بقلم / عاصم السادة
يبدو ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح وافق على ترك رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام مقابل شروط وضعها امام المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ في لقاءهما الاخير في صنعاء.

كان من الواضح ان الهدف المقصود من زيارة ولد الشيخ صنعاء هو الرئيس “صالح” ثم انصار الله وذلك بعد مروره بالرياض حيث اوصلت عبره رسائل عدة لـ”صالح” تخص مفاوضات الكويت والحل السياسي في اليمن وهو بمثابة تفاهم مبدئي لا يقل عن تفاهمات ظهران الجنوب بين السعودية وانصار الله..
تجاهلت السعودية المؤتمر الشعبي العام كطرف سياسي مهم في المعادلة لحل الازمة اليمنية اذ راحت تفتح قناة حوار مع الحوثيين بمعزل عن المؤتمر لاغاضته واستفزازه لعلها تحدث شرخا في التحالف (المؤتمر وانصار الله)، حيث اُبرمت الاتفاقات حول ايقاف المعارك العسكرية في الحدود اليمنية السعودية بين الجانبين (السعودي-انصار الله)، لكنها وجدت ان وضع “المؤتمر” في هامش النقاشات والاتفاقات الدائرة في ظهران الجنوب السعودي لم يأت بفائدة فعادت المعارك الحدودية وبالتحديد منطقة “حرض” ولا تزال تتلقى السعودية الصواريخ اليمنية في نجران وجيزان حتى اللحظة.

تعلم يقينا السعودية ان “صالح” ايضاً جزء من الحل والمشكلة معا ولا يمكن التغاضي عنه ولابد من تبادل الرسائل التي من الممكن ان تشكل منفذ اولي للحوار مع الاخير بحيث يقدم الطرفان التنازلات التي من شأنها أن تحقق السعودية فيه انتصارا سياسيا كازاحة “صالح” من رئاسة المؤتمر الشعبي العام وفي السياق المقابل انتصاراً لـ”صالح” في استحالة عودة هادي الى اليمن كرئيس شرعي بمعنى خروجهما من الحياة السياسية وبالتالي تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها كل الاطياف السياسية دون استثناء وتهيئة المناخ لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في المرحلة المقبلة ووفقا لما سيتم الاتفاق عليه في مفاوضات الكويت2.
أعتقد أن من الشروط التي وضعها الرئيس “صالح” مقابل ترك العمل السياسي من خلال المؤتمر الشعبي العام هي رفع العقوبات الدولية المفروضه عليه وتحرير نجله السفير “احمد” المعتقل لدى السلطات الاماراتية منذ بدء الحرب تحت مسمى “عاصفة الحزم” على اليمن.

من المؤشرات التي تؤكد استعداد “صالح” الترجل عن حزب المؤتمر الشعبي العام هو مسارعة انضمام نجل شقيقه يحيى محمد عبدالله صالح رئيس اركان قوات الامن المركزي ورئيس ملتقى الرقي والتقدم ذات التوجه اليساري التقدمي واليبرالي للمؤتمر الشعبي والذي سيكون وريث عمه لرئاسة المؤتمر ولكن ليس الان مباشرة بعد رحيل الرئيس السابق.

بدأ “صالح” يرتب وضع المؤتمر الشعبي العام الداخلي قبل مغادرته له فهو يعلم ان قوة حزبه الجماهيريه مرتبطة بشخصه وعائلته وان رحيله عنه سيفقد المؤتمر توازنه الطبيعي لانه ليس منظما سياسيا وهذا ما يدركه كل اعضائه من اعلى الهرم القيادي حتى ادناه وبالتالي اشار رئيس المؤتمر الشعبي العام على نجل اخيه “يحيى” بالانظمام للحزب بحيث لا يخلوا منهم بالاضافة الى تهيئة الاجواء في نقل شعبيته الجماهيريه الواسعة في اوساط اليمنيين التي يتمتع بها اليه.

لن يذهب الرئيس السابق بعيدا عن المؤتمر بعد رحيله بل سيبقى قريبا منه رغم الضغوط واشتراط السعودية مغادرته اليمن واختيار الدولة التي يرغب العيش فيها..

حول الموقع

سام برس