بقلم / عبدالرحمن بجاش
انا لله وانا اليه راجعون , لا بدان نقولها مهما بلغ المنا تجاه وفاة أي عزيز , فما بالك ان يكون المتوفي بحجم مطهر الارياني صاحب الباله التي عبرت خير تعبير عن الالم الذي يظل عنوان اليمني اين حل !! . خسارة هي ما بعده خساره ان يغادرنا في هذه الظروف , وربما قرفا مما يحصل , او هو رحمة به , لان صاحب الكلمة وان بدى اريبا فهو في ظرف ملتبس كهذا وبدون قضيه فلا يعد يدري اين يضع قلمه , فما بالك بقدميه !! .

مطهر الارياني من كتب اجمل مقد مة لكتاب , ادعوكم لاعادة قراءة مقدمة كتاب محمد عبد الواسع حميد الاصبحي رحمهما الله يتذكر , لقد اعطى عصارة يمنيته في تلك المقدمه التي في نهايتها واعجابا منه بصاحبه ولمحتوى الكتاب القيم قالها (( ايها اليمنيون اقرؤو هذا الكتاب )) , وحدهما الارياني مطهر ومحمد انعم غالب من نقلا عذابات وآلام المهاجرين والمغتربين اليمنيين من اشتغلو في بحر الشمال وبلاد الثلوج , حتى ادمت ايديهم جهدا وعرقا , انعم يبكي داره (( يا بيتنا على التلال , اني اراه طيف )) والارياني يبكي بعده عن القرية ليلة العيد في الباله اجمل ما كتب واجمل ماغنى الصوت الدافئ علي السمه (( والليله العيد وانا من بلادي بعيد , مافي فؤادي لطوفان الاسى من مزيد , قلبي بوادي (( بنا )) و (( ابين )) ووادي (( زبيد )) , هايم وروحي اسير الغربه القاسيه .

كلا منا يشحن قلمه ويكتب , ويملئ فمه بالعبارات العاطفيه ما يلهب الخيال , وبعدها لا يمر اسبوع الا وقد نسينا , وابتدأنا نبحث عن من سيتوفى لنشغل وقت المقيل بالحديث , او في اضعف الاحوال نلامس دقوننا بالسلام الذي يظل سلاما بلا معنى . اعرف ان الظرف كافر لو صح التعبير , وكلا منا مهموم باللحظه , لكنني كنت اتمنى ان ارى في جنازة مطهر الارياني الجامعات تحديدا وما اسميه مراكز بحث غائبة مغيبه , لا ادري هل هو حظ الرجلين الكبيرين الارياني ان يموتا في هذه اللحظه فيضيعان كاسمين وسط دخان الباروت !! . هو قدر الله لا اعتراض عليه , انا اتحدث عن لحظة انسانية مكثفة تبكي الاثنين , خسارتنا لهما علمين بارزين كبيره , عبر عن حالتهما د. عبد الكريم حين سئل عن حالهما , قال : تقاسمنا الشيخوخه : انا تضعف ذاكرتي , ومطهر يضعف نظره , واقرؤو ما بين الكلمات بروية وهدوء !!! .

ترى كم سيظل في الذاكرة الجمعيه صاحب الباله وعاشق الارض جبالها وحصونها والسهول , من كلم اليمن القديم بلغته , وغنى للمستقبل الذي لا تدري في اي محطة توقف !! , يظل السؤال المتعلق بالمستقبل معلقا حتى حين , لسبب وجيه ان لا رؤى غير اللت والعجن لمواقف سياسية عقيمه لم تتزحزح عن النقطة التي توقفت عندها !! , ما ينبئ بعقم لا حدود له , انا حزين على مطهر الارياني وعبد الكريم .... حزين على الكلمة التي تفقد مدامكها , اطال الله في عمر ابونا د. المقالح , فلا يزال الفنار الذي بضوئه تهتدي سفينة الكلمة الى شاطئ الأمل والامان ...., ولله الامر من قبل ومن بعد .
من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس