “السابق”، وحتى بعد أنْ انكشفت اتصالاته مع الإسرائيليين، فإنّه يذهب إلى بلاده ويأتي منها بلا مشاكل، حسبما ذكرت.
نقلا عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس