بقلم / عبد الرحمن بجاش
كلما ضاقت بي اللحظه , ومن لحظة ان ارتفع سعر دبة البترول , فصرت عاجزا عن الذهاب الى مقهايتي المفضله , صرت الجأ الى مكتبتي , وبرغم الغبار الذي يغطي الارفف , والاوراق , والاحبه , الا ان رائحة عبق الورق النفاذ ما يزال يسكر روحي حتى الثماله .

كلما احسست بان الوجع قد وصل الى نهايات المدى الجأ الى اقرب حبيب فابثه شجوني ولواعجي , واشواقي دفعة واحده , اخرج من لديه انسان اخر مفعم بالامل رغم الالم , بطاقة خلاقه , معها اعيد النظر في امور كثيره , اهمها مشاعري واحاسيسي تجاه بلد يخرب عن سابق اصرار وتعمد , ليس من اجل شيئ , بل من اجل لا شيئ !!! .

في اخر زيارة الى الحبيب , وجدت حبيبا لا ادري من هجر فينا الاخر , هل هو اختفى ليزيد شوقي اليه , ام انا تعمدت ان اتغيب لكي يناديني هو بكلمات رقيقه لا يجيد غيرها (( تعال )) , المهم انني بعد سنوات , تخيلوا نني وجدت الكتاب الذي سالت عنه طوب الارض امامي (( من الذاكره )) للاستاذ في المدرسة الاهليه ايام طيب الذكر الاستاذ سعيد قائد رحمهما الله طه سيف نعمان , ومعهما المدرسة التي كانت فاصبحت !!!.

كتاب طه لابد ان يقرأه الجميع , لانه الوحيد من اعطى لمحه لما كان يحصل في اروقة الامن الوطني , ومن هناك سلط الضوء على شخصيات يفترض ان تكتب اسمائهم بماء الذهب : عبد الله الواسعي , عبد الكريم الشرجبي , يحي القوسي , د. عبد المجيد الخليدي , عيسى محمد سيف , علي محمد نعمان , سيف الزجا , رجال مبدئيون , تركوا اثرا من ذهب في الذاكرة وذهبو , وبقي من رأو في الحزبية دكان للارتزاق وليس الرزق , فالرزق الشريف مطلوب ويسعى اليه كل شريف .

ليس هو موضوعنا الكتاب , بل اللحظة التي تلتقي فيها الكتاب , لحظة مكثفة انسانيا فيها من العشق , والحميمية ما تعجز عن التعبير عن لحظتها التقاء موج البحار ببعضها , هل تستطيعون تخيل مشهد عصفور معلق في السماء يغذي صغيره الواقف على جذع شجره , كذلك ربما هي لحظة الالتقاء بخير جليس في الزمان , وهو ما يفرق كثيرا عن الالتقاء بكتاب على شاشة الكمبيوتر , شخصيا لم استطع الى اللحظه الاندماج في لحظة اللقاء , لانني كلما امد يدي فلا احس سوى برودة البلاستيك تصافح اصابعي , غير ان تمد يدك فتمسك اصابعك غلاف كتاب , تفتح الصفحة الاولى على اجمل رائحه تصادفها حاسة الشم لديك , اما حاسة التذوق والاندماج حتى الثماله فما لا استطيع وصفه سوى بلقاء الحبيب .

هل جرب كلا منكم ان يتخيل لقاء الحبيب, شوقا , شجنا , عشقا , حبا , هل يستطيع أي منا ان يعبر عن لحظة ان تلثم النطفة خد التراب , ماذا يقولان لبعضهما بعد سنين من الظمأ ؟؟؟, على كل... السؤال ايضا موجه الى المرأة الياسمين التي هناك تقف على الشرفة تتوقع قدوم الحبيب بين نسمة ياسمينة وهفة ريح !!! .

علاقة المرء بالحبيب الذي هو خير جليس في الحياه لا يستطيع التعبير عن لحظته الا اولئك الذين يعشقون ورد الغاردينيا وكل ما يمت لقبيلة الورد بصله . لله الامر من قبل ومن بعد .

نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس