سام برس
أجل كتب التاريخ الإسلامي مكانة عند المسلمين، شيعة وسنة، إلا أن لكل منهما رواية لما يخص الحقبة النبوية وأخبار الصحابة (ر) من الكتاب. انظر تفصيل ذلك في ترجمة الطبري في كتاب (أعيان الشيعة) للمرحوم محسن الأمين. وفرق الآلوسي في (روح المعاني) بين الطبريين عند تفسير الآية: (وأرجلكم إلى الكعبين) بأن الأول محمد بن جرير الطبري، والثاني محمد بن جرير بن رستم الشيعي صاحب (الإيضاح للمسترشد) في الإمامة. وهي مكابرة من الآلوسي كما قال رشيد رضا في (المنار). وانظر ترجمته في معجم الأدباء، قال: (قال الخطيب: اجتمع على جنازته من لا يحصي عددهم إلا الله، وصُلِّي على قبره عدة شهور ليلاً ونهاراً...وقال غير الخطيب: دُفن ليلاً خوفاً من العامة لأنه كان يتهم بالتشيع). والمشهور أن نسبته إلى طبرستان، وفيهم من نسبه إلى طبرية في الأردن. وهو من شيوخ الأصبهاني صاحب (الأغاني) نقل عنه فيه (31) خبراً. وانظر في الوراق في (المواعظ والاعتبار) للمقريزي أثناء حديثه عن العزيز بالله ومكتبته دار الحكمة: (وحمل إليه رجل نسخة من كتاب تاريخ الطبري: اشتراها بمائة دينار، فأمر العزيز الخزان، فأخرجوا من الخزانة ما ينيف عن عشرين نسخة من تاريخ الطبري، منها نسخة بخطه). وبالرغم من مكانته وشهرته وعناية المسلمين به لم تصلنا نسخة كاملة من مجلداته، فلفق المستشرقون أماكن النقص فيه من كتب التاريخ الأخرى !.. وطبع لأول مرة في ليدن 1876 - 1901م بعناية (دي جويه) وجماعة من المستشرقين وأصدروه في (13) مجلداً، منها مجلدان: فهارس وتعليقات. ثم طبع في القاهرة سنة 1906م في (13) جزءاً، ونشرته دار المعارف عام (1960) في (11) مجلداً بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، وله غير ذلك من الطبعات. منها بعنوان (تاريخ الرسل والملوك) ومنها بعنوان (تاريخ الأمم والملوك) كما تجد تفصيل ذلك في زاوية التعليق على الكتاب. قال ابن الأثير بعدما ذكر أنه أفرغ في تاريخه كل تراجم الطبري ورواياته التامة: (وإنما اعتمدتُ عليه من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقن حقاً، الجامع علماً وصحة اعتقاد وصدقاً). وجدير بالذكر أن المحقق نصر الهوريني (ت 1291هـ) ذكر في مقدمة نشرته للجزء الثاني من تاريخ ابن خلدون أنه لم يهتد في مصر إلى نسخة من تاريخ الطبري ؟! وعلى تاريخ الطبري مجموعة ذيول، منها ذيل الهمذاني، وينتهي بعام (487) وذيل الفرغاني: راوية الطبري، وابنه أبي منصور (ت398هـ) وسلسلة ذيول الصابئة. وكان الطبري قد انتهى بتاريخه إلى سنة (302) فذيله ثابت بن سنان إلى سنة (360) وأوصله هلال بن المحسن الصابئ إلى سنة (448) وأوصله غرس النعمة ابن هلال إلى سنة (479). وكان إبراهيم بن حبيب السقطي قد وضع ذيلا على تاريخ الطبري ذكر ذلك ابن النديم في المقالة السادسة من الفن السابع والتي ترجم فيها لتلاميذ الطبري، ونقل ابن العديم عدة نقولات من كتاب السقطي وسماه (الرديف) وذكره ابن جني في (الفسر) ومن نوادر ما ألف في الطبري كتاب: (التحرير لأخبار ابن جرير) للقفطي، وقد ذكره في ترجمة الطبري في كتابه: (المحمدون من الشعراء) انظره في هذه الموسوعة. وكتاب (المدخل إلى مذهب الطبري ونصرة مذهبه) ليحيى بن علي المنجم نديم المعتضد العباسي، وهو الذي أهداه ابن الجراح كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء) انظر التعريف به.

حول الموقع

سام برس