جمال الظاهري
سألني أحدهم عن رأي في أحداث مصر وعن حضور المؤامرة فيه فكان هذا ردي .. اعرف أنه طويل ولكن يسعدني أن تقرأوه وتحللوه :
بالنسبة للمؤامرة ورغم أنها صارت شماعة بالية فإني أقر بأنها صفة إنسانيه وعليه فإنها لن تنتهي فيما أنه يمكن أن تحضر أو تستحضر لغرض معين والميل إليها دائماً ليس بالصواب .. المهم المؤامرة في مفهومها السياسي حاضرة دائماً وفي اوقات كثيرة تسمى كنوع من التلطيف بمسميات عده - دهاء - حنكة- تكتيك - ........ اسماؤها كثيرة .. ما يعنينا هنا الحالة - مصر - المؤامرة ليست وليدة التطورات الاخيرة وليست صنيعة النظام السابق أو فلوله أو ما يسمون بالعلمانيين أو .... كما أن الاخوان ليسوا بريئون منها وبعيدون عن مخازنها التي لا تنظب .. لذا اقول المؤامرة حاضرة كسلعة كسلاح كوسيلة كحيلة في جيب ويد الجميع .. طبعاً لا يجوز أن يدعي الساسة بالذات البراءة من استخدامها سواءاً كانو اصحاب قبعات أو شيلان أو عمائم ..
المؤامرة لم تبدأ في الايام الماضية اعني في موجة الربيع العربي كما سميت .. فهي حاضرة منذ سنوات فعلت في السنوات الاخيرة .. من صاحبها نحن جميمعاً نعرفه .. من استخدمها وهو الأهم لا ابرأ أحداً من استخدامها .. بل أنه بذل وقدم وتنازل عن أمور لا نتصورها نحن البعيدين عن اللعبة السياسية .. فمثلاً من كان يصدق ان الاسلاميين وبقدرة قادر وفجأة سيقفزون إلى واجهة الاهتمام الغربي والقبول والترحيب بهم حد الاحتفاء بمقدمهم من طرف يعرف أنه على مدى عقود يمثل لمن يستجديه الدخول في صندوق العابه الشيطان والعدوا الازلي الذي يلعن ويسب في منابر العبادة لديهم ليل نهار .. ثانياً : من كانو مقربين وتخلى عنهم الغرب في الفترة هم احد العاب ذاك الصندوق المليء بالدمى - ركنوا على جنب لأن اللاعب مل أو حب استبدال وتجريب دمى جديدة في لعبته كانت في فترة ما تبدو عصية على التحكم بها .. اقول تبدوا فيما هي في الحقيقة كانت تغازله على الدوام من بعيد .. كانت تخاف ان يراها المبهورين بنقاء وجهها .. في الفترة الاخيرة ما عادت تعطي اهتماماً لأن يرى الاخرون أن وجهها نظيف لماذا لأنها يأست من أن يوصلها هؤلاء الى ما تريد فقررت أن لا تهتم لصورتها إذا ما ضمنت الترحاب بها من ضابط ايقاع اللعب .. على اساس أن لعبها السابق ومناصريها والمعجبون بحسنها ثبت بالواقع أنهم ليسوا أكثر من مهرجين يسهل استرجاعهم ببعض الحيل وبعض التحسينات على الصورة التي تشوهت في نظرهم خاصة وأن الأمكانيات لذلك ستكون في عهدتهم وتحت تصرفهم - اجهزة حكم واعلام ومال ... الخ .. انخدعوا بترحيب الخصم وبهروا بالنقلة التي حققوها باقل ثمن كما يضنون وبأقصر الطرق فتعاملوا من موقع المنتصر الذي انهى حربه تماماً ونسو أن نصر سريع لا يعد نصر في حرب فركنوا إلى انفسهم وحبوا أن يكافئوا عدو الامس الذي صار صديق اليوم كما اعتقدوا , وهنا كانت الخديعة الكبرى أو السقطة التي جابت خبرهم كما يقول المصريون ..


حول الموقع

سام برس