بقلم / عبدالرحمن بجاش
يبدو المشهد عبثيا وبامتياز , ولم يعد احد يدري اين المبتدأ من المنتهى , المبتدأ من الخبر .
الى اين يريد ابناء هذه البلاد المتمترسين ان يصلو بها ؟؟ اكثر مما قد اوصلوها !! .

تسال نفسك فلا تجد جوابا , تسأل غيرك , فتجده يجيب على السؤال بسؤال !!! , تتابع مجريات الامر فترى عكسه , تبحث عن الظل , فلا تجد غير حر اللحظة تلفح وجهك وتكاد تحرقك كلك !! , تبحث عن مخرج فلا تجد المدخل , تحاول التخفيف من المك , فيواجهك وجع الكل !! , ترسل الوجع الى نهايات المدى فتواجهك الكارثه باشد صورها جموحا , فتعود تسال : الى اين ؟ فلا تجد الجواب .

لحظة قا تمه كنازلة تضيق بها النفس , تتوقع ان كلما اشتدت انفرجت , كما ترى في الكون من حولك , فلا تجد امامك سوى ان الالم ينتشر , والوجع يكبر والاسئلة تتوه !! .
تتمسك بالامل في ان العقل ما يزال يحتل مساحة ما من راس احدهم , فتكتشف ان الكل مجانين بدرجات متفاوته , فتحدث نفسك ان الحكمة تؤخذ من المجانين , لتكتشف ان جنان الرسميين اليمنيين جنان لوزي , لا لون له ولا طعم ولا رائحه , ولا يشبه جنان البشر !!! .

تعيد السؤال الف مرة : كيف ؟ فلا تجد امامك الا الخواء , تتحدث عن كل ما تراه بصدق فيعاتبك اقرب صديق : لم الياس ؟ تقول له : الامل لا يمكن الا ان تاتي مؤشراته اولا , وهنا لا مؤشرات ولا يحزنون , فيهرب من امامك ويتوارى لعجزه عن الاجابه .

تعب الناس , هذه هي الحقيقة , ويبدو ان عليهم ان يستعدو للتعب الموجع الاكثر قسوه , فليس في الافق ما يُبشر بالانفراج , فلا تجد امامك سوى ان ترفع يديك الى رب العباد : (( انت الملجأ والملتجأ )) .
تتشابك الخيوط و ((تتحشبك )) الى درجة انك لا تدري كيف تفك المستعصي , فتكتشف ان هناك من يُصر على حشبكتها اكثر , وتكتشف ان لا افق لدى هذا النوع من البشر , لتكتشف ايضا ان النار كلما ازدادت اشتعالا وجدو فائدتهم في المزيد من اوارها , وهيجانها , حتى لو راح كل الناس ضحايا , لا يهم , الآن نحن امام مفترق طرق حقيقي , وكل لحظة نغوص في الرمل اكثر , وصوت ما تبقى من اثر للعقل , تتغلب عليه وتغطيه اصوات اشتعال النار , بسبب شدة الرياح , من افواخ نافخي الكير , فتخاف ان تلتهم ما تبقى .

ان كل يوم يمضي يؤخرنا عاما كاملا , بمعنى اننا لن نجد الطريق مرة اخرى اذا لم نتوقف , من يدرك ؟ من هو العاقل بين الجمع ؟ من هو ؟ من هو ؟ لا جواب . لله الامر من قبل ومن بعد .
نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس