بقلم / معاذ الخميسي
– تعجبني جداً القلوب الرقيقة والأشخاص الذين يشتغل عندهم عرق الإحساس (أوف لاين) ويخافون أن يتسبب أي انتقاد لما حصل من تهجير لأبناء المحافظات الشمالية في تأليب الناس على أخواننا أبناء المحافظات الجنوبية فيظهر من يجرح أحاسيسهم أو من يتعامل معهم بقسوة أو من يقوم بأفعال مشابهة قد تعرضهم للأذى..!!

– أولئك الذين يرتفع عندهم (آريل) الإحساس فيلتقطون التوجسات ويحاصرون أنفسهم بالمخاوف قادتهم أحاسيسهم (المرهفة) إلى أن يعتبروا انتقاد التهجير (مبالغة) وكشف حقيقة الجريمة البشعة التي لم يسبق أن حدثت على مر التاريخ (تهويل) ونشر صور أبناء التربة الطاهرة (اليمن) وهم يهجرون من وطنهم على طريقة نقل المواشي (استغلال) واستمرار الناس في التعبير عن الجرح النازف (استقصاد) وتناول وسائل الإعلام لواحدة من أبشع الجرائم العنصرية (مؤامرة ) !! – يا سبحان الله..يستكثرون عليك حتى أن تمارس أبسط حقوقك في إبداء الرأي وأن تتعامل بمنتهى الأخلاق والأدب وأن تلجأ لأفضل الطرق الحضارية..وبأحاسيسهم المرهفة جداً يحولونك إلى متهم وجزء من مخطط وحليف لمؤامرة..

ويجب إسكاتك لأنك تجاوزت الخط الأحمر.. أو ربما أبو شريط احمر!! – لاحظوا فقط أن ما حدث من تصرفات وأفعال عنصرية (وسخة) بتوزيع صكوك المواطنة بموجب(الهوية) وملاحقة أبناء المحافظات الشمالية وإخضاعهم لإجراءات قمعية وتصرفات وحشية (وبطحهم)على الأرض وحشرهم في زوايا(علب الكبريت) وتهجيرهم على ناقلات المواشي والرشاشات والأطقم العسكرية تحاصرهم..كل ذلك لم يثر أياً من الأحاسيس المرهفة ..وهناك من سارع ليكذب وآخر ليتهم وثالث ليحشر أنفه ويؤكد أن وراء الأكمة طبخة بهاراتها مرسلة من صنعاء!!! – وعندما ضج المجتمع اليمني والعربي وحتى العالمي من تلك التصرفات العنصرية ومن مصادرة حقوق المواطنة تحول الأمر عند أصحاب الأحاسيس المرهفة إلى (مؤامرة) وظهروا لنا من زاوية الخوف على إخواننا الجنوبيين من أي أذى قد يتعرضون له كرد فعل لدى الشماليين..وهم أولئك النفر يهدفون إلى دفن (الجريمة العنصرية البشعة) ومصادرة (الصخب والضجيج) لتموت قضية مهمة لا يقبلها دين ولا عرف ولا عادات ولا تقاليد ولا قيم ولا مبادئ..!

– أما (عذر) الخوف على إخواننا الجنوبيين فهو باعتقادي (أقبح) من الذنب..وارجعوا للتاريخ وكيف كانت صنعاء ومازالت حاضنة للجميع وللهاربين من جحيم التصفيات الدموية بالبطاقة الشخصية في يناير????م ..وأتحدى أي شخص يؤكد أن أياً من إخواننا الجنوبيين تعرض حتى (لعبارة) جارحة في محافظة شمالية أو أنه تم فرز المواطنين بالمنطقة كإجراء أمني – مثلا- في ظل حرب شرسة سواء في الثمانينيات أو التسعينيات أو الآن..أو أن أي شخص يمكن أن يسيء المعاملة أو التصرف مع أي أخ من المحافظات الجنوبية..فرؤوسنا فداء لهم مع أن ذلك مستحيل أن يحصل ولا داعي لأن يخاف (إحساس مرهف) عليهم ..بينما يموت هذا الإحساس تماما عندما يتعلق الأمر بمصادرة (حق المواطنة) في حضور طاغ للعنصرية المقيتة..!!
*نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس