سام برس
دعت صحيفة واشنطن بوست الأميركية البيت الأبيض إلى إصدار رأي صريح لا لبس فيه بأن الجيش المصري سيتسبب بفقدان مصر المساعدات العسكرية الأميركية إذا أزاح بالقوة حكومة منتخبة ديمقراطيا من السلطة أو سعى لإعادة النظام التسلطي الذي حكم مصر حتى العام الماضي.
وقالت في افتتاحية لها اليوم إن استلام الجيش السلطة لن ينهي أزمة مصر السياسية، وعلى الولايات المتحدة ألا تشارك في أي محاولة مماثلة أو تسمح بتوجيه اللوم ضدها بسبب هذه المحاولات.
وأضافت بأن من بين الأشياء القليلة التي اتضحت بشأن الاضطراب السياسي بمصر هذا الأسبوع هو النفوذ المتضائل لواشنطن وضعف هيبتها في القاهرة.
وأشارت إلى أن إدارة باراك أوباما ليست مسؤولة عن كل ذلك، لكنها ساعدت على إذكاء روح العداء لأميركا، إن لم تكن الفوضى المتزايدة في مصر.
وانتقدت الصحيفة واشنطن على صمتها عندما بدأت حكومة الرئيس محمد مرسي تتخذ خطوات لـ"احتكار" السلطة، و"تهميش" منظمات المجتمع المدني وغير ذلك مما يضعف الديمقراطية.
البروفيسور سمير شحاتة:
إذا أراد ملايين الناس في الشوارع إبعاد الإخوان المسلمين من السلطة، فيجب عليهم أن يتعلموا كيفية تنظيم أنفسهم وإدارة حملات انتخابية فعالة لتحقيق هدفهم
وذكرت في تقرير لها أنه وخلال العامين الماضيين كانت مصر ما بعد الثورة مثل حقل الألغام بالنسبة للإدارة الأميركية التي كانت تجاهد لوضع سياسة توازن بين الانتقال الديمقراطي للسلطة والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
وأضافت أن آخر فصول الانتقال الهش للسلطة في مصر ترك واشنطن في ما يمكن أن يكون أكثر أوضاعها المحفوفة بالمجازفات.
وأشارت إلى أن معارضي مرسي يقولون إن الولايات المتحدة تدعم الإخوان المسلمين بأكثر مما يجب، وأن الإخوان المسلمين يحذرون من أنها لا تعارض بوضوح الانقلاب العسكري الذي يتشكل أمام عينيها.
ونقلت عن مديرة مركز الحريري بمجلس الأطلنطي الأميركي ميشيلي دوني قولها إن أكبر مشاكل أميركا في مصر هي عدم إعادة ترتيب علاقتها معها، واكتفاء إدارة أوباما بتكرار علاقتها بنظام المخلوع حسني مبارك وذلك بتركيز جهود كبار المسؤولين الأميركيين على التأثير على مرسي والدائرة الضيقة من مستشاريه.
وقالت إن مصالح أميركا في مصر تشمل التزام القاهرة بمعاهدة السلام مع إسرائيل، واستمرار فتح قناة السويس والتعاون في مكافحة "الإرهاب".
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت مقالا للمحاضر بالدراسات الدولية بجامعة أوكلاهوما الأميركية البروفيسور سمير شحاتة قال فيه إن ورطة مصر هي أن المشهد السياسي فيها يهيمن عليه ديمقراطيون ليسوا بليبراليين، وليبراليون ليسوا بديمقراطيين.
وأوضح شحاتة أن تنظيم الإخوان المسلمين في مصر غير ملتزم تماما بالتعددية أو الحقوق المتساوية للأقليات، ويشارك في الديمقراطية، لكنه لا يرغب في إشراك الآخرين في السلطة.
واستمر يقول إن كثيرين بالمعارضة يتبنون بقوة حقوق الأقليات، والحريات الشخصية، والحريات المدنية، لكنهم لا يدافعون عن الديمقراطية إذا جاءت بالإسلاميين إلى السلطة.
وأضاف أن المفارقة المقلقة بمصر هي أن القوى المفترض أن تكون ديمقراطية تدعو الجيش -الذي أدار ستة عقود من الحكم التسلطي- إلى الانقلاب على رئيس منتخب ديمقراطيا. وكل ذلك بمبرر إعادة البلاد لطريق الديمقراطية.
وقال إن عبقرية الديمقراطية هي أنها تتطلب أن يغيّر الناخبون آراءهم بالقادة عندما يفشلون، واستبدالهم ليس في فورات الغضب، بل بشكل دوري ومن أجل هدف أفضل وهو إمكانية أن يكون هناك آخرون يستطيعون تقديم خدمة أفضل للشعب.
واختتم شحاتة مقاله بالقول إذا أراد ملايين الناس في الشوارع إبعاد الإخوان المسلمين من السلطة، فيجب عليهم أن يتعلموا كيفية تنظيم أنفسهم وإدارة حملات انتخابية فعالة لتحقيق هدفهم هذا.

المصدر:الصحافة الأميركية

حول الموقع

سام برس