بقلم / د. فضل الصباحي
توريط السعودية في حرب اليمن لم يكن مجرد قرار انفعالي من قبل صناع القرار في المملكة لكنه مخطط قديم تم الإعداد لَهُ من قبل خبراء امريكان لجر السعودية إلى مستنقع لن يخرجو منه بسلام لكن القيادة في السعودية أخذت القرار بسرعة ؛ لم يتوقعها الأمريكان وحتى الحلفاء المشاركين في عاصفة الحزم الذين كانو متفاجئين من قرار السعودية السريع ومع ذلك فقد أتفقو على توجية ضربة جوية سريعة لبعض المواقع العسكرية في اليمن وتنتهي الحرب في اقصر وقت ممكن حتى لا تنفتح جراح من الصعب مداوتها مع الأشقاء في اليمن ، ولكن مجريات الحرب وتسارع الأحدث في اليمن أظهرت للجميع بأن دخول هذه الحرب لم يكن مهمة سهلة لدول التحالف وتوسعت دائرة الأهداف وتم إغراق الدول المشاركة في أعمال حربية خاطئة نتجت عنها أضرار كبيرة في البنية التحتية المدنية في اليمن وكذلك استشهاد عدد كبير من المدنيين وتعتبر تلك الأفعال في نظر المجتمع الدولي جرائم إنسانية تم فيها استخدام أسلحة محرمة دولياً وتم استخدام القوة المرطة وتسبب ذلك في استهداف آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والمواطنين الأمنين .

وبهذا الغباء الإستراتيجي قدمت السعودية للأمريكان ما يريدون وبصورة غير متوقعة وسريعة اعتبرها المراقبون بأنها مهدت الطّريق لمحاسبة الحكومة السعودية بطريقة شرعية وعبر القنوات الرئيسية في الأمم المتحدة التي هي في الأصل مجرد لعبة بيد الصهاينة والأمريكان تشرعن لهم ما يريدون من قرارات دولية تمكنهم من السيطرة والتحكم بمصير دول وشعوب ضعيفة غير قادرة على قرأت المخططات ،و مواجهة تلك المؤامرة الخبيثة .
الأموال السعودية في البنوك والخزائن الأمريكية والأوروبية محل أنظار الأمريكان والسيطرة على البترول في منطقة الخليج وخاصة في السعودية التي تحكمها قيادات اسلاميـــة متطرفة غير موثوقة ولا يمكن الإستمرار معها إلى نهاية الطريق .
وهذا ما قالته هيلاري كلينتون : ” عندما دعت إلى محاصرة أنظمة في الخليج العربي على رأسها المملكة العربية السعودية – قطر – الكويت حيث اتهمت كلينتون هذه الدول بدعم و تمويل التطرف في العالم وما ينتج عنه من إرهاب ” وهذا يعني بأن أمريكا تضع السعودية وقطر والكويت تحت طائلة المحاسبة الطويلة ومشاركة تلك الدول في حرب اليمن آحد الأسباب الرئيسية .

وهذا ما ذكرت سابقاً في عدت مقالات حول موضوع تمويل المنظمات الإرهابية ومنها القاعدة وداعش وغيرها حيث وجدت بأن السعودية وقطر متورطتان في دعم تلك التنظيمات بإستثناء حكومة الكويت لم تتورط في تمويل تلك التنظيمات الإرهابية ولكن يوجد رجال أعمال كويتيين متورطين في دعم تلك التنظيمات وتقديم الأموال والترويج لأفكارهم المتطرفة بواسطة بعض المشائخ المتشددين في الكويت .

الأمريكان بكل صراحة لم يعودو بحاجة إلى الإستمرار مع السعودية بنفس الطريقة السابقة عندما كانويمثلون المظلة التي تحميهم طوال السنين الماضية وتدافع عن سياساتهم وعلاقاتهم السرية مع إسرائيل وغيرها من الأنظمة التي يعتبر التواصل معها لا يتوافق مع السياسة السعودية المعلنة .

وهذا ما أكده مرشح الرئاسة الأمريكية ” دونالد ترامب في اكثر من مناسبة عندما طالب السعودية بدفع ثمن حمايتها أضعاف المبالغ التي كانت تدفع لأنها لا تكفي وتصريح ترامب أيضاً حينما قال : إن السعودية هي البقرة الحلوب فإذا جف حليبها فسوف تقوم أمريكا بذبحها وإذا لم نذبحهافسوف نرسل من يقوم بذبحها او نهيئ الأسباب لذبحها كما ذكر سابقاً ، وطالب ترامب بمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة ووقف إصدار تأشيرات دخول لمواطني الدول التي تصدر الارهابيين وعلى رأسها المملكة العربيــــة السعوديــة وتعتبر هذه رسائل واضحة من المرشح القادم لحكم أمريكا بخصوص علاقة أمريكا بالسعودية في المرحلة القادمة ” .

