بقلم / عبدالكريم المدي
قلنا ، مخلصين ، يا أنصار الله ، رجاء تعقّلوا واعلموا أن الإقصاءات لموظّفيّ وقيادات وكوادر الدولة ومؤسساتها وسياسة الاستحواذ وبهذه الشهية المفتوحة من قِبلكم ستقود لمشاكل ، وستجلب عليكم النقمة ، وقد تخلق فوضى في المؤسسات وغيرها.

قبل قليل ابلغوني أصدقاء وزملاء أنه تمّ إقصاء التربوي والمناضل القدير الأستاذ أمين صالح الغذيفي ، مدير مكتب التربية بمحافظة صنعاء ، من خلال تكليف صادر من محافظ محافظة صنعاء الأستاذ ( قطينة ) بتاريخ (30 مارس 2016) يعني أنه جاء مباشرة بعد مسيرة و(مهرجان السبعين26مارس ) بثلاثة أيام ، وهذه ربما رسالة جديدة لطرف سياسي معين يفهمها أصحابها والمعنيين بها الذين يفضلون دوماً عدم التصعيد والحفاظ على اللحمة والجبهة الداخلية ، ويصبرون على الاستفزازات وإن ادى ذلك للتضحية بكوادرمؤتمرية ،كما تم ، في السياق ذاته ، بعد مهرجان السبعين، أيضا، تغير مديرعام النظم بالمحافظة الأستاذ علي زيد.

تقريبا بهذا القرار الخاص بمدير تربية محافظة صنعاء ، يكون الإخوة أنصار الله قد استكملوا مسيرة الاقصاءات لجميع مدراء عموم المكاتب التنفيذية بمحافظة صنعاءالإيرادية والخدمية في أقل من سنة على سيطرتهم على مقاليد الإمور ، وهذا يقودنا لتساؤل : تخيلوا بعد (5) سنوات ، مثلا، كيف سيكون عليه حال مؤسسات الدولة وكم سيبقى من كوادرها وقياداتها وحتى الموظفين ذوي الدرجات الدنيا والمختصين ، الذين لا ينتمون لجماعة أنصار الله..؟

ما يجري في المؤسسات الحكومية - إخواننا في المجلس السياسي واللجنة الثورية - أمر خطير جدا ، والسكوت عنه أخطر والاستمرار فيه كارثة لأنه سيولد الأحقاد ويُذكي الخلافات ويعمل على تقويض التعاييش ويهد جسور الثقة ويقطع الطريق أمام محاولات لملمة الصفوف وتجاوز المطبات والحُفر التي يضعها بعض المحسوبين عليكم في طريق الشراكة ..

حسب علمي أن الأستاذ( أمين الغذيفي) مدير تربية محافظة صنعاء المعين بقرار جمهوري ، والتربوي الذي ناضل في كثير من المحافظات وكاد أن يدفع حياته ثمناً لمبادئه ومشروعه الوطني وخدمته للبلد وللتربية بمحافظة الجوف ، قبل حوالي (10) سنوات ، يحظى بسمعة طيبة ومحبة وتقدير واسعين في المكتب والمديريات، لدى المعلمين والإداريين والموجهين وعامة الناس ، وتغيره في ظروف كهذه ، وفي ظل السمعة الطيبة التي يتمتع بها ،قد يكون له تبعات كثيرة ، حتى لدى قيادات وكوادر وأنصارالمؤتمر الشعبي العام في محافظة صنعاء ..كما أن صدور أمر بحقه ، وبهذه الطريقة ،وبعد أن تدخلت قبل ايام قيادات مؤتمرية كبيرة لدى أنصار الله ورفعت مذكرة لقيادة الجماعة ، تؤكد فيها أن محاولات تغيير مدير تربية محافظة صنعاء لا يجب أن تتم ، لانها قد ربما تقود إلى تبعات غير محمودة لدى المؤتمريين ، سيما ومحافظة صنعاء تعتبر الطوق لأمانة العاصمة . لكن يبدو أن العقل السياسي لدى الجماعة ،يعمل بطريقة مختلفة تماما عن الواقع وعن مصلحة الجماعة والمصلحة الوطنية العليا ومن لديه تفسير آخر لما يجري ، يتفضل ينورنا به..!

نتمنى أن تتم معالجة هذا الموضوع قبل أن يأخذ أي مدى آخر وقبل أن يتوسع ويؤدي لإحداث تصدعات بين المؤتمر وأنصار الله ، أقلها ضرراً أن الثقة بين الطرفين تزداد تآكلا، والثقة أيضا ، بين أنصار الله ومؤتمريّ وتربويّ محافظة صنعاء خاصة والعاصمة وبقية المحافظات عموما ستمرّ بخريف صعب ..

حول الموقع

سام برس