بقلم/ د.اكرم العجي
يقول ناتان شارانسكي في كتابه "قضية الديمقراطية" ... اﻹسلام هو إرهاب، والعالم العربي ليس إلا تجمعا لأقليات دينية وعرقية عاجزة عن العيش معا في كيانات دوله وطنية، إذن لابد من حلول استئصالية لمنابع العنف واﻹرهاب الذي نشهده من أجل خدمة مصالح أمريكا، وأنه لاحل لهذا إلا باستخدام الطائفية في إطار استراتيجية الفوضى الخلاقة.

تعد الفوضى الخلاقة أهم ما انتجه العقل الأمريكي لتفتيت الدول العربية،وإذكى الصراع فيما بينها من خلال استخدام الطائفية لتحقيق مصالحها في المنطقة.

فعلا لقد نجحت الولايات المتحدة في استخدام الطائفية والمذهبية المقيتة كسلاح في إشعال الفتن وخلق الصراعات في المنطقه العربية بهدف تحقيق أجندتها السياسة ومصالحها الخاصه. لقد برزت موخرا العديد من المنظمات والحركات ذات النزوع الإسلامي المتشدد التي شوهت صورة الإسلام والمنطقه العربية برمتها، وعززت النزوع الطائفي، اﻷمر الذي أدى إلى إغراق الوطن العربي إلى أذنيه في دوامة من العنف والصراعات المسلحة.

و لقد زادت حدة النزاعات الطائفية بشكل مهول في السنوات الماضية، وكل هذا نتاج لتلك النظرية -نظرية الفوضى الخلاقة- وحسب وجهة نظري المتواضعة فإن قرار جامعة الدول العربي الصادر في 13/مارس الحالي، و الذي نص على تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية سيشعل وتيرت الصراعات الطائفية وسيساعد على نشر ثقافة الكراهية بالمطنقة. ﻷن القرار يشكل استفزاز واضح وصريح للطائفة الشيعية في المنطقة، وليس لحزب الله فقط.

قد يكون حزب الله ....إرهابي ﻷنه وقف يوما ما في وجه اﻹرهاب الصهيوني. وقد يكون إرهابيا ﻷنه قام بتغذية بعض الصراعات في المنطقة من خلال دعم جبهات القتال بالسلاح والرجال...لكن المملكة العربية السعودية ذات الفكر الوهابي لم تكن إرهابية.. !! لأنها لم تغذي الصراعات، ولم تمول الحركات الجهادية المتشددة ....ولم تقترف أبشع جرائم العصر في اليمن....ليست إرهابية؛ بل هي راعية السلام في المنطقة. علينا أن نكون منصفين في أحكامنا وقراراتنا.

بعد صدور القرار الطائفي من جامعة الدول العربية، لم تكتفي راعية التحالف السني بالمنطقة - السعودية- بذلك، حيث قامت عبر وزير داخليتها بإصدار قرار طائفي - طائفي بإمتياز- قبل يومين. وينص هذا القرار على تجريم و إبعاد كل مواطن أو مقيم بالمملكة يظهر التأييد أو الإنتماء أو التعاطف أو الدعم أو الترويج أو التواصل مع حزب الله اللبناني أو التستر على من ينتمي إلى هذا الحزب.

هذا القرار الطائفي يشير إلى الكم الهائل من سموم الفتاوى الدينية المتعصبه والمتطرفه، التي من خلالها تريد المملكة تكميم الأفواه ولي اﻷذرع وقطع الأرزاق.السعودية بهذا القرار تصب الزيت على النار وتزيد من إشعال حرب الكراهيه في المنطقة كما أنها ترتكب أبشع صور الإرهاب المقنن من خلال انتهاكها لحقوق شريحه واسعه من ابناء المجتمع السعودي والعربي المقيم بالمملكة،كل هذا يشير إلى قبح الفكر الوهابي، و إلى عدم قدرة معتنقيه في التعايش مع غيرهم،وهذا يؤكد صحة ما قاله الرئيس الأمريكي اوباما في مقابلة له مع إحدى المجلات يوم الخميس الماضي، حيث قال بأن السعودية وحلفائها في بلاد السنه تقوم بنشر ثقافة الكراهية الطائفية.

لقد نجحت الوﻻيات المتحده وحلفائها في زرع بذور الطائفية والاعتناء بها، ونحن اليوم نحصد ثمارها المسمومة. كل ما سبق يوثير العديد من التساؤلات:

هل ستشهد المملكة العربية السعودية في الأيام المقبله أكبر عمليه عقاب وتهجير لمواطنيها وللمقيمين العرب المعتنقين للمذهب الشيعي كونهم وبدون إستثناء مؤيدين لحزب الله ؟ كما شهدت اليمن أكبر عملية تهجير لمعتنقي المذهب السني في دماج.

هل أدركت السعودية أبعاد و مخاطر هذا القرار؟ وهل الفكر الوهابي ضيق الأفق إلى هذه الدرجة؟حيث لا يستطيع التعايش مع غيره أم أنه الخوف الذي نجحت الولايات المتحده اﻷمريكيه بزراعته في اوساط الطوائف الاسلامية.

لن نستبق الأحداث ونصدر الأحكام فالأيام المقبلة كفيلة بالإجابه عن تلك التساؤلات و الكشف عن نوايا وخفايا الفكر الوهابي وعن المأزق الطائفي الذي أشعل فتيل الصراعات في المنطقة.
alaji.akram@yahoo.com

حول الموقع

سام برس