بقلم / حمدي دوبلة
يوم استشهد ابنه على أيدي قوات الإحتلال الصهيوني قال السيد/حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني”لقد كنت أشعر بالخجل وانا أستقبل آباء وامهات الشهداء وذويهم أما الآن وبعد أن ارتقى إبني شهيدا فإني لأشعر بالسعادة والإطمئنان والفرح”..حينها كانت أبواق إعلام العدو الإسرائيلي تهلل بالانتصار النوعي والصيد الثمين الذي وقع في ايدي القوات الاسرائيلية وهو جثمان الشهيد نجل القائد الاول للمقاومة خاصة وقد كان الطرفان في ذلك الوقت يجريان مباحثات غير مباشرة بوساطة المانية لتبادل الاسرى وجثامين القتلى وجاءت كلمات القائد العظيم لتبدد تلك النشوة الاسرائيلية بالتاكيد على ان المفاوضات لن تخرج عن سياقها وستبقى في اطار الافراج عن الاسرى اللبنانيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال وتسليم جثامين ورفات الشهداء منهم أمًا جثمان ابنه الشهيد كمايقول نصرالله “فلا يهمني أمره لأني أعلم اين هو الان”.

ليس بغريب أبدا على قائد بهذه الأخلاق وهذه المبادئ والسمات القيادية النادرة في زماننا أن يكون موقفه الرافض والمندد بالعدوان السعودي على اليمن على هذا النحو من الوضوح والقوة دون التأثر بالضغوطات والمغريات التي مارستها دول العدوان على مختلف البلدان والمنظمات حول العالم.

هذا القائد الاستثنائي الذي جاءت به الأقدار في زمن الخنوع العربي وانغماس ملوك وحكام العرب في مستنقعات العمالة والارتزاق والارتهان للأعداء إنما كان منحة ربانية من الخالق العظيم للحفاظ على شئ من هيبة وكرامة امةٍ وصفها في كتابه العزيز بـ”خير امة اُخرجت للناس”..

لذلك فهو يؤكد مرارا ولايزال بأن حزب الله سيكون دائما حيثما يجب ان يكون وأينما تمليه ضرورات الحفاظ على مشروع المقاومة المقدسة وضمان بقاء جذوتها مشتعلة على الارض وفي نفوس وقلوب أبناء الأمة شاء من شاء وأبى من أبى.

لست شيعيا وذلك شرف وفخر لا أدًعيه ولكني واحد من الملايين الكثيرة في اليمن والوطن العربي والاسلامي ممن باتوا متيمين بحب القائد العظيم حسن نصر الله احد ابرز رموز الامة في التاريخ الحديث ان لم يكن الرمز الاول بلا منازع كيف لا وهو من يذود اليوم وحيدا عن حياض الامة وكرامتها وهو من يلقن اعداءها الدروس القاسية واحدة تلو الاخرى ويمرغ انوفهم في التراب ويذيقهم مرارة الهزائم بعد عقود طويلة جدا من السقوط والانكسارات العربية المتتالية.

لن يضير هذا القائد الرمز الترهات والتخرصات التي يثرثر بها اليوم حكام الفسق والمجون والعمالة من اعراب الصحراء فمصداقية نصرالله ونبل توجهاته شهد بها اعداؤه قبل انصاره ومحبيه ويكفي هنا ان نشير الى نتائج استطلاعات الراي العام التي قامت بها وسائل اعلام صهيونية خلال حرب تموز الاخيرة في الجنوب اللبناني والتي توصلت الى حقيقة مُرة مفادها بان غالبية الاسرائليين اثناء تلك الحرب وفي كل المواجهات مع مجاهدي حزب الله كانوا يثقون في صدق مايقوله حسن نصر واكثر بكثير من ثقتهم فيما يدعيه مسؤولو كيانهم الغاصب.

لم ينس الصهاينة قط الكلمات المدوية للسيد نصرالله وهو ينذر العدو “اذا قصفتم الضاحية الجنوبية لبيروت سنقصف حيفا واذا استهدفت طائراتكم عاصمتنا سنقصف تل ابيب” وجاء الوعد الصادق والرد الحاسم مشرقا كشمس الصباح بعد ساعات من قصف الضاحية لتتهاطل صواريخ القوة والكرامة العربية حمما على رؤوس المحتلين في حيفا على الرغم من زعمهم حينها بأنهم قد دمروا القوة الصاروخية لحزب الله كما زعم ربيبهم احمد عسيري قبل أشهر عن تدمير عاصفة السعودية للقوة الصاروخية لليمن لكن الفرق بين زعران الخليج وأسيادهم في تل أبيب أن الصهاينة أدركوا زلتهم وراجعوا أنفسهم ولم يتهوروا بقصف بيروت بعكس الزعران المراهقين في بادية العرب الذين لايزالون على حماقتهم وغرورهم في مواصلة مغامرتهم الخاسرة والمذلة في يمن الايمان والحكمة والايغال في معاداة شعبه المسلم وفي مناصبة مشاريع المقاومة العربية العداء والخصومة الفاجرة.

ان رجالاً آمنوا بالله وتمسكوا بتعاليمه وبحقهم في الحياة وحماية مقدساتهم وأحسنوا الإعداد لملاقاة المعتدين لا يمكن ان ينكسروا ابدا ولا يمكن إلاَّ أن ينتصروا هكذا قال حسن نصرالله بعد انتصار حزب الله على اسرائيل في حرب تموز وهكذا قال قبل أيام مبشرا أبطال اليمن بالنصر المبين على قوى الغزو والعدوان ..ولينصرنً الله من ينصره”ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصرالله”.

حول الموقع

سام برس