أحمد الشاوش -
> قمة البشاعة أن تتحول بعض وسائل الإعلام إلى معاول هدم بكل ما تعنيه الكلمة، وأن تتجرد هذه الأبواق من أداء رسالتها السامية في تنوير الرأي العام وتزويده بالحقائق والأحداث المثيرة والصادقة نتيجة انزلاقها وغوصها في مستنقعات رؤى وأفكار هدامة، ومحاولة بث سمومها عبر بعض الفضائيات، والصحف والمواقع الالكترونية بطريقة ممنهجة تقشعر لها الأبدان، فبدلاً من أن تتبنى الرسالة الإعلامة الصادقة والنبيلة لكسب ثقة القارئ والمشاهد العربي وخلق الوئام والانسجام بين كافة أبناء الطيف السياسي وجميع المكونات، نراها تغرق في الدعوة إلى التضليل ونشر الأباطيل وتهييج الشعوب العربية ومحاولة زرع بذور الفتنة والحض على الكراهية، والدعوة إلى إحياء السلالية، واللعب على الوتر المناطقي والاحتكاك المذهبي وغيرها من البدع والأدوات الرخيصة الدخيلة على مهنة صاحبة الجلالة، حتى صار الرأي العام بين ناري مراكز القوى السياسية العابثة والدخلاء على مهنة السلطة الرابعة المتهورين من ضعفاء النفوس الذين اصبحوا مجرد أدوات وأبواق سيئة السمعة والصيت وغير جديرين بالاحترام لتلويث سماء الإعلام الصافية وقدسية الحرف والكلمة الصادقة في ظل الظروف الاستثنائية التي ألقت بظلالها على المنطقة العربية وافرزت الكثير من الوسائل الصغراء والمآسي والأحزان في غياب تطبيق القانون والاحتكام إلى شرعية الشارع التي قسمت الشعوب إلى أكثر من فسطاط واخلت بالأمن والاستقرار، فما يحدث في مصر وسوريا وليبيا وغيرها من دول المنطقة إلا صورة ومشهد حي لمدى تأثير تلك الظروف الاستثنائية على كل نواحي الحياة وفي طليعتها المشهد الإعلامي الذي صار مجرد جهاز تحكم بيد صانعي الأزمات ويمثل سحابة صيف تنتهي عندما يتصالح فرقاء العمل السياسي.
shawish 22@ gmail.com

حول الموقع

سام برس