‮جمال الظاهري‬
ليس للمعتقد أي دخل في وجهات النظر، ولكنه العنت من قبل البعض ممن لا يجيدون الاستماع وإن استمعوا لا يرون الحقيقة التي تعلن عن نفسها كشمس الضحى، من أولئك من يطلبك للنقاش حول قضية خلافية، وما أن تجيبه ويبدأ النقاش وطرح الافكار التي تحمل فهماً يختلف مع ما يراه تجد نفسك وقد جرجرت الى مواضيع جانبية لا تمت للموضوع المتفق على مناقشته بصلة، والنقاش قد تحول الى عراك أو منازلة بين (فسطاطين) طبعاً هو يمثل فسطاط الخير وانت النقيض (الشر).
ومهما كانت مهارتك في التعاطي واللين فإن النقاش ورغماً عنك يصبح بدون جدوى أمام هذا النموذج الذي يأبى الا ان يجعل من كل شيء معركة أو قضية دينية وجهاداً ضد المخالفين لفكره الذي يمثل معتقده، فيما الامر واضح وجلي، تدافع مصالح ومساعٍ دنيوية بحتة، سلطة ومعارضة واستقطابات لمناصرين وتصفية حسابات لمواقف سابقة أو دفاع عن مكاسب حيزت أو سعي لتحقيقها.
مزج الديني بالدنيوي منهج يدرس لديهم، وسيف التكفير سلاح استراتيجي يعولون عليه في كسب معاركهم السياسية والاقتصادية والأمنية، يدمرون المعتقد وهم يرفعون رايات نصرته، يخذلون اخوة الدين بالدين ويحسبون أنهم ينصرونهم.
لهؤلاء نقول: لو انكم رحيمين بمعتقدكم ودينكم لتجنبتم جرجرته في كل خلاف أو موقف سياسي اقحمتم معتقدنا في القضايا الصغيرة والكبيرة، وحين نقول لهم: يا ناس عيب وحرام سموا الامور بمسمياتها كفاية اختباء في جلباب التدين أو المشيخات الدينية أو بين دفتي المذهبية المقيتة التي فصلت دين الخالق ونهج خاتم الرسل حسب الطلب وحسب مقتضيات الحاجة والحال ..
فلا تعتقدوا أنكم بهذا الاسلوب تكسبون، ربما تحققون بعض المكاسب في فترة معينة لكن صدقوني الخسارة جسيمة وكبيرة في النهاية .. اعلنوا عن انفسكم كجماعات تسعى للحكم، للسلطة، للمال، للنفوذ، للوصاية، أياً كان المسمى وصدقوني هذا أرحم للبلاد والعباد واشرف وانزه للمعتقد الذي ستجنبوه الشحططة بين فعل وآخر يسيء اليه .. اعلموا اننا لسنا ضد طموحاتكم ولكن اطرحوها للتداول كمشاريع سياسية أو اقتصادية أو مشاريع حكم، بشرف ونافسوا كما يفعل الآخرون كفايه اذللتمونا في اصقاع الارض وشككتوا في معتقدنا حرام عليكم.
جمعتني الاقدار وحالة كنت قد نشرتها في احد المواقع .. كان محتوى ما نشرت خبراً عن ضرب سوريا من قبل العدو الاسرائيلي اختتمته بالسؤال عن رأي المشاركين الافتراضيين حول العملية الاسرائيلية التي نفذتها اسرائىل في الاسابيع الماضية ..
هذا الخبر والسؤال الذي اختتمت به نال من المشاركات والتعليقات ما فاق تصوري بكثير وحوت المشاركات ما فاق تصوري من من الآراء التي ما كان يخطر في بال أحد أن يأتي يوماً ويسمعها من ابناء الأمة العربية.
انهالت علي الردود التي توصفني، وتقولني ما لم أقل، والاتهامات بالكفر والمجوسية والتبعية، وو... الخ، والغريب في الامر أن تختم ردودهم بالسلام ..
وعليك السلام ورحمة الله، كان ردي عليهم .. انا طرحت مشكلة في المنتدى من خلال الملاحظة وانت عدت بي الى منحى آخر ليس ضرورياً، ولماذا هذا التجني والتسفيه والشتيمة، والتهجم وسحب المواضيع الى غير الوجهة التي كتبت من اجلها ..
لماذا هذه العصبية وهذه الاحكام التكفيرية وأنتم تعلمون علم اليقين بالفكرة وأنتم اصحاب الدعوة لمناقشتها، كيف اصبحت اليوم كافراً مع علمكم ويقينكم بفكري الديني، ولا اقول مذهبي لأني الآن ألعن المذهبية ومن تبناها، لأنها اساءت للدين الإسلامي، وللرسول الكريم، ولعظمائه من الصحابة الكرام .. ألعنها لأنها صارت تمثل اسواراً فاصلة بين ابناء المعتقد الواحد، ولأنها جلبت علينا ويلات من كل حدب وصوب
كل المتمذهبين يدركون ذلك وإن ناكفوا فالمذهب صار سلعة يسترزق بها البعض، ويهان آخرون بها وتستباح الاعراض وتنتهك الحرمات تحت مسمى نصرتها .. كيف افهمكم هذا الامر فما تعانيه الأمة من التبعات بائن وجلي، وهي اليوم حزينه، وتعيسة بحالها وحال معتقدها الممزق من جلاوزة السياسة والجهال ..
طيب الله ذكركم جميعاً ولي امل أن تجرأوا ما خطيته بعيداً عن الصور التي ترسمها مخيلة التشكيك في كل شيء وفرضية أنا مستهدفون من قبل من يختلف معنا بالرأي ..

aldahry1@hotmail.com

حول الموقع

سام برس