معين النجري
أتابع الأحداث في سوريا ومصر وليبيا بخوف مبالغ فيه، ليس لأن مصير هذه الدول الشقيقة التي تشتعل فيها الفتنة فتنا طائفية على كف عفريت مجنون، لقد تجاوزت هذا المربع منذ أشهر.
أنا اليوم أخاف على اليمن مما يحدث هناك، فحين تتخلص هذه الدول من المحاربين المتشددين _من أي طائفة كانوا_ ستنبذهم بلدانهم ولن يجدوا أرضا تستقبلهم بحب إلا اليمن.
حدث هذا سابقا وأخشى أن يتكرر الوضع مستقبلا خاصة وهنا من يعتقد ببطولية أولئك الناس، وقد أرسلوا من يساندهم في حروبهم البشعة.
لقد بدأت كارثتنا مع الإرهاب بعد تحرير أفغانستان من التواجد الروسي عندما رفضت جميع البلدان العربية والإسلامية استقبال الأفغان العرب، وحدها اليمن فتحت أحضانها لهم ووحدها اليمن تجرعت ويلاتهم.
لذا أتمنى أن تُحل مشاكل هذه الدول باتفاقات سياسية بين جميع الأطراف تضمن بقاء هؤلاء المقاتلين في أماكنهم، أو على الأقل تضمن عودة كل مقاتل إلى بلده.
سنتحمل أبناء اليمن باعتبارهم شرا لابد منه، لكننا لسنا مجبرين على تحمل كل الخبث الذي تلفظه الشعوب.
لم يعد هناك إمكانية لتكرار تجربة جيش عدن أبين وجبل حطاط وإمارة جعار ومواجهات رداع والبيضاء وحضرموت وأرحب وغيرها.
يكفينا من البلاوي ما تحتويه أجندة مؤتمر الحوار الذي نخشى ألا يجيد التعامل معها كما يجب، لأن بإمكان واحدة فقط منها أن تنسف المجتمع اليمني عن بكرة أبيه وأمه وتعيده إلى عصور ما قبل التاريخ.
أتمنى أن تقدر القوى الدينية والسياسية اللاعبة في الساحة وضع اليمن وحساسية الموقف وأن لا تترك مجالا للعواطف في تعاملها مع مثل هذه القضايا.

حول الموقع

سام برس