بقلم/ د. اكرم العجي
بعد ايام معدودة سيطوي شعبنا اليمني العظيم العام اﻷول لعاصفة الحقد والكراهية، العاصفة التي روج لها الكثير من حملة اﻷقلام المشبوهة واﻹعلام المأجور ، بأنها افضل وسيلة لانتشال اليمن واليمنيين من براثين الفوضى وصراع الطامحين إلى السلطة.

هكذا ....روج المروجون ومرتزقة المال بأن عاصفة الحزم هي المنقذة لنا من الصراع المرير الذي نتخبط فيه ونعيشه منذ فترة ليست بالوجيزة، بسبب الاطماع التي تعشعش على عقول سماسرة السلطة، وتجار الحروب، ونخب الفساد واﻹفساد التي تتاجر بالوطن من أجل الوصول إلى كرسي السلطة.الكرسي الذي يعتقد الكثير بأن الجلوس عليه متاع هذه الحياة، وهو في حقيقة اﻷمر مسؤولية ملقاة على عاتق القابعين عليه، وفي نفس الوقت هو متاع لمن باعوا ضمائرهم للشيطان.
هكذا...هي نخب الفيد ومرتزقة اﻷقلام يبيعون ظمائرهم بدراهم معدوده لاشعال الفتن في بلدانهم أو بلدان غيرهم، وهكذا هم تجار الحروب و قوى الشر والفساد، يبيعون اوطانهم ويضحون بشعوبهم من أجل اطماعهم النفسية والسلطوية.

على مقربة عام من القتل والدمار و بعد أن استخدمت قوى الشر كل الأسلحة المحرمة منها والغير محرمة لتنفيذ اجندتها وارغام اليمنين عليها. وبعد أن رفض شعبنا العظيم الانصياع والخضوع لقوى الحقد والكراهية قوى الظلال والإجرام، انهارت حساباتهم في تركيع ذلك الشعب العظيم ،بسبب صبره وصموده في مواجهة العدوان الغاشم.

اليس ذلك رمزا لفشل قوى الشر...!!
رغم ما لاقاه وطنا من ويلات ودمار من عاصفة اللؤم والكراهية .
اليس انفاس شعبنا اليمني أقوى من كل العواصف، واعظم من كل المحن وأعنف من كل عنف،فالرياح والعواصف مهما أشتدت لا تنقل الجبال...ولكنها تنقل الكثبان.

انصار الله ...بوقوفكم إلى جانب الجيش، ووقوف الشعب معكم، تمكنتم من إدارة جبهات القتال بكفاءة عاليه وحققتم مع الجيش، ما لم يكن في حسبان قوى الشر وتحالف الهدم، حيث وقد راهنت تلك القوى على حسم المعركه في ايام، لكن يبدوا أن تلك الرهانات بآت بالفشل، فصاحب الحق هو اﻷقوى، مهما كانت إمكانياته وظروفه.
انصار الله ....لقد سخرتم كل الطاقات لمواجهة العدوان،ونسيتم؛ بل فشلتم....!! في إدارة الدولة.

انصار الله ... هناك اخطاء كثيرة اقترفتموها بحق إدارة اجهزة ومؤسسات الدولة، وعليكم معالجتها وتصحيحها.وإذا كانت البلاد مضطرة إلى قوة لصد قوى الشر والعدوان، فأنها أكثر اضطرارا لتسيير نشاطها، وبحاجة لتفعيل مؤسساتها الغارقة في سباتها.

البلاد ليست بحاجة إلى رجال يستطيعون حمل البنادق فقط...! بل بحاجة ايضا إلى رجال مؤهلين وذوا خبرات عاليه ﻹدارة وايقاظ مؤسسات واجهزة الدولة من سباتها العميق.

لقد احس الناس بالإحباط واليأس من الشلل الكامل لمؤسسات الدولة..!!

انصار الله...لقد حملتم عبء اﻹدارة وتسيير نشاط الدولة على كاهلكم قبل نضوج افكاركم اﻹدارية...!. لقد اجدتم إدارة المعارك وفشلتم في إدارة الوطن..!!

انصار الله ...إدارة نشاط الدولة لا يقل عن إدارة جبهات القتال، ولا يمكن فصل العمل اﻹداري عن العمل العسكري، لترابطهم الوثيق.

انصار الله... لقد اصبحنا نعيش عصر ما قبل الدولة، فالحياة معطلة، والقوانين مفرغة، والفوضى سيدة الموقف، والانتهازيون يمرحون ويسرحون في الشوارع وفي مؤسسات الدولة، هذه اﻷجواء فرصهم الثمينة لجني الأموال ونهب المواطن.

قد يتحجج الكثير منكم بضروف الحرب وضراوة العدوان، ونقص الموارد....الخ، اكيد هي معيقات جد مؤثرة، لكنها حجج واهية، بل هي حجج العاجزون، فمهما كانت الظروف ومهما كانت المعيقات لا يمكن تعطيل الحياة وترك الفوضى تعم البلاد، وجعل سوء التدبير عنوان هذه المرحلة.فكما تمكنتم من إدارة جبهات القتال بكفاءة عالية يمكنم إدارة الوطن بكفاءة أعلى.
تفرغوا لما انتم أهلا له ، واتركوا تسيير وتدبير نشاط الدولة للأجدر من ابناء الوطن . فالوطن غني بالكفاءات وذوي الخبرات العالية..الوطن بحاجة الجميع.

انصار الله ....اليس من واجبكم اليوم بعد عام من النجاح في إدارة المعارك العسكرية، وعام من الفشل في إدارة الوطن، إعادة النظر في ذلك.
تداركوا اخطائكم، ولا تقعون في اخطاء من سبقكم.وفكروا بعقولكم لا بعظلاتكم.

حول الموقع

سام برس