بقلم / عبدالكريم المدي
تبادل المنافع ومدّ يد العون في الأوقات المناسبة من سمات الأوفياء ،من جهة ،ويدل - أيضا - على عمق التحالفات ومستويات التنسيق العالية بين أصحابها من جهة ثانية،وربما أن النموذج الحي في هذا السياق يتجسّد في التحالف القوي القائم بين عبدربه هادي كطرف مُستغيث ومغيث في نفس الوقت، وبين الإخوة في السعودية الذين هبّوا لتلبية نداء الأول أثناء ما كان يقاوم الهلاك وعيون اللجان الشعبية والجيش اليمني ،سابحا بدون مجاديف في رمال الصحراء الممتدة من الحدود العمانية إلى حضرموت اليمنية، هاربا نحو السلطنة الشقيقة طالبا للنجدة والنجاة.

ورغم مكابدته لتلك الرحلة الخطيرة والشاقة ،إلا أنه - كما قال باسما ذات مرّة - قد تفاجأ بهبّة وعاصفة حزم ( الأشقاء) التي تحولت بعد أقلّ من شهر واحد فقط من إعلانها إلى عاصفة سناجب وتصريحات ومشاهد قتل للمدنيين والأطفال .

وكون الرجل ( هادي ) ومن خلال الممارسات والأفعال ،يحمل الوفاء ولا ينس الجميل ، هاهو مؤخراً قابل الاحسان بالاحسان، عندما أمر بتوجيه الآلاف من خيرة المقاتلين( المدربين ) المعنين بحمايته وحماية دولته ذات يوم ، إلى حدود السعودية الجنوبية من أجل الدفاع عن أرض وعِرض الأشقاء/ الحلفاء ومحاربة اليمنيين ، (الروافض) الأعداء. ولله في خلقه شؤن طبعا.

لا أدري إن الإمور إلى هنا تبد معقولة ومستساغة بالنسبة لكم أم لا..! المهم وأياً تكن المسألة ،تبقى في الواقع أشياء أغرب من الخيال وأدعى للسخرية وضحك الدهور كلها..وسنحاول هنا وبصورة سريعة أن نُشير لبعضها من باب تعميم المتعة وفائدة الضحك الصحية على عضلات القلب وعلى نفسيات الأطفال الذين يفتقدون كثيرا ومنذ حوالي (19) شهراً لحلقات سيبستون والكابتن ماجد بسبب انقطاع الكهرباء التي كانت تزود مدنهم وقراهم والقادمة بالطبع ،من عاصمة هادي الاحتياطية الثانية، (مأرب) والتي تمّ قطعها عليهم كضرورة وطنية وعربية /قومية اقرّها (التحالف العربي) المدافع عن شرعية هادي المقيم في الرياض ، وعروبة اليمنيين المقيميين في صنعاء والضالع وتعز وصعدة وعمران وحجة وذمار ولحج ووالخ.

تعالوا للمفيد.. يعلم الجميع إنه وبعد سقوط العشرات من المواقع العسكرية السعودية على خط الحدود مع اليمن وتحديدا في نجران وجيزان وعسير قام السيد هادي مؤخرا بإرسال آلاف المقاتلين ( حرسه الرئاسي يوم أن كان رئيسا ) إلى تلك المناطق الملتهبة والمتساقطة بيد المقاتل اليمني . لكن السؤال الأهم هنا وبيت القصيد هو : من هم المقاتلون الذين أرسلهم هادي للمحرقة العربية الجديدة ؟ سأقول لكم : من ضمنهم (3000) ألف مقاتل كان قد ارسلهم هادي نفسه ،للتدريب على فنون القتال الحديثة والمتطورة إلى أميركا والأردن لتأهيلهم كحماية شخصية له ولدار الرئاسة قبل الاستفتاء عليه كرئيس توافقي في 21 فبرايرمن العام 2012،وبالفعل تلقوا دورات تدريبية مكثفة ومتنوعة ،و(500) آخرون - أيضا - تم تدريبهم للهدف ذاته في القوات الخاصة اليمنية ، اضاف إلى ذلك عسكريون كُثر من الشلّة ، وكل هوءلاء الآلاف من الخُلّص الذين سبق لهادي وأن اعدهم بعناية لليوم الأسود ومواجهة أي خطر أوإنقلاب قد يتعرض له الرئيس ( المنقذ) دُفِع بهم في الأيام الماضية للحدود السعودية ، وضعوا بين هلالين ( هوءلاء هم أنفسهم الذين سبق وأن فروا مع اطلاق مقاتليّ أبو علي الحاكم للعشرين الطلقة التحذيرية الأولى من أسلحة الكلاشنكوف من جولة مذبح وأمام المستشفى الاستشاري في الستين ومن جولة المصباحي بإتجاه بوابة دار الرئاسة، فروا ولم يأخذوا على الأقل، أسلحتهم الشخصية وأحذيتهم ..ووالخ ) ، هوءلاء بشحمهم ولحمهم يرسلهم هادي مؤخرا لتسوير الحدود السعودية وتأمين نجران وجيزان وعسير والطائف من مقاتلي وجيش ( صالح - الحوثي ) .. أليست هذه بالفعل مدعاة للضحك ، ومادة خصبة للتندر والفكاهة ، على هوءلاء المُغيث والمستغيث ، بالله عليكم كيف يفكر هوءلاء الناس ، وكيف ينتظر السعوديون الحماية والنصرة من شخص فاقد لها ولكل شيء تقريبا، شخص حقيقته تقول إنه فرّ إليك هاربا إليهم ولم يجد ما يلبسه ، لولا تفضُّل الأشقاء في عمان الذين اعطوه ثوبا عمانيا وإن كان مقاسه غير مطابق لكنه أفضل من الفوطة التي لبسها في قصر المعاشيق واتجه نحو المكلا ؟ وكيف لهوءلاء أن يحموا حدود ومواقع دولة معتدية على شعبهم ومحاصرة له طوال (19) شهرا ، لدرجة إن الكثير من اليمنيين صاروا يتحرقون شوقا لاجتياح أراضيها والاقتصاص لشهدائهم وجرحاهم وحقوقهم وسيادتهم ولكل ما سببته لهم من أضرار ومآسي ..

هل تتوقع السعودية إن الأعداد التي وجه بها هادي لحماية حدودها سيمثلون عائقا أمام مقاتلي أنصار الله والجيش وعشرات الآلاف من اليمنيين الذين يتقاطرون للجبهات وعلى رأسها جبهات الحدود ..؟! إذا كان الإخوة في السعودية يعتقدون ذلك ، ويعولن على هوءلاء نصرا فإن سقوطهم كدولة وكنظام سيكون أسوأ وأمرّ وأسرع مما يتخيله ويتوقّعه أكثر المحللين والمتابعين تشاؤما .

حول الموقع

سام برس