سام عبدالله الغُـباري

ما أنبلهم.. وأقسانا ..!!
- جاؤوا لتحرير "ليبيا" من استبداد الفرد.. عبروا محيطات الدنيا ولبّوا بكاء أمير الغاز وامتثلوا لفتوى عالم "الشريعة والحياة" ..فساقوا في أنحاء "ليبيا" طائرات القصف التي لا ترحم "الطغاة" .!!
- وجئنا إليهم بأشنع الأوصاف.. طعنا في خاصرة نزاهتهم، حملنا عقل المؤامرة.. سبقتنا شكوكنا في "نفط ليبيا"، ولم نبك على نفط توزع طيلة أربعين عاماً لنضحك من غرائب "العقيد" .!!
- حملوا جنود الدفاع وخبراء التخطيط والسلاح .. طاروا وحلقوا .. نفذوا وزادوا على قرار مجلس الأمن .. فأمطروا كتائب "الطاغية" بقذائف "مجانية" .. وأحرقوا ألف ليبي يصلي العيد .. فلم تسكن مدامعنا .. ولم تسكت مدافعهم .!!
- وحملنا على النقيض سوءاتنا .. عارنا الذي لم يغتسل منذ قرون .. غباؤنا الذي لا نستحق معه العيش على أرض تمتلئ بذهب أسود تتعطشه منطقة اليورو .. وأبراج مانهاتن مهددة بالضياع تحت وطأة الدّين وذل النهار.. ونحن نوزع ثرواتنا على ما يقض مضاجعهم، ويُحيي ربيع حركات التمرد ، وينعش ملوك أفريقيا الباحثين عن "ملك الملوك" الثري .!!
- ذهبوا أول ما وطئوا إلى "رأس لانوف" و"البريقة" خاضوا مع رجال الثورة الأحرار معارك التحرير من قبضة الغاصب الليبي على نفط يخصب الدنيا بربيع شهي .. وتسلمه "النيتو" حامي الحرية ، رائد التغيير وصانع الفجر الجديد لـ"ليبيا الجديدة" .!!
- وذهبنا نتلمس خطواتنا على وقع أخبار المساء ، نبحث عن نصر يحققه "الطاغية" على غزاة الفضاء ، وحملة السعي لتشريع وتحليل الاحتلال ، وتكفير الثائر القديم ، وتمجيد ثوار أغراهم لقب "الربيع العربي" فحملوا السلاح على السلاح وتطاير الدم الليبي في صحراء الكبار ، وتمدد الحزن ، اختفى وقع الموت المحقق على رؤوس أنصار "العقيد" من نشرة المساء وأخبار الثامنة .. وحضر الضحية يبكي ، كان كل شهيد هناك قد أنفقت عليه طائرات "التحرير" مئات القذاف "المجانية" كي ينال شهادة يشتهيها ويذهب إلى حيث يرقد أصحابه السابقون .!!
-دفعوا الليبي إلى أمانيه التي يريد .. جنة عرضها السماوات والأرض .. منحوه الموت الذي يقاتل لأجله .. فصعد إلى الفردوس يحسب شهادته في سبيل الله.!!
- ودفعنا لهم ما جاؤوا لأجله نفطاً عريضاً عميقاً .. منحناهم الطاقة التي يقاتلون لأجلها ، فنفذوا إلى السلطان .. وأوصلونا إلى أمنية الاقتراع والانتخاب وقوائم النسبية والعبثية وصندوق اللجان وحرية القول وتعددية الصحافة والأحزاب .!!، وهم من خلفنا أو أمامنا يذهبون بكل صناديق البترول وبراميل النفط إلى خزائنهم .. يتنفسون ، وشهود العيان يغمضون أعينهم .. فلم نعد نشاهد سوى الحرية والأعلام .. ومن وراءها تتسرب أنابيب النفط .. وتتدفق الصداقات ، وتتوالد السفارات ، وينتهي العقاب .!!
· ما أبشع ربيعنا ، وألطفهـــم .!!
- يأتي الشتاء ، فترتعد فرائصنا من لهف على الوقود والدفء والحياة .. يطغى النزاع ونشغل أنفسنا لهثاً وراء أصوات الناخبين للسيطرة على المجلس النيابي والمحلي فيما فقدنا السيطرة على "رأس لانوف" .. يخترعون لنا المجالس التي تلهينا والنظريات التي تشدهنا .. وتتكاثر المجالس .. ويزدهر الغباء .!!
- نراكم أصوات النتائج ، نعدها .. ونهتف: ارفع رأسك فأنت اليوم حُــر !! .. بلى أنت كذلك .. أنت حُــر .. بلا نفط ..لا تملك شيئاً .. لا تنتمي لدين .. لا تعتقد بمذهب .. لا يحتويك أرض .. أنت مطارد .. وكل مطمع فيك يستهويهم .. يسلبك رداءك ويعري ثراءك وثوراتك .. خذ لقب الفخار .. لكن لا تفكر بأرضك وذهبك ..!!
- هم حرروك من طغيان الفرد .. ومنحوك لقب الديمقراطية .. أوسعوك أحزاباً واختلافا .. وعددوا ما تشاء من القوائم وما لا تشاء .. فقط هو ربيعهم .. حين يأتي الشتاء القاسي يخضر يانعاً بزهور الياسمين .. وتخترق شوارع مانهاتن والشانزليزيه وروما أنهار الذهب الأسود .
- إنه ربيع شباب أوروبا .. وحلف "النيتو" وفرحتهم .. وبكائية أخلاق الفتية الليبيين على زعيم عجوز مزقوه بين أذرعهم .. وشربوا دمه الذي اشتعل دوماً على مصير "العرب" .. !!
وإلى لقاء يتجدد ،،

حول الموقع

سام برس