بقلم / عبدالباري عبدالرزاق
صحيح ان اليمن لا يملك المال لشراء مواقف مجموعة من الأنظمة الرخيصة لكي تقف الى جانبة وتعمل على إيقاف العدوان الذي تغيب مؤشرات توقفة أو نهايته ، ومع أقتراب عامة الأول من الاكتمال يكون المجتمع الدولي مجبراً على تجاهل هذه الحرب لعام وسنوات مقبلة تحت ضغط المال السعودي واستمرار تدفقة الى جيوب وخزائن أنظمة الدول العظمى وحكومات الدول النامية ..

ما ينذر بتحول هذا العدوان الى صراع أبدي وتاريخي شأنة شأن القضية الفلسطينية والإحتلال الصهيوني الذي أجبر العالم على التعامل مع الجرائم والمجازر التي أرتكبها ويرتكبها بحق الشعب الفلسطيني مع مرور الأعوام والعقود ببروده عالية وتحويلها الى عادة وواقع مفروض وأحداث تكرر مشاهدتها وحدوثها بشكل يومي ، يقابلها التهام المزيد من الأرض والإستيطان والتهجير والحصار ، رغم عشرات القرارات الأممية والإتفاقيات التي لم يلتزم الكيان الأسرائيلي بواحد منها ، مستغلا نفوذه وعلاقتة القوية مع أنظمة دول كبرى مثل البيت الأبيض والمملكة المتحده ..

وتخاذل بعض الأنظمة العربية تجاه الأرض المغتصبة ،وإبادة شعبها والتنكيل به، الأمر الذي ساعد الكيان الصهيوني على امتصاص الغضب والحماس القومي العربي من خلال تمييع القضية سياسياً على مستوى مركز صنع القرار العربي والدولي ..فكل المواقف والقرارات التي كانت تصدر من الجامعة العربية ، باهته ومخيبة لأمال وطموحات ومطالب الشعوب العربية الثائرة ضد الإحتلال الصهيوني وجرائمة الوحشية ما أصاب هذه الشعوب بالإحباط واليأس.كما ان تراجع المواقف العربية القوية تدريجيا ناحية الضعف والتذبذب أثر بشكل كبير على القضية وغيبّها عن الرآي العام العربي الى ان وصلنا الى هذا الحال من الضياع والهوان .

مؤشرات تأبيد الصراع في اليمن تأتي من باب إطالة الحرب وأستمرار قصف العدوان الممنهج لكافة المرافق الحيوية وكل ما له علاقة بماضي وحاضر ومستقبل وحياة الإنسان اليمني بشكل يومي ودون توقف .. ومن غير الممكن ان السعودية دمرت اليمن وقتلت الألاف من الأبرياء و خسرت سمعتها ومئات المليارات من أجل شرعية رئيس هزيل لم يستطع توفير الحماية لنفسة ، فكيف له بحماية شعب ؟ .

إذا الوارد أن الرياض مصابة بجنون العظمة في الوقت الذي وجدت نفسها أمام كومة كبيرة من محصلة سياستها الفاشلة خلال العقود الماضية ،فأرادت تعويض هذا العجز والنقص بمخطط التهام اليمن وبنفس طريقة إحتلال فلسطين من قبل الصهيانة.

والأكيد ان السعودية ترى ان أستحقاقات المرحلة القادمة على المستوى الإقليمي والدولي يقضي بأن تكون هي صاحبة القرار الوحيد بمنطقة الشرق الأوسط ، وما عدى ذلك يعني دورانها في حلقة مفرغة وأنكماش دورها في ظل تفوق خصومها بالنفوذ والسياسية وتصاعد حدة العداء بينها وبين هذه الدول خاصة مع بعض المتغيرات التي شهدتها المنطقة كأتفاق أيران النووي مع دول 5+1 ،والتدخل الروسي في سوريا ..ومن هنا تأتي أستراتيجة موقع اليمن الجغرافي وأهميتة كورقة رابحة ومضمونة لتعزيز دور ومكانة الرياض في المنطقة ..فمن باب المندب الى خليج عدن وميناء وموقع عدن نفسها الى ساحل حضرموت والبحر العربي وجزيرة سقطرى ، ضف الى ذلك المخزون النفطي في باطن الجوف ومارب وشبوة وحضرموت ..وجمعيها عوامل جعلت من اليمن محل أطماع دول الاستعمار القديم والحديث ،كما فتحت شهيه الرياض لشن هذا العدوان الذي تلاشت وأختفت مبرراته بشكل سريع لعدم أرتكازها على قضية حقيقة وحجج قويه تصل الى مستوى حجم الكارثة والدمار والمجازر التي لم يتورع نظام المملكة السعودية في إرتكابها بحق 25 مليون شخص في بلد فقير وشقيق.

أستراتيجة الحرب على اليمن تحمل أهداف بعيده المدى ،وقد تشهدها أجيال يمنية لم تخُلق بعد ..وهذا ما يؤكده واقع العدوان والحرب وتداعياتها السياسية والعسكرية والموقف العربي والدولي وتجاهلة ومداهنته لسياسية الرياض وتصرفاتها الطائشة رغم خطورتها على أمن وأستقرار المنطقة وسلامة الشعوب المجاوره وسيادتها وأستقلالها ..

وعلى نظام الحكم السعودي أن يدرك بان ثمن السير في دورب مخطط إستعمار اليمن والتحكم بمصيرة باهظ للغاية ،وعلية مراجعة أحداث تاريخ هذا البلد العصي على الغزاه والمحتلين ، ويكفي درس سنة أولى حرب الذي أرهق تحالف اكثر من 14 دولة ومرغ أنوفهم بالتراب..والذهاب نحو اليمن لغزوها وترويعها كمن يذهب الى جنهم

حول الموقع

سام برس