الحكومة السعوديــة بدأت تدرك مؤخراً بأن الأمريكان لم يعودو الأصدقاء الذين يمكن الإعتماد عليهم في المرحلة القادمة وحتى لا تصنف كدولة داعمة للإرهاب بعد أن تخلت عنها أمريكا وجه القادة السياسيون في المملكة إلى هيئة كبار العلماء بتغيير الخطاب الديني وإدانت الإرهاب بكل اشكالة وكذلك منع الخطاب الطائفي وإعتبار الإرهاب يتنافى مع القيم الدينية والإسلامية والإنسانية ويجب محاربته .

وهذا ما صرحت به هيئة كبار العلماء في السعودية حيث تقول : بأن الإسلام يجرم الإرهاب ويعده إفسادًا في الأرض ولا يخدم إلا أصحاب الخطابات العنصرية التي تنشر الكراهية ، وتدفع إلى مزيد من الشحناء والبغضاء بما لا يخدم بناء عالم يسوده النظام ويعترف بالحقوق ، وإدانة الإرهاب تستمد من نصوص الكتاب والسنة التي تؤكد كل معاني الحماية للمدنيين والإسلام عظم حرمة الدم الإنساني وجعل قتل الواحد كقتل الجميع .
وتؤكد الهيئــــة : بأن الإرهاب شر يجب على العالم التعاون على اجتثاثه واستئصاله، مشددة على أنه يجب منع أسبابه وبواعثه فقد عانت منه دول وذاقت من ويلاته مجتمعات .

وأوضحت هيئـــــة كبار العلماء : أن العالم اليوم أمام فرصة حقيقية لترسيخ قواعد العدالة والنزاهة واحترام الشعوب وخصوصياتهم بما يشجع على أن يسود العالم السلام والوئام الذي تتوق إليه شعوب الأرض كافة ، مؤكدة أنه يجب أن تجرم الخطابات العنصرية التي تعد الآخر منبوذًا تجب محاربته فذلك لا يخدم السلم والأمن العالمي الذي ينادي إليه جميع العقلاء في العالم .

أتمنى تعميم هذه المفاهيم العظيمة على وسائل الإعلام السعودية المختلفة والتي تعتبر القوة المؤثرة في الساحة العربية ، وكذلك مراجعة المناهج التعليميــة في السعودية التي تدعو للتطرف والكراهية وعدم احترام الآخر ، أيضاً مراجعة كتب التراث وتنقيتها من كل الشوائب التي شوهت ديننا الإسلامي العظيم ، والأهم من كل ذلك إخراج كتب محمد إبن عبد الوهاب من ثقافة المجتمع السعودي الدينية وتدميـــر ما فيها من تطرف وكراهية الآخرين وتكفيرهم ..

أنا شخصياً اتمنى الخير والسلام للشعب السعودي العربي الكريم الذي تربطه باليمن والخليج صلت الأخوه والنسب والتاريخ المشترك

ويمكن لآل سعود الخروج من هذا المأزق الإنساني والديني والعروبي بمد يدها البيضاء إلى اليمن بدون تكبر ولا وصاية او تحكم في السياسة القادمة للدولة اليمنية الجرح عميق وكبيــــر وإذا لم يتم مداواته بكل الصور الإنسانية والأخوية الممكنة وبذل كل الجهود الصادقة لتجاوز تبعات هذه الحرب فإن السعودية واليمن لن يستقراء أبداً وسوف تكبر اللعبــة الدولية والإقليميــة في احداث الصراع بين اليمن والسعودية إلى أن تقوم الحرب الطائفية المنتظرة في المشروع الصهيوني التي تستهدف الأخوه في الدين واللغة “السنة ، والشيعة ” كما هوا مخطط لها من قبل الصهاينة في مشروعهم الخبيث من اجل القضاء على المسلمين بإدخالهم في حرب وحشية مدمرة ليتسنى لهم بعد ذلك السيطرة على ثروات وخيرات العالم العربي والإسلامي وإعلان دولــــة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات …
نقلا عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس