بقلم / عبدالباري عبدالرزاق
أثارت تفاهمات تبادل الأسرى والتهدئة على الحدود السعودية اليمنية بين جماعة أنصار الله ، والرياض كثيرا من الجدل والتسأولات ،وفتحت الباب لوسائل الإعلام التابعة للعدوان لإثارة الموضوع وتضليل الرأي العام ،بمجموعة من الأخبار والتحليلات التي تهدف الى إيجاد شرخ بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان ،وهو الوتر الذي فشل المعتدي اللعب عليه مذ بدأية الحرب .

من حيث المبدأ لا ضير او مانع من هذه التفاهمات إذا كانت خطوات في طريق إنهاء الحرب وإيقاف العدوان ..وعلى وسائل إعلام جماعة أنصار الله تعزيز ما ورد في منشور رئيس المكتب السياسي صالح الصماد ، على صفحته بالفسبوك حول الموضوع والجدل الدائر بشأنه ، وفرد مساحة لتحليل هذه المبادرات وقراءتها بشفافية ووضوح ..ليكون الشارع اليمني على اطلاع كامل بما يدور حوله ،وإزالة الجدل والتسأولات وتعرية الشائعات والأخبار التي يروجها إعلام العدوان ..ويسعى من خلالها الى إضعاف معنويات الجيش واللجان ،وخلخلة ثقة القوى الوطنيه ببعضها البعض ، والنيل من الاصطفاف الشعبي وأحباط الناس.
لم نكن بحاجة الى مسارعة إعلام أنصار الله تكذيب الخبر أو تصديقة ..

المسألة ليست نفي أو تأكيد ..! نحن في حالة حرب وعدوان أهلك الحرث والنسل ، وهنا شعب باكملة يتجرع المأسي والويلات ويعيش في وضع أنساني صعب على مدى 12 شهرا ،ومن يسعى ويعمل على إيقاف العدوان ورفع الظلم عن هذا الشعب العريق ، يُخلد في أنصع صفحات التاريخ .. وهناك تفاهمات وتهدئة في الحدود ، والمسألة فيها ما يلي .. هل سنبني على هذه التفاهمات حلول وأتفاق يُنهي الحرب والعدوان ..وهل تمت التفاهمات والتهدئة بين كافة القوى الوطنية ومملكة الرياض ..أم انها انحصرت بين العدو السعودي، وجماعة أنصار الله دون علم باقي القوى الوطنية ؟ .

بطبيعة الحال على ساسة القوى الوطنية مكاشفة الناس واطلاع الرأي العام الداخلي حول ما يجري وتوجية الشارع عبر قنوات الاتصال المختلفة منها الإعلامية والتنظيمية والإجتماعات الموسعة والندوات والإنشطة السياسية ، خاصة وان الحرب في الحدود والتوغل الكبير لإبطال الجيش واللجان في العمق السعودي واحده من مصادر قوة الجانب اليمني ، ومن اهم نقاط ضعف الجانب السعودي ، وأي انسحاب او تهدئة غير مدروسة بعناية سيكون لها انعكاسات سلبية على القضية بشكل عام ..وهذا ما لا تمناه جميعاً ان يكون.

في ذات السياق أيضاً لا أعتقد ان هناك عاقل يرفض أي تقارب في وجهات النظر او تفاهمات مع العدو تفضي الى إيقاف العدوان ،والجميع يرحب بأي خطوات ومبادرات من هذا القبيل كون وقف الحرب والعدوان مطلب شعبي وأمر ضروري وحتمي وأنساني..لكن ما نخشاه ان النظام السعودي يريد من تفاهمة هذا مع جماعة أنصار الله ان يقول للعالم الحرب سعوديه حوثية ، وليست حرب سعودية يمنية ، وها نحن نجلس مع الخصم للتفاهم والتفاوض ..

وهذا أمر في غاية الخطورة ويتناقض تماما مع مخطط العدوان الذي طال كل شيء في اليمن ولم يستثني أحد ،وأستهدف الشعب اليمني ولم يستهدف أنصار الله وحدهم كما يدعي نظام الرياض.. وهنا وجب التنبية.

المهم على القوى الوطنية ان تفهم وتعي بان أي تفاوض او إتفاق مع المملكة السعودية يجب ان يكون عند مستوى التضحيات التي قدمها الشعب اليمني في سبيل الحفاظ على كرامته وشموخه الإبدي وحتى لا نخدع مستقبل الأجيال القادمة وحرية وأستقلال البلد.

حول الموقع

سام برس